قيادية في المعارضة: الخلاف على تعريف المنطقة الامنة مستمر وتطبيقها بعيد التحقق
واشنطن – هديل عويس – NPA
ترى القيادية في المعارضة السورية مرح البقاعي أن سلسلة الاجتماعات الدبلوماسية والأمنية التي تطلقها واشنطن لبحث مستقبل العملية السياسية في سوريا يأتي من ضرورة ملحة مرتبطة بالاستراتيجية الأميركية تجاه ايران، والتوتر والتصعيد في إدلب، ووضع العلاقة التركية – الأميركية الذي يؤثر على التفاهمات في سوريا.
وتقول البقاعي أن القمة الأولى في القدس حيث توجه مستشار الرئيس ترامب للأمن القومي، جون بولتون تتمركز حول إيران والضربة التي تم تأجيلها في العشر دقائق الأخيرة، حيث ترجح البقاعي بأن واشنطن تريد بحث تبعات أي تحرك ضد ايران مع اسرائيل بما في ذلك الوجود الإيراني في سوريا.
وتضيف البقاعي؛ “في بروكسل وباريس تتدخل واشنطن لخفض التوتر في ملف إدلب، الذي يخرج من أيدي ضامني مناطق خفض التصعيد، في ظل أزمة انسانية تعمق المأساة في ادلب وفصائل مختلفة على طريقة المواجهة وحدود تركيا المغلقة في وجه النازحين”
وعن مصير شمال شرق سوريا تقول البقاعي أن المنطقة وعبر أدوار أمريكية تتجه إلى مصالحة كردية – كردية شاملة باتجاه ايجاد صيغة توحّد أبناء المنطقة سياسياً.
وترى البقاعي أن الخلاف التركي – الأمريكي والذي ينعكس على سوريا لا يحتمل حلول وسط، فتركيا عضو في حلف الناتو وتقترح ضم منظومة” S- 400″ الروسية إلى أسطولها العسكري، وهذا يعني خبراء روس ومعدات روسية في دولة حليفة في الناتو، وتسليح ترسانتها العسكرية معظمه أميركياً، الأمر الذي يثير مخاوف وقلق واشنطن من التجسس على الشيفرات العسكرية الأميركية.
من جانب آخر، ترى البقاعي أن تركيا لاتزال بأمس الحاجة لواشنطن لحل مخاوفها الأمنية وحماية مصالحها في سوريا، فرغم القاعدة الروسية “العظمى” في حميميم والدور الروسي الواسع في سوريا، فإن روسيا غير قادرة على تلبية مصالح تركيا أو حل مخاوفها الأمنية، وحتى التوافقات التركية – الروسية حول ملف ادلب نراها تفشل.
وحول إمكانية التوصل الى أي نتيجة حول إنشاء منطقة آمنة شمال سوريا، تقول البقاعي أن “الفجوة كبيرة بين نظرة اللاعبين المختلفين إلى المنطقة الامنة “فحتى اليوم يختلف على تعريفها كل من الأتراك والمعارضة السورية والايرانيين والكرد وهو أمر قائم منذ بداية الثورة في سوريا، فحتى الآن لا يوجد صيغة تفاهم حول المنطقة الامنة تضمن أمن دول الجوار وتحافظ في نفس الوقت على أمان السوريين وسيادة واستقلال بلادهم وبالتالي فان تطبيقها لا يبدو محققاً بعد”.