رسائل أمنية وعسكرية.. استهدافات متكررة تطال القوات التركية في شمال غربي سوريا
إسطنبول ـ نورث برس
قالت مصادر سياسية، إن الاستهدافات المتكررة التي تطال القوات التركية في شمال غربي سوريا، “هي رسائل أمنية وعسكرية للجانب التركي من خصومة المتواجدين في المنطقة.”
وذكرت مصادر ميدانية، أمس الاثنين، أن عنصراً من القوات التركية أصيب بجراح إثر هجوم نفذه مجهولون على إحدى قواعد تلك القوات في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، والتي تخضع لاتفاق لوقف إطلاق النار موقع بين روسيا وتركيا.
وأفادت المصادر أن القاعدة العسكرية التركية المتواجدة بالقرب من بلدة “رام حمدان” شمالي إدلب، تعرضت للاستهداف بصاروخ محمول على الكتف.
وشددت على أن الهجوم الذي نفذه مجهولون يستقلون دراجة نارية، استهدف نقطة حراسة في القاعدة، ما أدى إلى إصابة جندي تركي بجروح.
وخلال الأشهر الماضية، تعرضت نقاط تمركز القوات التركية للعديد من الهجمات في منطقة إدلب، وتحديدا بعد إبرام اتفاق الـ 5 من آذار/مارس الماضي بين روسيا وتركيا، الأمر الذي تسبب بمقتل وجرح العديد من الجنود.
وقال مصدر من فصائل الجيش الوطني ويدعى “أبو عبادة الإدلبي” لنورث برس: إن “الجيش التركي منذ الإعلان عن الاتفاق الأخير ثم تسيير الدوريات المشتركة مع القوات الروسية، يحاول العمل على حفظ أمن قواته من أي استهداف محتمل.”
ولكن يبدو أن هذه الجهود “لم تنجح تماماً في الحد من الاختراقات الأمنية التي تقوم بها جهات جهادية غالباً مناوئة للوجود التركي، وتعتبر أنه يهدد مصيرها في المنطقة”، بحسب “الإدلبي”.
وأشار إلى أن “هذه الاختراقات تكررت عدة مرات على الرغم من الإجراءات التي يتخذها الجيش التركي في حماية قواته ونقاطه ودورياته، التي تسير بشكل دوري داخل المنطقة.”
وقالت مصادر محلية ميدانية إن القوات التركية تنتشر بكثافة في محافظة إدلب، وقامت تركيا مؤخراً بإرسال آلاف الجنود والدبابات والمدافع الثقيلة إلى جبل الزاوية جنوبي إدلب، بعد إخلاء العديد من نقاط المراقبة.
وأشارت إلى أن الهدف التركي من التعزيزات هو لمنع قوات الحكومة السورية وروسيا وإيران من السيطرة على طريق M4 الواصل بين حلب واللاذقية.
وقال مراد آغا أوغلو، المختص بالشأن التركي، لنورث برس: إن “خصوم تركيا في سوريا يعملون في الميدان على ناحيتين أمنية وعسكرية، تتمثل الأولى من خلال استهداف الدوريات المشتركة الروسية التركية وإخراج بيانات لفصائل متطرفة على أنها موجودة في المنطقة.”
ويقصد الخصوم من هذه الناحية “صناعة رأي عام عالمي يتمثل بضرورة مهاجمة المنطقة والقضاء على الإرهاب فيها المتمثل بالفصائل المذكورة عسكرياً، ويندرج إطلاق صاروخ أميركي أمس على قاعدة تركية تحت هذا الإطار”، بحسب “آغا أوغلو”.
وأضاف: “هي في المحصلة رسالة إلى تركيا بقدرة خصومها وعلى رأسهم روسيا بإزعاجها في سوريا”.
وأما الناحية العسكرية فتتمثل بحسب المختص بالشأن التركي، “في استهداف القوات التركية من قبل روسيا أو تنفيذ مظاهرات أمام نقاطها في القواعد التي كانت تنتشر في مناطق النظام.”
ولسحب هذه الورقة عملت تركيا على إعادة انتشار قواعدها في المناطق التي تقع تحت سيطرة فصائل الجيش الوطني، بحسب “آغا أوغلو”.
وفي 25 آب/أغسطس الماضي، تعرضت الدورية “الروسية ـ التركية” لهجوم بقذيفة صاروخية من مجهولين، في حين أكدت وكالة “سبوتنيك” الروسية إصابة جنديين روسيين بارتجاجات خفيفة في الدماغ جراء الانفجار الذي أصاب الدورية في إدلب.
وعقب الهجوم خرجت ما تسمى “كتائب خطاب الشيشاني” لتعلن مسؤوليتها عن الهجوم، مشيرة في بيان تناقله ناشطون أن “الروس لا يفهمون إلا لغة القصف والنسف”، متوعدة باستمرار عملياتها في تلك المنطقة.
وفي الشهر ذاته، تعرضت الدورية المشتركة لهجوم مماثل بصاروخ موجه بعد وصولها إلى المنطقة الواقعة بين مدينة أريحا وبلدة تل مصيبين في إدلب، ولم يسجل حينها أي أضرار أو خسائر بين عناصر الدورية.
وفي 14 تموز/يوليو الماضي، استهدفت عربة مفخخة الدورية المشتركة أثناء مرورها بالقرب من مدينة أريحا، ما أدى حينها لإصابة 3 جنود روس.
يذكّر أن الاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا منذ الخامس من شهر آذار/مارس الماضي، ينص على تسيير دوريات مشتركة على طريق الـ M4 في محافظة إدلب، إضافة إلى وقف كامل لإطلاق النار بين الحكومة والمعارضة في المنطقة.