خيم مهترئة وانعدام خدمات في مخيم منبج الشرقي

منبج – نورث برس

خيم مهترئة وبرد قارس في مساحة لا تتجاوز تسعة هكتارات، هذا هو حال 574 عائلة نازحة في مخيم منبج الشرقي الجديد في مدينة منبج شمالي سوريا.

وكشفت الهطولات المطرية القليلة مؤخراً مع حلول البرد التحديات التي سيواجهها سكان المخيم هذا الشتاء بعد أن كانت المواد الغذائية هي أهم ما يشغل أرباب هذه العائلات. 

وقال محمد عماد (40 عاماً)، وهو نازح يقيم مع عائلته المكونة من 13 شخصاً في مخيم منبج الشرقي الجديد، إن ما في الخيمة من إسفنجات وبطانيات قليلة قد تعرضت للبلل مع أول الهطولات المطرية هذا العام.

وأضاف أن جميع العائلات في المخيم لا تملك “عوازل” تقي الفرش داخل خيامها من البلل، كما لا يوجد ما يمنع المياه من التسرب للخيمة.

وتمنع الأوضاع المعيشية المتدهورة وانعدام فرص العمل العائلات من الاعتماد على أفرادها لبناء سور لخيامها مثلاً أو تغطيتها بشكل مناسب.

ويرى “عماد” أن المنظمات الإنسانية والإغاثية مطالبة بمد يد العون لهم وتقديم المساعدات الضرورية مع بداية فصل الشتاء.

ويبلغ عدد السكان في المخيم الواقع في الطرف الجنوبي الشرقي لمدينة منبج ثلاثة آلاف شخص، جميعهم نازحون من منطقتي دير حافر ومسكنة جنوب مدينة منبج، واللتين تقعان تحت سيطرة قوات الحكومة السورية منذ العام 2017.

وفي جانب آخر من المخيم، يتفقد أحمد الإبراهيم (60 عاماً) خيمته التي اهترأت تحت أشعة شمس الصيف الماضي، بينما تقوم زوجته بتنظيف حفرة امتلأت بمياه الغسيل.

 يقولان إن عدم توفر شبكة صرف صحي في المخيم أجبرهم على حفر “جورة” بجانب الخيمة لتتجمع فيها مياه الغسيل والجلي، وتنظيفها كلما امتلأت.

وتقتصر خدمة الصرف الصحي بالمخيم على 16 كتلة لدورات المياه، تحتوي كل منها على أربع دورات وخزاني مياه.

ويضيف الرجل الستيني: “آخر مرة هطل فيها المطر، لم أستطع النوم بسبب دخول المياه من الشقوق وابتلال الأغطية والإسفنج.”

ولم تفلح محاولة النازح لتغطية الشقوق الناتجة عن اهتراء الخيمة، “فهي تالفة بشكل كامل وتحتاج إلى استبدالها بأخرى جديدة.”

وتقول إدارة المخيم إنها تقوم بإحصاء للخيام التالفة كي يتم استبدالها، بالإضافة لوجود خطة لتوزيع مستلزمات شتوية خلال الأسبوع القادم.

وقال محمد منصور، وهو إداري بالمخيم الشرقي الجديد، لنورث برس، إن تلك المستلزمات ستشمل إسفنجات وأغطية وألبسة شتوية لجميع العائلات.

وكانت أسماء رمو، وهي الرئيسة المشاركة للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في منبج، قد قالت في وقت سابق لنورث برس، إن المساعدات التي ستقدم للنازحين في مخيمات منبج ستتضمن أيضاً مدافئ وكمية 220 لتر مازوت لكل خيمة كدفعة أولى.

ولم تحدد “رمو” موعد توزيع تلك المساعدات واكتفت بالقول “إنها ستصل إلى مستحقيها خلال الأيام القليلة القادمة.”

ويرى “منصور” أن المخيم الشرقي الجديد “مخدم بشكل شبه مقبول”، من حيث احتوائه على دورات مياه ومدرسة للأطفال إضافة لمساحات صديقة للأطفال.

وأضاف: “قدمنا مشروعاً لإنشاء شبكة صرف صحي داخل المخيم بشكل عاجل، ونحن بانتظار الموافقة والبدء بالعمل.”

إعداد: صدام الحسن – تحرير: حكيم أحمد