بعد أزمات معيشية متلاحقة.. سوريون يتخوفون من القادم

دمشق – نورث برس

يتخوف سياسيون ومراقبون سوريون، مما سيواجهه السكان داخل البلاد خلال الفترة القادمة، بعد التردي الكبير في الوضع الاقتصادي والمعيشي، وسط غياب بوادر أي حلول للأزمات الحالية في الأفق القريب.

ويقول أحد سكان العاصمة دمشق في تندّر: “لسنا بحاجة أن نكون منجّمين أو نقرأ الغيب حتى نعلم أن كل ما جرى حتى الآن على فظاعته وهوله أشبه بالمقبلات، وأن الوجبة الرئيسية الكارثية لم تأتِ بعد.”

ويقول آخر إن حال الأزمات المتلاحقة اليوم “قد يبدو نعيماً، قياساً بما هو متوقع في قادم الأيام.”

وحذر مسلم طالاس، وهو خبير اقتصادي وأكاديمي سوري، في حديثٍ لنورث برس، من بقاء حال السوريين على واقعهم المتردي، من جهة “ارتفاع الأسعار وعدم توفّر أساسيات الحياة وضيق ذات اليد.”

“طالاس”، المقيم في مدينة ماردين التركية، يشدد على أن “كل المؤشرات تؤكد أن القادم أخطر وأسوأ.”

ويبلغ معدل راتب الموظف السوري الجامعي في مناطق سيطرة الحكومة، في أحسن أحواله، 70 ألف ليرة سورية (ما يعادل أقل من 30 دولاراً أميركياً).

ويشير خط الفقر الدولي إلى مبلغ 1.90 دولار للشخص الواحد في اليوم، كأدنى مستوى دخل يحتاج إليه لتوفير أساسيات العيش.

وبحسب تقرير لبرنامج الأغذية العالمي، نشر في حزيران/يونيو الماضي، فإن سوريا تواجه أزمة غذاء غير مسبوقة، حيث يفتقر أكثر من 9٫3 مليون شخص إلى الغذاء الكافي.

وترى منى غانم، وهي قيادية سابقة في “تيار بناء الدولة” السوري المعارض أن ما ينتظر سوريا في العام القادم هو “أخطر” من حالها اليوم.

وأضافت، لنورث برس، أن فرص الحل السياسي والتفاهم الروسي-الأميركي قد فاتت عندما تم رفض فكرة التغيير السياسي الجذري في سوريا.

ولا تتوقع “غانم”، التي تعيش خارج سوريا، أن تقدّم الحكومة السورية أي مبادرات، “العام القادم هو عام انتخابات، ولا يبدو أن النظام يملك نوايا للتغيير، وهذا يعني استمرار معاناة السوريين.”

وذكرت أن “الحل المطلوب ما يزال اليوم هو نفسه، وليس في محاولات النظام لإظهار الانتصار بشكلٍ أو بآخر.”

وقال عماد نداف، وهو كاتب وإعلامي سوري يقيم في دمشق، أن “العالم من حولنا يتغير ونحن نتعامل مع الأشياء بعقلية ما قبل التغيير.”

وأضاف لنورث برس: “ليست المسألة في فهم آليات الصراع، بل في آليات البحث عن حلول لمأساة السوريين.”

ويرى الكاتب السوري أن الحل يتألف من عدة معطيات، أبرزها “مشروع وطني للداخل وحرب شاملة على الفساد تبدأ بالقضاء وتنتهي بغرف المخاتير ومعقّبي المعاملات.”

بالإضافة إلى إطلاق حوار اجتماعي وثقافي وسياسي عبر وسائل الإعلام والتواصل حول أخطر الموضوعات، ثم التأكيد على قيمة الإنسان وكرامته في السياسات المتبعة نظرياً وعملياً، على حدِّ قول “نداف”.

إعداد : أوس حمزة – تحرير: حكيم أحمد