القاهرة – نورث برس
توترت العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، مؤخراً، على وقع سياسات الأخيرة في المنطقة، وتحركاتها شرق المتوسط، فضلاً عن خلافاتها مع بلدين عضوين بالاتحاد قبرص واليونان.
واتهم الاتحاد الأوروبي، الأربعاء الماضي، تركيا بإثارة التوتر في المنطقة بسبب خطواتها في شرق البحر الأبيض المتوسط.
ومؤخراً، أعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، عن فشل جهود بلاده الهادفة لتخفيف التوتر في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وذلك على هامش محادثات وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وترفض تركيا الاتهامات الموجهة إليها من الاتحاد الأوروبي، وكررت التأكيد على أنها لا تريد التصعيد في المتوسط، وتتحدث عن حقوقها في تلك المنطقة، وسط سجال متواصل بين الجانبين.
ضغط أوروبي
قال أسامة الدليل، الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية، إن “دول الاتحاد الأوروبي لن تمثل أمل ضغط تركيا.”
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي “في الوقت نفسه يعتبر أن تركيا التي كانت تربطها علاقات وطيدة بالاتحاد أصبحت عبئاً عليه، ويريد الاتحاد الأوروبي التعامل مع هذا العبء دون أن يصطدم به أو أن يتجاهله في الوقت نفسه.”
وأشار خبير العلاقات الدولية، في تصريحات، لنورث برس”، إلى أن “تركيا تعتبر رقماً مهماً في معادلة الناتو، بخلاف أنها تحصل من الاتحاد على تراخيص إنتاج الأسلحة وتبيع السلاح الأوروبي.”
وتسعى أنقرة إلى أن تحصل على مكاسب أكثر من خلال الضغط على المجموعة الأوروبية بملف المهاجرين بشكل خاص، من خلال ابتزاز اليونان، وكذلك استخدام ورقة قبرص، بحسب “الدليل”.
وأشار إلى أن “الاتحاد الأوروبي يسعى للتعاطي مع هذه السياسات بنوع من الهدوء، ولا يريد أن يتعامل مع تركيا، حتى الآن، كجسم غريب.”
وأضاف أن “العقوبات هدفها الضغط على القيادة التركية، وليست عقوبات على منظومة سياسية.”
ويرى “الدليل” أن وجود جو بايدن في رئاسة الولايات المتحدة “ربما يؤثر على العلاقات الأوروبية التركية، لا سيما إذا ما عادت الولايات المتحدة إلى وضعها وسياساتها قبل دونالد ترامب، في قيادة المجموعة الأوروبية.
ولكنه يقول “لا أعتقد بأن الأمر سهلاً على الأقل في العام الأول من ولاية بايدن.”
اختلاف التوجهات
قال الدكتور توفيق أكليمندوس، رئيس وحدة الدراسات الأوروبية بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن “أغلب دول الاتحاد الأوروبي مع فكرة فرض وإجراء عقوبات ضد تركيا، باستثناء ألمانيا.”
وأضاف: “يعود ذلك إلى علاقة ألمانيا المتوترة مع اليونان، فضلاً عن المشكلة الرئيسية المرتبطة بوجود ثلاثة ملايين ونصف مليون تركي في ألمانيا ربما يتحركون هناك بأوامر من النظام التركي.”
وأشار في تصريحات خاصة لنورث برس، إلى أن “الدول الأوروبية ليست في سلة واحدة أو صاحبة موقف واحد من تركيا، لكنهم جميعاً ينظرون باستياء بالغ من أساليب النظام التركي.”
وقال إن “بريطانيا بصفة عامة لها علاقات مقبولة أو ممتازة مع تركيا، لكن الاستياء الأكبر بالنسبة للندن مرتبط بشراء تركيا صواريخ إس-400، وهو ما يخالف أنظمة التسليح في الناتو.”
وشدد أكليمندوس” على أن “دول جنوب أوروبا تخشى خطرين، الإرهاب والمهاجرين غير الشرعيين، بينما النظام التركي يُمسك بمفاتيح الخطرين، سواء من داخل تركيا أو ليبيا.”
وأضاف: “فرنسا جادة في التصدي لذلك، لأنها ترى أن سياسة النظام التركي قائمة على الابتزاز، وأنها تعرض دول عضو بالاتحاد الأوروبي للخطر.”