دمشق – نورث برس
يؤدي تكرر الانسداد المتكرر في شبكة الصرف الصحي بمخيم جرمانا، جنوب شرقي العاصمة دمشق، وخاصة مع هطول الأمطار، إلى فيضان المجاري لتغمر شوارع المخيم وبعض المنازل في الطوابق الأرضية.
وقال سكان في مخيم جرمانا، لنورث برس، إن الورش الفنية المختصة تقوم بإصلاح جزئي عندما تصل المشكلة إلى أوجها، دون تبديل شبكة الصرف الصحي التي أصبحت قديمة وبحاجة إلى تغييرها بالكامل.
ويعود إنشاء مخيم جرمانا، وهو أحد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين على الطريق المؤدي إلى مطار دمشق الدولي، إلى العام 1948.
وقال محمد أبو عدنان (65عاماً)، الذي يسكن قرب ساحة الخضرا في مخيم جرمانا، إنهم يجدون صعوبة في المشي في شوارع المخيم أثناء هطول الأمطار حيث تفيض مياه الصرف الصحي وتشكل سيولاً من المياه الملوثة.
وأشار إلى أن أغلب أزقة المخيم تعاني من هذه المشكلة، “لكن المشكلة تتفاقم في ساحة الخضرا لأن الخط الرئيسي يمر به.”
وقالت ليلى محمد (50 عاماً)، وهو اسم مستعار لإحدى سكان حارة القيطية بالمخيم طلبت عدم نشر اسمها، إن المياه تفيض داخل منزلها في الطابق الأرضي عندما تتعرض المجاري للانسداد.
وتتسبب مياه الأمطار المختلطة مع مياه الصرف الصحي بأضرار في منزل ربة المنزل الخمسينية، “وأعاني كثيراً في تنظيف المنزل والأثاث، ولا تمر أيام حتى نعود للوضع نفسه لتبدأ المعاناة من جديد.”
من جانبه، قال أحمد صالح (60 عاماً)، الذي يسكن في حارة بيت جن في المخيم، إن السكان حاولوا التواصل مع الجهات المسؤولة عن المخيم لتبديل أنابيب الصرف الصحي وحل المشكلة، “ولكن دون جدوى.”
وأضاف لنورث برس: “دائماً يقولون إنهم سيضعون دراسة لحل المشكلة، ولكن دراستهم هذه لم تنته منذ سنوات.”
ويقوم بعض السكان بإصلاح أنابيب شبكة الصرف الصحي ويستبدلون أجزاء منها على نفقتهم الخاصة، وذلك بعد فقدانهم الأمل في استجابة الجهات الرسمية وتلك الموكلة بمتابعة أوضاع المخيم.
وفي اتصال لنورث برس مع الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب، قال قاسم محسن، وهو رئيس دائرة دمشق، إن الهيئة قامت في العام الماضي بتغيير شبكة الصرف الصحي بالكامل بالتعاون مع وكالة الغوث الدولية.
وأضاف أن “من لديه مشكلة، عليه مراجعة المأمور في المخيم والذي سيرسل الورشات للكشف عن المشكلة وحلها.”
لكن نعيم صالح، وهو صحفي من سكان مخيم جرمانا، قال إن المهندسين يحضرون في شتاء كل عام ليأخذوا القياسات وتحضر الحفارات، “لكن يتحول مشروع تبديل الأنابيب فجأة إلى مشروع إصلاح جزئي وتختفي الحفارات خلال يومين.”
وأضاف على نحو ساخر: “لقد حفظنا هذا السيناريو عن ظهر قلب، فهو يتكرر كل عام.”
وذكر “صالح” أن شبكة صرف الصحي بحاجة إلى تبديلها بالكامل، “لأنها قديمة جداً ولم يكن سكان المخيم بهذا العدد عندما تم إنشاء الشبكة قبل عقود.”