خدمات صحية متردية تزيد انتشار أمراض جلدية بين أطفال نازحين شمال إدلب
إدلب – نورث برس
تستمر والدة الطفل أيمن البكري (سبعة أعوام)، وهما من سكان مخيم عشوائي على أطراف بلدة معرة مصرين شمال إدلب، في مداواته من مرض القوباء الجلدي منذ شهر على أمل شفائه التام.
ويزداد انتشار الأمراض الجلدية بين نازحين في مخيمات إدلب، شمال غربي سوريا، نتيجة نقص المياه النظيفة وتردّي وضع المرافق الصحية وصعوبة فصل الأطفال المصابين عن غيرهم، إلى جانب نقص مواد النظافة وغلاء أسعارها.
ويشير أطباء في المنطقة ، تحدثوا لنورث برس، إلى وجود أعداد كبيرة من المصابين ﺑﻤﺮضي القوباء والليشماﻧﻴﺎ (ﺣﺒﺔ ﺣﻠﺐ).
ويقول أطباء إن المرضين ﺍﻧﺘﺸﺮا ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ، ﺧﺎﺻﺔً ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺟﺪﺓ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﺍﺕ ﻛﻔﺮﻟﻮﺳﻴﻦ ﻭﻋﻘﺮﺑﺎﺕ ﻭﺩﻳﺮ ﺣﺴﺎﻥ ﻭﺃﻃﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺪﻭﺩ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ-ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ .
وكان الطفل أيمن البكري قد نزح مع أسرته من بلدة حيش بريف إدلب الجنوبي إلى مخيمات الشمال العشوائية التي تفتقر للتجهيزات الخدمية والصحية.
وقالت والدته لنورث برس، إن المرض انتقل إلى أخيه الآخر، “إذ بدأت تقرّحات حمراء تظهر حول أنفه وفمه.”
وأشارت إلى أنها لا تستطيع فصل أبنائها عن بعضهم البعض لتجنّب العدوى، فهي تعيش مع زوجها وأبنائها الخمسة في خيمة واحدة بحسب قولها.
وأضافت: “نعاني من وجود الصرف الصحي المكشوف، وتجمّع القمامة لفترات طويلة وقلّة المياه النظيفة، ما جعل أولادنا عرضةً للمرض.”
وكانت والدة أيمن قد قامت بعرض ابنها على طبيب في المركز الصحي الموجود في بلدة معرة مصرين، والذي وصف له بعض الأدوية التي يستخدمها، “لكن دون تحسّنٍ يُذكَر.”
والقوباء مرض شائع شديد العدوى يصيب بشكل أساسي الرُضَّع والأطفال وينجم عن تلوّثٍ جلدي يظهر عادةً على شكل تقرّحات حمراء على الوجه، خاصةً حول أنف وفم الطفل ويديه وقدميه.
ويعاني أفراد عائلات نازحة مصابون بأمراض جلدية، لا سيما اليافعون منهم، من حرج اجتماعي بالإضافة إلى الآلام الجلدية التي يسببها المرض.
وتتوزع ندوب وتشوّهات أشبه بالحروق على وجه ويدي مرام شرف الدين (17 عاماً)، وهي نازحة من ريف معرة النعمان الشرقي إلى مخيم قرية الشيخ بحر بريف إدلب.
وتقول الفتاة التي تعاني من مرض الليشمانيا، إنها تكره الخروج من الخيمة أو التوجّه إلى المدرسة مع منظر التقرّحات على وجهها ويديها، بالإضافة لآلام في المناطق المصابة.
وتضيف أنها راجعت المركز الطبي في أرمناز بريف إدلب الغربي لتلقي العلاج، وبعد عناء تماثلت للشفاء، لكن المرض عاد من جديد بعد فترة وجيزة بشكل أكبر.
ومؤخراً، وصف أحد الأطباء أدوية لمرام، لكنها تحتاج لمبلغ مئة دولار أميركي لشرائها، وهو ما لم تتمكن عائلتها من تأمينه، على حدِّ قولها.
وأعاد وليد القطيني (33 عاماً)، وهو طبيب مختص بالأمراض الجلدية في مدينة خان شيخون، انتشار الأمراض الجلدية بين النازحين في المخيمات، إلى نقص توفر ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﻭﻤﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.
“إلى جانب ﺑﻘﺎﺋﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﺀ ﻟﻔﺘﺮﺍﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻋﺮضةً للجراثيم ﺍﻟﻨﺎﻗﻠﺔ ﻟﻸﻭﺑﺌﺔ ﻭﺍﻷﻣﺮﺍﺽ، كما أن قماش الخيام لا يردُّ عنهم الغبار والحشرات.”
وأشار الطبيب إلى أن الكثير من المخيمات تم إنشاؤها على مقربةٍ من مكبّات النفايات، ولم يتم تجهيزها بشبكات للصرف الصحي، “الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الجراثيم المسببة للأمراض الجلدية.”
وحذّر من أن ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ تلك ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ سيجلب “ﻋﻮﺍﻗب ﻭﺧﻴﻤﺔ” ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﻋﺪﻡ ﺍﻋﺘﻤﺎﺩ ﺣﻠﻮﻝ ﻋﺎﺟﻠﺔ، ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺎﻓﺔ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ بحسب قوله.