مهرجان القاهرة السينمائي يمنع مخرجاً من تقديم فيلمه “النسوي” بعد اتهامات بـ”التحرش”
قامشلي – نورث برس
أعلنت لجنة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أمس الثلاثاء، عن منع المخرج المصري إسلام عزازي من تقديم فيلمه بنفسه بسبب تهم “تحرش جنسي واغتصاب” رُفعت ضده.
وقالت اللجنة عبر صفحة المهرجان على فيسبوك، إنها “لن توقف عرض الفيلم حتى لا تتعرض التجربة وصناعها للظلم، وكذلك احتراماً للجمهور الذي حجز التذكرة.”
ونشرت مدونة “دفتر حكايات” المصرية، وهي مدونة نسوية معنية بالدفاع عن النساء اللاتي تعرضن للتهديد أو العنف الجنسي أو التمييز، شهادتين ضد المخرج المصري تتهمانه بالتحرش الجنسي.
وقالت المدونة إنها “تنشر الشهادتين ضد (إ.ع)، وهو سينمائي مصري، وتشكر صاحبات الشهادة على ثقتهن فيها وعلى مشاركة شهادتهن”، وتعهَّدت ببذل الجهد للحفاظ على خصوصيتهن.
ويشارك المخرج إسلام العزازي بأول فيلم روائي له باسم “عنها” (ABOUT HER)، في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة الدولي الذي تُعقد دورته الـ42 هذه الأيام.
وتدور أحداث الفيلم حول دُرية السيدة العشرينية التي تفقد زوجها الأربعينى الذى تعشقه في القاهرة، ثلاثينيات القرن العشرين على خلفية احتدام سياسي وحراك شعبي لمقاومة الوصاية الإنجليزية على مصر.
وفيلم “عنها” من بطولة ندى الشاذلي، فدوى عابد، صلاح فهمي، وأحمد مالك ضيف شرف الفيلم، وإخراج وسيناريو إسلام العزازي.
وفي الشهادة الأولى، قالت الضحية إنها التقت السينمائي لأول مرة قبل 6 سنوات، وكان لقاء ودياً، قبل أن يلتقيا بعد عام تقريباً إثر خضوعها لعملية جراحية، حيث كانت تعاني من أثار نفسية وجسدية أعقبت الجراحة.
ووفق الشهادة، فإن المخرج شجعها على التمثيل، وبعد موافقتها زارها في منزلها بغية القيام بتجربة أداء، “وسرعان ما تحولت الجلسة إلى تحرش واعتدى عليها جنسياً مستغلاً حالتها الصحية التي منعتها من المقاومة.”
أما في الشهادة الثانية، فقد ذكرت الضحية الثانية أنها تعرفت على المخرج نفسه، الذي حاول استدراجها مراراً عبر طلبات “تحمل إيحاءات جنسية على غرار حثها على أن يرسمها ويصورها عارية.”
وجاء في الشهادتين أن الضحيتين قررتا نشر تفاصيل ما جرى لهن بعد مشاهدتهن لبوستر فيلم “عنها”(ABOUT HER)، الأمر الذي أثار غضبهن لاسيما بسبب “حالة الاحتفاء” به “كصانع أفلام نسوي.”
وبعد نشر الشهادتين، أكدت لجنة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عبر بيان على فيسبوك “احترامها للمرأة، ورفض كل أشكال العنف ضدها، ومنها التحرش.”
وجاء في البيان أيضاً “رغم أن الاتهامات الموجهة لهذا المخرج لم يتم التحقق من صحتها حتى الآن، إلا أن المهرجان درءً للشبهات يتعهد بأنه إذا ثبتت أي من الشهادات المقدمة ضده، أو تم التقدم ضده ببلاغات رسمية تشير إلى صحة الواقعة سيتم استبعاد الفيلم من المنافسة في المسابقة الدولية.”
وكانت لجنة المهرجان قد منعت المخرج إسلام العزازي من تقديم فيلمه الذي عُرض يوم أمس الثلاثاء، كما ألغت الندوة النقاشية له، مع تأكيدها أنها “تتابع باهتمام ما تردد عن مخرج أحد أفلام المسابقة الدولية…”.
ومن جانبه قال العزازي عبر حسابه الشخصي على فيسبوك، إن تلك الشهادات “ممتلئة بعدم الصحة والافتراء”.
وأضاف “أرجو من صاحبات الشهادات، لأهمية وخطورة الموضوع، اتخاذ الإجراءات اللازمة عبر الجهات المعنية، لكي يفتح تحقيق رسمي يوثق به كلام كل الأطراف بدقة.”
وطالب المجتمع الافتراضي (التواصل الاجتماعي) بتوخي الحرص ومعرفة “أن الإدانة لكي تكون صحيحة تتطلب تقصي الحقائق من جميع الأطراف، وأن التشويه والتشهير يتطلب إثباتات على قدر حجم الاتهام.”