العودة إلى جبل الزاوية.. تباين مواقف نازحين وسط انعدام الخدمات والاستقرار
إدلب – نورث برس
بعد عودته إلى منزله في بلدة بليون بجبل الزاوية، شمال غربي سوريا، يضطر أحمد العمر (35 عاماً) للسفر ثلاث مرات أسبوعياً شمالاً نحو مدينة إدلب لمراجعة طبيبه.
يقول النازح العائد إن غياب الخدمات الطبية في المنطقة يجبره ومرضى آخرين لتحمّل مشاق وتكاليف السفر بعد عودتهم خلال الأشهر الماضية.
وتقتصر الخدمات الصحية في المنطقة على نقطة طبية واحدة عاملة في المنطقة، تقتصر خدماتها على الإسعافات الأولية.
وكانت قرى وبلدات في منطقة جبل الزاوية قد شهدت عودة مئات العائلات النازحة إلى منازلها، لكن انعدام الخدمات بالإضافة لمخاوف من تجدد الاشتباكات وعدم استقرار الوضع الأمني دفع آخرين للعزوف عن فكرة العودة.
ويُقدَّر عدد العائدين إلى جبل الزاوية، بحسب فريق منسقو استجابة سوريا، بـ 347 ألف شخص حتى نهاية آب/أغسطس الماضي، من أصل نحو مليون شخص نزحوا من المنطقة بعد الحملة العسكرية التي أطلقها النظام السوري مطلع العام الجاري.
وقال الحاج نوري الحسن (55 عاماً)، وهو من أبناء جبل الزاوية ويقيم في مخيم شمال إدلب، إنه لا يفكر بالعودة إلى قريته ضمن الظروف الراهنة.
ويعلّل “الحسن” موقفه بانعدام الخدمات الأساسية في قريته بجبل الزاوية من أفران ومحطات مياه وكهرباء ومدارس.
وتشهد منطقة خفض التصعيد، تصعيدا عسكرياً وقصفاً متبادلاً بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلّحة، طال أجزاءً من محافظات إدلب وحماة وحلب واللاذقية.
وكان مصدر ميداني قد أفاد، أمس السبت، لنورث برس، أن عناصر القوات الحكومية اشتبكوا مع نقطة رصد واستطلاع تابعة لغرفة عمليات الفتح المبين على محور جبهة الفطيرة جنوبي محافظة إدلب.
كما قصفت القوات الحكومية، قبل يومين، بقذائف المدفعية والصواريخ مواقع في قرى وبلدات سفوهن، وفليفل، والفطيرة، وبينين الواقعة في منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.
وقال مصدر محلي إن قوات الحكومة استهدفت بالرشاشات الثقيلة مواقع التماس في بلدة العنكاوي بسهل الغاب ومنطقة جبل الزاوية وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
وخلّف القصف الحكومي دماراً جديداً طال البنى التحتية والممتلكات.
ويقول ناشطون محليون إن منطقة جبل الزاوية أصبحت تفتقر لأدنى مقومات الحياة اليومية نتيجة العمليات العسكرية لقوات النظام السوري و وروسيا على المنطقة.
وقال بشير السيد، وهو اسم مستعار لناشط من سكان المنطقة، لنورث برس، إن قرى وبلدات جبل الزاوية تفتقد لمقومات الحياة بسبب الدمار الحاصل خلال العمليات العسكرية للقوات الحكومية.
وكانت عمليات القصف على المنطقة قد أدت لتدمير شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، إضافةً إلى تدمير نحو 90 % من المنشآت الحكومية.
وأضاف “السيد” أن معظم المنشآت الطبية والخدمية والأفران في جبل الزاوية متوقفة عن الخدمة منذ الحملة العسكرية لقوات “النظام السوري” مطلع العام الجاري.