استمرار العمل في إنشاء مكب ومحرقة للنفايات الطبية في تل تمر شمال حسكة

تل تمر – نورث برس

في مساحة خالية شرق بلدة تل تمر بريف حسكة الشمالي، شمال شرقي سوريا، يستمر العمل في إنشاء محرقة ومكب للنفايات الطبية للتخلص منها بعيداً عن التجمعات السكنية.

وبدأت منظمة UPP (وهي منظمة إيطالية إنسانية غير حكومية) بالتنسيق مع الهلال الأحمر الكردي وبإشراف من بلدية الشعب في تل تمر، قبل أسبوعين، بإنشاء محرقة للنفايات الطبية على بعد خمسة كيلومترات شرق البلدة.

 اختيار الموقع جاء ليكون بعيداً عن المناطق السكنية، ويتوقع القائمون على المشروع الانتهاء من إنجازه خلال عشرة أيام.

وتضم بلدة تل تمر مشفى “الشهيدة ليكرين” وعشرات العيادات الطبية التي تقدم خدمات طبية لنحو 25 ألف شخص من سكان المنطقة، وينتج عن هذه الخدمات يومياً كميات من النفايات الطبية.

وكان المشرفون على مشفى “الشهيدة ليكرين” يعتمدون طريقة بدائية في التخلص من النفايات الطبية عبر “حراقة” تم إنشاؤها ضمن المشفى، إلا أن انبعاث الدخان والروائح الكريهة كانت تسبب إزعاجاً للسكان والمرضى، بالإضافة إلى أضرارها على الصحة والبيئة.

بينما كان أصحاب العيادات يلجؤون إلى البلدية لتساعدهم في حرق النفايات الطبية ضمن مكب عام للنفايات خارج البلدة.

وقال حسن أمين، وهو مدير مشفى “الشهيدة ليكرين”، لنورث برس، إن عمل المشفى يخلف نفايات طبية خطرة مثل الإبر ومخلفات العمليات الجراحية.

وأشار “أمين” إلى أنهم كانوا قد أنشؤوا حراقة ضمن المشفى للتخلص من هذه النفايات، “لكنها كانت مضرة لبيئة البلد ولصحة القاطنين بجوار المشفى، ولا سيما تأثيرها السلبي على مرضى الربو والتهاب القصبات وغيرها.”

وأوقف المشفى منذ مدة عملية حرق النفايات الطبية داخل المشفى، ليعتمدوا أيضاً على البلدية في إحراق نفايات المشفى بعيداً عن منازل السكان.

لكن منظمة الصحة العالمية تحذر من حرق النفايات الطبية “على نحو غير ملائم أو حرق المواد غير الملائمة”، لأن ذلك يتسبب في إطلاق الملوثات في الهواء إلى جانب بقائها في الرماد.

وبحسب المنظمة، فإنه يمكن أن تولد المواد المحروقة المحتوية على الكلور ديوكسينات وفيورانات، وهي مواد مسرطنة للإنسان، والمواد المحتوية على نسبة عالية من الفلزات، وخصوصاً الرصاص والزئبق والكادميوم، إلى انتشار الفلزات السامة في البيئة.

وقال كوران محمد، وهو إداري في القسم الفني ببلدية الشعب في تل تمروأحد المشرفين على تنفيذ المشروع، إن مساحة المحرقة والمكب تبلغ حوالي 400 متر مربع، حيث تضم ستة صناديق مخصصة لعملية الحرق.

وسيتم نقل النفايات من مشفى “الشهيدة ليكرين” والنقاط الطبية إلى المكب عبر سيارات خاصة، ليتم إفراغها وحرقها ضمن صناديق وبعد امتلاء الصندوق سيتم طمر المواد الناتجة عن الحرق مع الصندوق ضمن حفرة تحت الأرض.

وأشار “محمد” إلى أنه سيتم وضع كادر على المكب من عمال بلدية بالتنسيق مع كادر طبي في مشفى “الشهيدة ليكرين” بتل تمر.

وبحسب المشرفين على المشروع فإن هذه الصناديق الستة ستكفي حاجة تل تمر لمدة خمسة أعوام تقريباً.

إعداد: دلسوز يوسف – تحرير: سوزدار محمد