ارتفاع أسعار الأمبيرات والخبز في الشيخ مقصود بحلب بعد منع الحكومة عبور المازوت
حلب – نورث برس
يقول شيروان شيخو (32 عاماً)، وهو مُهَجَّر من مدينة عفرين ويسكن في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، شمالي سوريا، إنه على وشك إغلاق محلّه للألعاب الإلكترونية بسبب ارتفاع تكاليف الكهرباء الخاصة (الأمبيرات) هذا الشهر.
وكانت أسعار الاشتراكات الأسبوعية لكهرباء المولدات الخاصة قد ارتفعت في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، بينما تم تخفيض مخصصات العائلات من الخبز، وذلك بعد منع الحواجز الحكومية عبور مادتي المازوت والطحين.
وارتفع سعر الأمبير الواحد الليلي من ألف ليرة إلى 2.700 ليرة في الأسبوع، بينما ارتفع سعر الأمبير النهاري من 1300 ليرة إلى 3500 ليرة سورية.
ورغم قيام بلدية الشعب في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، والتي تتبع إدارة محلية مدنية، هذا الأسبوع، بتخفيض سعر الأمبير الليلي من 2700 ليرة سورية إلى 1500 ليرة على أن يبقى سعر الأمبير النهاري “التجاري” على حاله، إلا أن السعر ما زال مرتفعاً بحسب سكان وأصحاب محال.
وأضاف “شيخو” لنورث برس: “أفكر جدياً في إغلاق المحل لأن مردوده لا يغطي فاتورة الأمبيرات.”
ويشترك صاحب محل الألعاب بستة أمبيرات، نهاراً وليلاً، لتشغيل أجهزة الكمبيوتر مقابل دفع مبلغ 37.200 ليرة سورية أسبوعياً، بعد كان يدفع 13.800 ليرة سابقاً.
وتمنع الحواجز التابعة للحكومة السورية قرب مدينة منبج، منذ أكثر من عشرة أيام، عبور شحنات المحروقات والطحين من مناطق الإدارة الذاتية نحو أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بحلب.
وكانت الإدارة المدنية لهذه الأحياء قد قامت، بعد أسبوع من منع الحواجز الحكومية دخول مادة المازوت، بتأمينها من السوق السوداء لتشغيل المولدات والأفران.
وتضمُّ أحياء الشيخ مقصود والأشرفية حوالي 22 ألف عائلة (ما يقارب 80 ألف شخص)، بحسب تصريح سابق لرئيس لجنة العلاقات لمجلس سوريا الديمقراطية بدران حمو.
وتضمُّ تلك الأحياء عائلات عربية ومسيحية، إلى جانب غالبية سكانها من الكرد الذين يتحدّر معظمهم من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.
وكان قرار رفع أسعار كهرباء المولدات الخاصة قد صدر عن بلدية الشعب بينما قامت لجنة الأفران بتخفيض مخصصات مادة الخبز للعائلة الواحدة من ربطتين إلى ربطة واحدة في اليوم.
وقام أصحاب المولدات بشراء احتياجاتهم من المازوت عن طريق تجار من المناطق الحكومية، وذلك بعد عدم توزيعها عليهم من قبل بلدية الشعب، بحسب أصحاب المولدات.
وكانت بلدية الشعب في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية تقوم بتوزيع مادة المازوت على أصحاب المولدات في الأحياء، قبل منع الحواجز الحكومية وصولها، بسعر85 ألف ليرة سورية للبرميل الواحد (200 لتر).
وقال أصحاب مولدات في الأشرفية لنورث برس، إن سعر البرميل تخطى يوم أمس في السوق السوداء 230 ألف ليرة سورية.
وقال كمال عبدالله، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، لنورث برس، إن كمية المازوت التي تم تأمينها عبر تجار تكفي فقط لنهاية الشهر الجاري.
ورأى “عبدالله” أن الغرض من منع وصول المازوت إلى أحياء الشيخ مقصود والأشرفية هو “محاصرته والدفع نحو تفاقم أزمة معيشية فيه، خاصةً وأن السكان مقبلون على فصل الشتاء.”
وقال عبدالرحمن الناصر (41 عاماً)، وهو من سكان حي الشيخ مقصود ولديه ثلاثة أطفال، إن ربطة واحدة لا تكفي حاجة عائلته.
وأشار إلى عدم استطاعته شراء الخبز السياحي كل يوم في ظل صعوبة وضعه المعيشي، “فهو غالي جداً وأرغفته صغيرة الحجم.”
ويبلغ سعر ربطة الخبز السياحي ألف ليرة سورية، بينما يبلغ سعر ربطة الخبز العادي التي تحتوي 14 رغيفاً مئة ليرة سورية.
وتقوم الأفران بأحياء الشيخ مقصود والأشرفية بإنتاج 18 طناً من الخبز يومياً، بكلفة 975 ليرة سورية للكيلو الواحد ليتم بيع الربطة بمئة ليرة، بحسب “عبدالله”.
وذكر الرئيس المشارك لبلدية الشعب في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية أنهم يقومون حالياً بشراء الطحين من السوق السوداء، “وتقوم الإدارة المدنية في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بتغطية المصاريف الإضافية.”
وقال إن سعر ربطة الخبز لن يتغير رغم شرائهم للطحين من السوق السوداء “بأسعار مرتفعة.”