كاتب درامي سوري: المال الخليجي هو المتحكم بالرقابة على الدراما السورية

الرقة – نورث برس

قال عدنان العودة كاتب درامي وسيناريست سوري، يقيم في هولندا، الأربعاء، إن المال الخليجي “هو المتحكم بالرقابة على الدراما السورية.”

ووصف العودة، في حديث لنورث برس، الأعمال الدرامية السورية التي أُنتجت في سنوات الحرب، بأنها “عاجزة عن التعبير عن الواقع السوري رغم الامتداد الجغرافي الشاسع لمساحة الحرب في سوريا.”

بالإضافة لكمية الألم الكبيرة التي تركتها الحرب والدمار في نفوس السوريين.

ولكن هناك بعض الأعمال الدرامية السورية “حاولت نقل ومقاربة الواقع ونظرت إلى الأحداث بعينين لا بعين واحدة بعيداً عن الجانب الدعائي للنظام أو للثورة السورية، ومنها مسلسل الندم لحسن سامي يوسف”، بحسب “العودة”.

وينحدر الكاتب الدرامي والسينارسيت السوري عدنان العودة، من مدينة الرقة وولد عام 1975 في قرية زور شمر (50 كم) شرقي الرقة التي تقع تحت سيطرة قوات الحكومة السورية.

وانتقل للعاصمة دمشق منذ عام 1994 ليتابع في نفس الوقت دراسة الصحافة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

وفي عام 1999 حصل “العودة” على إجازة في الصحافة وتخرج من قسم النقد المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 2000.

وقال “العودة” إن الحرب السورية لم تؤثر على مستوى الرقابة على الأعمال الدرامية السورية ولم يكن لها أي تأثير يذكر.”

“ارتباط التابو بدول الخليج”

وأضاف: “ذلك لأن التابو مرتبط بالبلد العارض وهو صاحب رأس المال وهي دول الخليج العربي وليس البلد المصنع للدراما لأنها لا تمتلك قنوات فضائية عارضة وقوية مثل المحطات الخليجية.”

وأشار إلى أن الأعمال الدرامية السورية أساساً “مرتبطة بمقص الرقيب الخليجي، ولكن في سوريا قبل الحرب وبعدها يبقى مقص الرقيب السياسي شديد الوطأة.”

وكشف الكاتب الدرامي، عن انتهائه مؤخراً من كتابة مسلسل بدوي من نمط الدراما التاريخية.

وتتمحور أحداث المسلسل، حول العشائر العربية في البادية السورية ودورها في الصراع في المنطقة في القرن الثامن عشر ما بين العثمانيين والدول الغربية.

ومن المتوقع أن يتم تصويره في صيف العام القادم في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ولم يطرق “العودة” أبواب العمل الصحفي مفضلاً الاتجاه نحو المسرح والدراما والسينما و كتابة الشعر المحكي.

ومن أعماله المسرحية التي حصلت على جوائز فنية وعرضت على مسارح دمشق وفلسطين والمغرب، (خيل تايهة عام 2015 ومسرحية زبيب، ومسرحية المرود والمكحلة والتي قدمت مرتين 2009 على مسرح دار الأوبرا في  دمشق، وعلى مسرح الحمراء عام2013.

نجوم الدراما السورية واللهجة

ومنذ سنوات، بدأ بعض نجوم الدراما السورية بالتحدث بلهجات مختلفة (مصرية وخليجية) في الأدوار التي يقومون بتمثيلها.

وأعرب الكاتب الدرامي عن أمله في أن يكون هناك مادة تُعنى بتدريس اللهجات بشكل أكاديمي في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، “حرام أن تكون اللهجة عائقاً أمام إبداع الممثل.”

وقال: “حتى الشاعر يجب أن يتقن جميع اللهجات العربية والمحلية”، و”للعودة” ديوانان شعريان باللهجتين الفراتية والشامية “سكران المجانين” عام 2002 و”أنا حوري” عام 2015.

ويُعد “العودة” أول كاتب درامي عربي كتب أعمالاً بدوية بشكل مغاير عن نمطية الدراما البدوية التي تندرج في الخط الدرامي الثالث مضموناً وإنتاجاً، على حد تعبيره.

وأول عمل له في هذا الإطار كان مسلسل فنجان الدم من إخراج الليث حجو، والذي عُرض في عام/2009/ على شاشةMBC السعودية بعد أن تم تأجيله لمدة عام كامل.

وأشار “العودة” إلى أن سبب التأجيل يعود لاعتراض قبائل عربية عليه خشية تقديم صورة سلبية وغير واقعية عن المجتمع القبلي في القرن التاسع عشر.

وقال العودة حينها في حوار مع قناة العربية، عُرض في السابع والعشرين من آب/ أغسطس 2009، إن “العمل يقدم قراءة جديدة اجتماعياً وسياسياً عن واقع القبائل العربية في القرن التاسع.”

وكتب العودة بعدها عدة أعمال درامية قريبة من فحوى فنجان الدم ومنها، أبواب الغيم عام2010 من إخراج حاتم علي، توق عام 2011 من إخراج شوقي الماجري، يا مال الشام 2013 من إخراج باسل الخطيب، وأوركيديا عام 2016 لحاتم علي.

الفلتان الأمني وسيطرة الفصائل

وقال الكاتب الدرامي: إن سبب توقفه عن السير بخط الدراما البدوية، لمغادرته البلد، “حيث لم يعد بالإمكان تصوير مثل هكذا أعمال خارج مدن سوريا، بالإضافة للفلتان الأمني وسيطرة فصائل مسلحة على أماكن في سوريا.”

وانتقل “العودة” من دمشق إلى دبي وبقي فيها حتى عام 2016 ليتوجه بعدها إلى هولندا ومازال يقم فيها حتى الآن.

وفي هولندا حالياً يقيم فعالية ثقافية بشكل دوري تحت مسمى الرواق بهدف التقريب ما بين الثقافتين العربية والهولندية.

وأشار “العودة” إلى أنه كان ينوي المجيء إلى شمال وشرقي سوريا في الفترة الماضية ولكن الظروف العالمية بسبب فيروس كورونا جعلته يعدل عن التفكير بزيارة الرقة في الوقت الحالي.

وأعرب عن أمله في العمل على عدة مشاريع فنية ومسرحية حال مجيئه إلى الرقة “أشتقت للرقة وللفرات.”

وتحتل المرأة الفراتية مساحة في أعمال العودة وخاصة السينمائية منها إذ كتب فيلماً أخرجه شوقي الماجري بعنوان “كلام حريم” عام 2006 وتم تصوير أحداثه حينها في قرى ريف الرقة الجنوبي والشرقي.

ويرى “العودة” الذي يعتز بانتمائه البدوي أن مكونات شمال شرقي سوريا قادرة على التكاتف مع بعضها البعض لتأسيس حالة وطنية متنوعة بمعزل عن كل من يحاول التفرقة بينهم.

إعداد: مصطفى الخليل ـ تحرير: زانا العلي