سياسيون كرد يشددون على ضرورة استقلال القرار الكردي في سوريا

قامشلي – نورث برس

يشدد سياسيون كرد، ضمن أحزاب سياسية كردية سورية على ضرورة استقلال القرار الكردي في سوريا، وذلك بما يخدم القضية الكردية والقضية الوطنية السورية معاً.

وتحدث القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، على ضرورة أن يتخذ القرار الكردي في سوريا من قبل الكرد السوريين أنفسهم.

حديث “عبدي” عن الموضوع لمجموعة الأزمات الدولية هو للمرة الثانية، بعد أن كان قد أبلغ “المونيتور” عن موقفه من القضية نفسها.

وقال محي الدين شيخ آلي، وهو سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، إن “الخبرات والكوادر الكردية في سوريا مؤهلون لاتخاذ قرارهم.”

فيما ذكر عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، أحمد سليمان، أن “الكرد السوريين يدركون مصلحة قضيتهم الكردية والوطنية السورية.”

ويشكل الكرد في سوريا ثاني أكبر قومية في البلاد، دون وجود إحصائيات رسمية عن عددهم الحقيقي.

ومنع حزب البعث الحاكم الكرد، على مدى عقود، من ممارسة نشاطاتهم السياسية والثقافية، حتى أن نحو 300 ألف كردي حرموا من الجنسية السورية.

ويؤخذ على كرد سوريا تبعية قراراتهم للأطراف الكردية في الدول الأخرى سواء تلك المتواجدة في تركيا أو العراق.

وفي هذا السياق، ذكر “سليمان” أن “خصوصية الكرد السوريين يجب أن تكون موضع احترام الأطراف الكردستانية.”

فيما دعا “شيخ آلي” ما أسماها بـ “القوى الصديقة والشقيقة” إلى “احترام خصوصية الحالة الكردية في سوريا وتجنب التدخل في الشأن الداخلي لكرد سوريا”.

حقوق كردية ضمن سوريا موحدة

ويشدد قياديون ومسؤولون كرد على ضرورة المحافظة على وحدة البلاد إلى جانب دعوتهم لاستقلال القرار الكردي في سوريا.

وقال “الجنرال” للمونيتور  إن “الهوية الكردية السورية لا بد أن تتعزز في إطار سوريا موحدة أرضاً وشعباً”.

وتتخذ قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الجنرال مظلوم عبدي من الحدود السياسية لسوريا رمزاً كتب أسفله اسم القوات باللغات العربية والكردية والسريانية.

ويرى سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، أن اعتماد الكرد السوريين على طاقاتهم وقدراتهم هو الأنسب لهم.

وقال: “كلما كان قرار الكرد السوريين  بيدهم ومن عقولهم، كان أنسب وأكثر فائدة لهم ولجوارهم”.

وأضاف: ” يجب على الكرد السوريين الاتعاظ من درس مفاده أن الأمور المحلية للكرد في سوريا تزداد تعقيداً كلما برز دور التدخل الخارجي. “

أما عضو المكتب السياسي في الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا، فأشار إلى أن استقلالية القرار الكردي سيفتح المجال أمام الكرد للعب دورهم كسوريين وبما يخدم القضية الكردية، على حد قوله.

وأضاف: “لا حل للقضية الكردية في سوريا بمعزل عن الوضع العام في البلاد.”

هوية واحدة وتوجهات مختلفة

ورغم انتهاج الحزب الحاكم في سوريا سياسة واحدة تجاه جميع الكرد، وهي الإنكار بدءاً من اسم “الجمهورية العربية السورية” والذي ينفي وجود مكونات مختلفة في سوريا ومن بينها الكرد، لكن الانقسام هو الطاغي على الحالة السياسية للكرد السوريين.

حيث تنشطر الأحزاب السياسية بشكل متكرر، إلى حد بات السكان الكرد لا يعرفون أسماء معظم الأحزاب السياسية أو حتى عددها.

الانقسام الموجود دفع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية إلى إطلاق مبادرة “وحدة الصف الكردي في سوريا” أواخر العام الفائت.

وتهدف المبادرة إلى إيصال المجلس الوطني الكردي في سوريا وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية في سوريا، واللذين يعتبران قطبين أساسيين للحركة الكردية في سوريا، لوجهة نظر موحدة بخصوص موقف الكرد من الحل السياسي في سوريا.

وبالفعل نجح القائد العام في جمع الطرفين على طاولة واحدة لمناقشة القضايا الخلافية، لكن تلك المحادثات لم تنتهِ حتى الآن، بعد مرور نحو ثمانية أشهر من بدئها.

وقال “عبدي” ،خلال لقاء مع قناة تلفزيونية محلية مطلع هذا الشهر، “ما استنتجناه من المباحثات الكردية حتى الآن هو أن الكرد قادرون على حل خلافاتهم إذا ما أرادو ذلك.”

وفي السياق نفسه، ذكر “شيخ آلي” الذي لم يشارك حزبه في المباحثات بعد، أن “التآلف الكردي-الكردي في سوريا لا يجب أن يكون مرهوناً بالعامل الخارجي.”

فيما اعتبر “سليمان” استقلالية القرار الكردي في سوريا أساس “أي تفاهم كردي داخلي.”

وقال: “التدخلات الخارجية تشكل عائقاً جديداً يضاف الى العوائق الموجودة أساساً أمام حل القضية الكردية في سوريا.”

إعداد: شيروان يوسف – تحرير: حكيم أحمد