تسرب تلاميذ مدرسة بريف الرقة لافتقارها لمرافق خدمية ولجنة التربية تعطي الأولوية للمدينة

الرقة – نورث برس

تفتقر مدرسة جول جمال الابتدائية في الحي الغربي من قرية رطلة 8 كم جنوب غرب الرقة، لمرافق الخدمات فيها من مياه شرب ودورات مياه ما تسبب بتسرب عدد من الأطفال من المدرسة.

ويضطر الأطفال أثناء فترة الدوام المدرسي المجيء إلى منازلهم والتي يبعد البعض منها حوالي كيلومتر واحد عن المدرسة لشرب المياه وقضاء حاجتهم.

وتضم قرية رطلة خمس مدارس ابتدائية، من ضمنها مدرسة جول جمال، إلا أنها الوحيدة التي تفتقر للخدمات، بحسب سكان القرية.

وقال حسين الفرج ( 35عاماً)، وهو من سكان الحي الغربي في قرية رطلة وولي أحد تلاميذ مدرسة جول جمال، إن السكان قاموا بجمع مبلغ من المال لمد خط مياه شرب إلى المدرسة وذلك بعد يأسهم من إعادة ترميم المدرسة من قبل لجنة التربية في الرقة ومنظمات المجتمع المدني.

وتعرضت أجزاء من مدرسة جول جمال للدمار والتضرر أثناء المعارك ما بين “قسد” وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) عام 2017.

كما انفجر لغم في إحدى الغرف الصفية عام 2017 بعائلة نازحة من ريف الرقة الشرقي الواقع تحت سيطرة قوات الحكومة السورية، ما تسبب بفقدان امرأتين وطفلة لحياتهم، بحسب سكان من الحي الغربي بقرية رطلة.

وعبر “الفرج” عن استيائه من عدم استجابة لجنة التربية بمجلس الرقة المدني والمنظمات لتحسين الواقع الخدمي للمدرسة، ” فالمنظمات تأتي وكذلك لجنة التربية ويقومون بتصوير واقع المدرسة لكنهم يكتفون بالوعود ولم يقدموا حتى الآن شيئاً.”

وأضاف أنه إذا استمر وضع المدرسة بهذا السوء “فإننا سنضطر إلى إيقاف إرسال أطفالنا إلى المدرسة خوفاً عليهم من البرد مع دخول فصل الشتاء.”

وذكر سكان من الحي الغربي لقرية رطلة، لنورث برس، أنهم قاموا مع بداية العام الدراسي الحالي بجمع مبلغ من المال لإغلاق النوافذ المتضررة.

وتسرب أكثر من 30 تلميذاً من مدرسة جول جمال بقرية رطلة منذ بداية العام الدراسي الحالي، بسبب انعدام البنية التحتية في المدرسة، بحسب إدارة المدرسة.

وقال مصطفى الخليل، وهو مدير مدرسة جول جمال، لنورث برس، إن عدد التلاميذ في المدرسة من الصف الأول حتى السادس كان يبلغ 105 تلميذاً مع بداية العام الدراسي، لكن بقي منهم حالياً حوالي 70 تلميذاً فقط.

وذكر “الخليل” أن قسماً من ذوي التلاميذ يمتنعون عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة كونها تفتقر للخدمات الأساسية من دورات مياه ومستلزمات وأعمال ترميم لمواجهة برد الشتاء.

ووفقاً لمدير مدرسة جول جمال، فإن غالبية مدارس ريف الرقة الجنوبي التي تعرضت لأضرار نتيجة الحرب عام 2017، تم ترميمها من قبل لجنة التربية في مجلس الرقة المدني أو بعض منظمات المجتمع المدني منذ أكثر من عامين.

” إلا أن مدرسة جول جمال بقيت الوحيدة بدون ترميم.”

واتهم مدير مدرسة جول جمال، القائمين على قطاع التربية في الرقة بعدم الاهتمام بالمدرسة، “فهي على السجلات في لجنة التربية جاهزة و تم ترميمها ولكن على أرض الواقع كما ترون، لا شيء.”

 وأضاف: “رجعنا مثلما كُنا في السابق محسوبيات ووساطات”، في إشارة منه إلى الواقع التربوي أيام سيطرة الحكومة السورية على الرقة.

لكن محمد نور الكردي، وهو إداري في مكتب الأبنية المدرسية التابع للجنة التربية والتعليم في مجلس الرقة المدني، قال إنهم وضعوا إعادة تأهيل مدارس المدينة المتضررة وبناء المدمرة منها في مقدمة أولوياتهم.

 وذلك لاستيعاب أكبر عدد من الطلاب وخاصة بعد نزوح سكان من مناطق أخرى إلى مدينة الرقة وتزايد أعداد الطلاب بشكل كبير.

وأشار “الكردي” إلى أن هذه الأوليات وضعت “نظراً لحجم الدمار الذي طال الأبنية المدرسية في المدينة خلال المعارك التي دارت بين قوات سورية الديمقراطية وتنظيم الدولة الاسلامية عام 2017.”


وذكر “الكردي” أن أعمال الترميم في مدارس الريف تقتصر حالياً على إعادة تأهيل المرافق الصحية، “وذلك بحسب الحاجة وبما يتوافق مع الميزانية المحددة لهذا القطاع.”

ورأى الإداري في مكتب الأبنية المدرسية التابع للجنة التربية والتعليم في الرقة أن على المنظمات الإنسانية العاملة في مدينة الرقة تقديم الدعم بشكل أكبر للقطاع التربوي.

 وقال إن القطاع التربوي هو الأوسع على مستوى مدينة الرقة “وهو بحاجة إلى جهود كبيرة للوصل به الى المستوى المطلوب تماشياً مع التزايد الكبير لأعداد الطلاب في كل من الريف والمدينة.”

إعداد: أحمد الحسن – تحرير: سوزدار محمد