القصف التركي وإغلاق الـ”M4″ يتسببان بتراجع عمل الاستراحات وإغلاق معظمها

كوباني – نورث برس

تشهد الاستراحات والمطاعم العاملة على الطريق الدولي (M4) تراجعاً ملحوظاً في عملها بسبب استهداف سيارات وآليات المدنيين على الطريق من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها.

وتستهدف فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لتركيا من مناطق تمركزها بشمال طريق (M4)، سيارات المدنيين على الطريق الواصل بين بلدة عين عيسى ومفرق أبو صرّة غربي البلدة، ما يتسبب  بتراجع حركة السير.

كما تتعرض بلدة عين عيسى والقرى المحيطة بها لقصف تركي متكرر، ينجم عنه توقف حركة السير في أغلب الأحيان.

“تراجع العمل”

وقال خليل سعدو (54 عاماً)، وهو صاحب مطعم واستراحة “دجلة” على طريق (M4)، إن عملهم انخفض من استهلاك ما بين 80 إلى  100كيلوغرام من اللحم في وجبات الطعام يومياً، إلى استهلاك نحو ثلاثة كيلوغرامات فقط.

وأشار “سعدو” إلى أن حركة السيارات انخفضت بسبب القصف التركي واستهداف المارة وآلياتهم، “ما تسبّب بتراجع عملنا كأصحاب استراحات.”

وكان قصفٌ نفّذته القوات التركية وفصائل المعارضة التابعة لها على بلدة عين عيسى، أواخر الشهر الفائت، قد تسبّب في إصابة شخصين اثنين بجروح.

وقال صاحب استراحة “دجلة” أن عمل عدد كبير من العاملين في المطاعم قد توقف بسبب قلّة الزبائن وتراجع مستوى العمل، “حيث كان ثمانية إلى عشرة عمال وسطياً يعلمون في كل مطعم أو استراحة على الطريق الدولي.”

ويعمل حالياً  في كل مطعم أو استراحة ثلاثة عمال فقط، بحسب أصحاب الاستراحات.

إغلاق 12 استراحة

وكان نحو 15 استراحة ومطعماً تعمل على الطريق الدولي (M4) في المنطقة الواقعة بين مفرق بلدة صرين (55 كم غرب بلدة عين عيسى) وبلدة قنطرة (35 كم شرق عين عيسى)، قبل العملية العسكرية التركية ضد منطقتي سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض تشرين الأول/أكتوبر 2019. 

 لكن حالياً تعمل ثلاث استراحات فقط من أصل 15 استراحة، بسبب القصف التركي المتكرر على المنطقة وإغلاق الطريق، وفقاً لأصحاب الاستراحات.

وتسببت العملية العسكرية التركية برفقة فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها ضد منطقتي سري كانيه وتل أبيض العام الماضي بإغلاق طريق M4.

وتم إعادة فتح الطريق أمام المارة مجدداً في أيار/مايو الماضي، وذلك بعد محادثات شاقة بين الطرفين التركي والروسي للسماح بعبور المدنيين من تل تمر إلى عين عيسى بضمانة روسية.

لكن الطريق أُغلِق مجدداً  بعد إعادة فتحه لمدة قصيرة وأصبح غير سالك بسبب القصف التركي المتكرر على بلدة عين عيسى وقرى بريف بلدة تل تمر شمالي حسكة.

“غياب الأمان”

وقال إبراهيم علي (51 عاماً)، وهو صاحب مطعم واستراحة “ديار”، إنهم كانوا يعملون من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثانية بعد منتصف الليل بسبب الأمان على الطريق الدولي قبل سيطرة تركيا وفصائل المعارضة على تل أبيض وسري كانيه.

بينما يضطر “علي” اليوم لإغلاق مطعمه عند الساعة الخامسة مساءً بسبب توقف حركة السيارات والآليات بشكل نهائي.

وأشار “علي” إلى أن أغلب السيارات حالياً تسلك طريق أبيض للوصول إلى مناطق الجزيرة.

وعقب سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها على منطقتي سري كانيه وتل أبيض، انتقلت حركة النقل بين مدينتي حسكة والرقة إلى ما يعرف بطريق أبيض الواقع جنوب مدينة حسكة، والذي يمرُّ بريف الرقة الشرقي وصولاً إلى المدينة.

وقال حسن جمو (46 عاماً)، وهو صاحب استراحة “فرسان”، إن روسيا وعدت بفتح الطريق الدولي أمام السيارات والشاحنات عبر دورياتها “ولكنها لم تلتزم بفرض الأمن والأمان على الطريق الدولي.”

وأضاف أن الطريق الدولي بين بلدة الجلبية باتجاه بلدة عين عيسى “أصبح غير آمن” بسبب القصف التركي على سيارات وآليات المدنيين، وأن “الأهالي باتوا يخشون عبور الطريق.”

إعداد: فتاح عيسى – تحرير: سوزدار محمد