عائلات في منبج تعتمد على تربية الدجاج البلدي كدخل رئيسي أو ثانوي

منبج – نورث برس

اعتاد علي عابدين (39 عاماً)، وهو أحد سكان ريف منبج الشرقي، شمالي سوريا، على المجيء صباح كل يوم سبت إلى سوق الدجاج في الطرف الشمالي الشرقي من المدينة لعرض بضاعته من الدجاج البياض والصيصان.

وعادت عائلات في ضواحي مدينة منبج وأريافها إلى تربية الدجاج البلدي للاعتماد عليه كمورد دخل رئيسي أو ثانوي من خلال بيع البيض والدجاج، في ظل الصعوبات المعيشية ونقص فرص العمل.

وقال “عابدين” لنورث برس إنه يعتمد حالياً على بيع الدجاج المنزلي لتامين لقمة العيش لأطفاله، “فكل عام تزداد المعاناة أكثر.”

وأضاف: “يوجد لدي حوالي مئتي طير دجاج، أبيع قسماً أو أستبدل بعضها لحين بدء موسم البيض.”

ويبيع المربي نحو مئة بيضة يومياً في موسم إنتاجه، ويجني حوالي 20 ألف ليرة .

ورغم أن المدينة غدت مركزاً تجارياً هاماً في المنطقة، يواجه سكان منبج، كغيرهم من السوريين، صعوبات معيشية في منطقة كانت تعتمد غالباً على الأعمال الزراعية والريفية.

لكن تدهور قيمة الليرة السورية والتحديات التي يواجهها الإنتاج الزراعي أبرز قيمة أي دخل يمكنه تخفيف عبء المصاريف المعيشية التي تزداد يوماً بعد آخر.

ويبلغ سعر الدجاجة البياضة في سوق السبت بمنبج إلى ستة آلاف ليرة سورية، بينما تباع الديوك بثلاثة آلاف.

ويبيع مرتادو السوق إلى جانب الدجاج البلدي الإوز والبط والدجاج الرومي.

وتواجه هذه العائلات غلاء أسعار الأعلاف المخصصة للدواجن، ما يجبر بعضها على الاعتماد على الشعير المجروش الذي يصل سعر شرائه الآن في منبج إلى 300 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، بحسب مربي دجاج في منبج.

كما يتسبب غلاء اللقاحات وفقدان أصناف تتميز بالجودة على حساب لقاحات فاسدة في الأسواق بنفوق الطيور وخسارة المربين.

وقال سمير الحسن (45 عاماً)، وهو تاجر دجاج من مدينة منبج، إن تجارته لم تعد تدر عليه أباحاً كما في السابق.

وكان سكان الريف في منبج ومناطق سورية أخرى يعتمدون في احتياجاتهم اليومية على ما يربون من دواجن ومواش، متخذين مساحات ملحقة بمنازلهم كحظائر ومعتمدين على أراضيهم لتأمين أعلافها.

لكن سنوات الحرب وما تبعها من أزمات النزوح والتدهور المعيشي أدى لحرمان معظم العائلات من ذلك المورد.

وأضاف “الحسن” أنه في السابق لم يكن يأبه لأسعار الأعلاف “الرخيصة” والأدوية المتوفرة.

لكن عبد الصمد حسن، وهو طبيب بيطري من مدينة منبج، قال إن تربية الدجاج في المنزل أصبحت مصدراً يحقق على الأقل اكتفاء ذاتياً لحاجة العائلات من اللحوم والبيوض.

 وأضاف “حسن” أن أسعار اللقاحات تختلف حسب صنفها ومدى تأثيرها، “فهناك أصناف تباع الجرعة منها  بـ200 ليرة سورية، وهو سعر غالٍ للقاح طائر واحد”.

 لكن استخدام اللقاحات الأرخص والتي تباع بخمسين ليرة سورية تؤدي لنتائج أقل وتعرض الطيور لمخاطر النفوق، بحسب الطبيب البيطري.

إعداد: صدام الحسن – تحرير: حكيم أحمد