مصادر سياسة: تركيا تُغازل إسرائيل توطئةً لمرحلة بايدن

رام الله – نورث برس

قالت مصادر إعلامية وسياسية في أراضي 48، إن “مُغازلات جدّية” واردة من أنقرة تجاه إسرائيل، بموازاة لقاءات سرية، بهدف توطئةً العلاقات السياسية التي توترت في السنوات الأخيرة.

وكانت مصادر مطلعة، قد قالت إن هاكان فيدان، رئيس جهاز المخابرات التركي، أجرى محادثات سرية مع مسؤولين إسرائيليين، في إطار جهود أطلقتها تركيا لتعزيز العلاقات مع إسرائيل.

وذكرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، أنه من المتوقع أن ينشر الأدميرال التركي السابق، جهاد يايجي، أول اقتراح من نوعه لاتفاق بشأن المناطق الاقتصادية الحصرية المشتركة بين الطرفين.

وأشارت الصحيفة المقربة من نتنياهو إلى أنه “بعد سنوات من الصراع الدبلوماسي، لفتت تركيا إلى رغبتها بالتقارب من إسرائيل مرة أخرى.”

وأضافت أن “الأدميرال المقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، سلم هذا الاقتراح لمجلة الأكاديمية الإسرائيلية، التي يصدرها مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة تل أبيب.” 

وكان الاقتراح “ثاني إشارة للمصالحة من تركيا في ما يتعلق بسوق الطاقة الإسرائيلية”، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في أنقرة بعثوا قبل أربعة أشهر إلى نظرائهم الإسرائيليين برسالة واضحة حول رغبة تركيا في بدء محادثات في هذا الشأن، ولكن بسبب جائحة كورونا، توقفت العملية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه “إذا كان اليونانيون حتى هذه اللحظة غاضبين بالفعل من قطع اتصالهم البحري مع قبرص، فإن مثل هذه الصفقة ستجعل الأمور أكثر صعوبة بالنسبة لأثينا ونيقوسيا.”

وقال نائب عربي في الكنيست، لنورث برس، إن “تركيا تريد تحسين العلاقة مع إسرائيل، لتكون كلمة السر مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، لمنع أي سياسات مؤلمة اتجاه أنقرة.”

وأشار إلى أن “تركيا قلقة من مرحلة بايدن على مختلف الأصعدة، بعدما عاشت براحة تامة خلال فترة ترامب.. ولذلك، فإنها تعيد النظر في علاقتها مع إسرائيل، تحضيراً لمرحلة بايدن.”

وقد دأبت دول في الشرق الأوسط عموماً في السنوات الماضية إلى اللجوء إلى إسرائيل، كي تلعب الأخيرة دور الوساطة في أي لحظة تتوتر فيها العلاقة مع الإدارات الأميركية المتعاقبة.

وقال النائب العربي إن “تركيا ليست استثناءً، فهي تريد دوراً إسرائيلياً وسيطاً من شأنه أن يغير أي توتر محتمل بين أنقرة وواشنطن.”

واتسم موقف أنقرة الرسمي بـ”التناقض”، فبينما يهاجم أردوغان الإمارات بسبب إبرامها اتفاق سلام مع إسرائيل، تقيم أنقرة علاقات أمنية وتجارية قوية مع إسرائيل وتزدهر عاماً بعد عام.

ووصل “حجم التبادل التجاري المتين بين تركيا وإسرائيل عام 2016، نحو ستة مليارات دولار.”

ووفق المعلومات المتوفرة، فإن حجم الصادرات الإسرائيلية إلى تركيا أكبر بكثير مما تستورده إسرائيل من البضائع التركية.

ويحافظ الرئيس التركي بقوة على الحركة السياحية الإسرائيلية في تركيا، إذ تبلغ نحو /100/ ألف سائح إسرائيلي إلى تركيا كل عام.

إعداد: أحمد إسماعيل – تحرير: محمد القاضي