بعد ثلاث سنوات من طرد “داعش”.. الكهرباء العامة غائبة عن أحياءٍ بالرقة
الرقة – نورث برس
يشتكي سكان أحياء في مدينة الرقة شمالي سوريا من تأخر إيصال الكهرباء إلى أحيائهم، وذلك بعد مرور أكثر من ثلاثة أعوام على طرد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من المدينة.
ويعتمد سكان أحياء الفردوس والبدو والحديقة البيضة والادخار والنهضة وشارع القطار وسط مدينة الرقة على المولدات الخاصة لمدِّ منازلهم ومحالهم التجارية بالتيار الكهربائي، في ظل عدم توفر الكهرباء العامة.
ويحمِّل سكان تلك الأحياء مؤسسات الإدارة الذاتية مسؤولية عدم مدّ أحيائهم بالتيار الكهرباء، وينتقدون تجاهل معاناتهم مما يصفونه بابتزاز أصحاب المولدات الخاصة.
وقال حسين الحمود (65 عاماً)، من سكان حارة البدو وسط مدينة الرقة، إنهم لا يستطيعون الاستفادة من كهرباء الأمبيرات في كيِّ الألبسة وتشغيل الغسالات والسخانات وأدوات كهربائية أخرى.
ويشترك “الحمود” لمنزله بثلاثة أمبيرات بقيمة ألف ليرة سورية للأمبير الواحد في الأسبوع، “وهي بالكاد تكفي لتشغيل البرّاد وإنارة المنزل.”
وكانت بلدية الشعب في مدينة الرقة قد رفعت في منتصف شهر شباط/فبراير الماضي أسعار الاشتراكات الأسبوعية لكهرباء المولدات الخاصة في المدينة من 800 ليرة سورية إلى ألف ليرة أسبوعياً للأمبير الواحد، مقابل عشر ساعات تشغيل ثابتة في اليوم.
وتسبّب القرار حينها بحالة من الاستياء بين سكان في المدينة.
وكان أحمد الابراهيم، الرئيس المشارك لبلدية الشعب في الرقة، قد قال حينها لـ”نورث برس”، إن سبب رفع سعر الاشتراكات الأسبوعية جاء لإرضاء أصحاب الاستثمارات في هذا المجال، “كنا مقبلين على حملة إضراب لأصحاب المولدات”.
وأشار “الحمود” إلى أنهم أحياناً يبقون لعدة أيام دون كهرباء بسبب الأعطال التي تصيب المولدات.
وأضاف أن عدم مدّ الحي بالكهرباء يبقي سكانه تحت رحمة أصحاب المولدات الخاصة الذين يكبّدون السكان مصاريف دون أن يستفيدوا من الكهرباء بشكل فعلي على حدِّ قوله.
وانتقد “الحمود” تأخر إيصال الكهرباء إلى الحيّ، “وعدونا بتنفيذ أعمال الإنارة بأوقات قياسية دون أن نرى شيئاً على أرض الواقع.”
ولا يجد إسماعيل الرحال (58 عاماً)، من سكان حارة البدو، “سبباً مقنِعاً ومبرّراً” للتأخير، ويقول إن “عمل لجنة الكهرباء يقتصر على إيصال الكهرباء إلى الأحياء الأقل تضرراً متجاهلةً الأحياء الأخرى.”
وأضاف: “الأحياء التي دُمِّرت بشكلٍ شبه كامل لم تُستهدَف رغم أن الدعم المقدَّم من قبل المنظمات هو لإنارة المدينة بالكامل وإعادة تجهيز الشبكات من الصفر.”
وذكر “الرحال” أن حارة البدو بمدينة الرقة، من أكثر الأحياء التي تضرّرت خلال المعارك التي دارت بين قسد وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، “لكن نصيبه من إعادة الإعمار كان معدوماً وخاصةً فيما يتعلق بالقطاع الخدمي.”
وقال سكان الأحياء التي لم تصلها الكهرباء إن استمرار الاعتماد على كهرباء المولدات خلقَ معاناةً مستمرة وخاصةً أنها لا تلبي حاجاتهم الضرورية، إضافة إلى الانقطاع المتكرر “بحجة الأعطال.”
ويحتاج كل منزل إلى عشرة أمبيرات لتشغيل الإنارة والغسالة وسخان الحمام، أي ما يعادل40 ألف ليرة سورية شهرياً “وهذا مكلف جداً” بحسب “الرحال”.
وأرجع أنصار الشبلي، وهو إداري في لجنة الطاقة والاتصالات في الرقة، سبب التأخير إلى حجم الدمار في الشبكات الكهربائية والذي كان شبه كامل في مدينة الرقة، بالإضافة لقلّة الدعم المادي لهذا القطاع، “لذلك كان العمل بطيئاً.”
وأضاف “الشبلي” أن هناك أعطال مستمرة في الأحياء التي تم مدّها بالكهرباء بسبب “المخالفات من قبل المشتركين والاستجرار غير الشرعي للكهرباء.”
وأشار إلى أن ذلك ينعكس على الشبكة والمحولات، “ويساهم في تأخر العمل لإيصال الكهرباء إلى باقي أحياء المدينة.”
وتعمل لجنة الطاقة والاتصالات التابعة لمجلس الرقة المدني حالياً على إيصال الكهرباء إلى حي الدرعية غربي مدينة الرقة، والتي سوف يتم إيصال الكهرباء إليها خلال الأيام القليلة القادمة بحسب قول “الشبلي”.
ومن المقرر، وفقاً للإداري في لجنة الطاقة والاتصالات في الرقة، أن يتم إيصال الكهرباء إلى الأحياء التي تعاني من مشكلة الكهرباء مع بداية العام المقبل.