استياء وسط مهجري عفرين بريف حلب لمنع الحواجز الحكومية وصول المحروقات

ريف حلب الشمالي – نورث برس

يتخوف مهجرو منطقة عفرين وسكان ريف حلب الشمالي، شمال غربي سوريا، من عدم حصولهم على مخصصاتهم من مادة المازوت التدفئة في ظل منع الحواجز الحكومية إدخالها إلى ريف حلب الشمالي.

وحصلت العوائل المهجرة التي تسكن في المخيمات وعدة قرى بريف حلب الشمالي على مخصصات الدفعة الأولى من مادة مازوت التدفئة وهي برميل واحد(220 لتر)، في حين لم يحصل سكان قرى وبلدات أخرى عليها، بسبب نفاذ الكمية. 

وتمنع الحواجز الأمنية التابعة للحكومة السورية بالقرب من مدينة منبج، منذ أكثر من عشرة أيام، السماح بمرور المحروقات المخصصة لمهجري منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي.

وتلجأ رمزية جمعة (54 عاماً)، وهي مهجرة من مدينة عفرين، شمال غربي سوريا وتسكن في قرية تل سوسين بريف حلب الشمالي، رفقة جارتيها لجمع أغصان الأشجار الجافة وتلك الناتجة عن التقليم من الأراضي المحيطة للقرية، بهدف استخدامها في التدفئة.

وتقوم نساء مهجرات بتثبيت الأغصان بحبال حول ظهورهن والسير بها لمئات الأمتار للوصول إلى المنازل.

وكانت العملية العسكرية التركية برفقة فصائل المعارضة المسلحة في العام 2018 قد تسببت بتهجير أكثر من 300 ألف شخص من منطقة عفرين إلى ريف حلب الشمالي، بحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين.

ولجأ قسم من مهجري عفرين للسكن في مخيمات العودة وعفرين وبرخدان وسردم وشهبا بريف حلب الشمالي، بينما توزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.

وتخشى المهجرة “جمعة” من نفاذ كمية المازوت التي استلمتها مجاناً وعدم حصولها على مخصصات الدفعة الثانية منها.

تقول وهي تلهث من تعب السير وعلى ظهرها أكوام  من الأغصان: “دع جميع الدول ترى حالنا، نجمع هذه الأغصان المقلمة واليابسة لنستخدمها في تسخين المياه وإعداد الطعام وتدفئة أنفسنا لنوفر الكمية القليلة من المازوت التي استلمناها.”

وتشير المهجرة إلى أنه هناك كميات من المازوت تباع في السوق السوداء لكن ارتفاع أسعارها والأوضاع المادية السيئة تحول دون شرائها.

ويباع اللتر الواحد من المازوت على بسطات بريف حلب الشمالي بألف ليرة سورية.

وكان المئات من مهجري منطقة عفرين قد تظاهروا، السبت الماضي، أمام حاجز أمني تابع للحكومة السورية بريف حلب الشمالي مطالبين بالسماح بإدخال مازوت التدفئة.

ويقوم لقمان حسين (56عاماً)، وهو مهجر من منطقة عفرين لم يحصل على مخصصاته من المازوت حتى الآن، بإشعال النيران في منقل أمام باب المنزل الذي يسكنه في قرية بابنس بريف حلب الشمالي لتدفئة أطفاله على ما تيسر له من أغصان وأكياس نايلون.

ويتساءل المهجر باستياء وغضب: “لماذا تمنع الحواجز الحكومية إيصال محروقات إلينا؟ أي قانون وأي وجدان وأخلاق تقبل أن نتكبد كل هذا العذاب؟”

ويضيف لنورث برس: “أنا أتحمل البرد ولكن ما ذنب هؤلاء الأطفال حتى يعانوا من البرد ويصابوا بأمراض؟”

من جانبه، قال عبد الحنان معمو، الرئيس المشارك لهيئة الشؤون والعمل التابعة للإدارة الذاتية بريف حلب الشمالي، إن  “كمية المازوت نفدت قبل إتمام توزع الدفعة الأولى منها، لم ننهِ ربع الكمية المطلوب توزيعها.”

وكان من المقرر أن يتم توزيع برميلين على دفعتين مجاناً على كل عائلة مهجرة من منطقة عفرين وبسعر مدعوم لسكان ريف حلب الشمالي.

 “وسيتم توزيع كمية 50 ألف برميل من المازوت لو سمحت الحواجز الحكومية دخولها إلى المنطقة”، بحسب “معمو”.

ويحذر “معمو” من وقوع كارثة إنسانية وارتفاع نسبة الأمراض في فصل الشتاء في حال عدم حصول المهجرين وسكان ريف حلب الشمالي على مخصصاتهم من المازوت، في ظل منع الحواجز الحكومية دخول المازوت والأدوية والطحين إلى المنطقة.

إعداد: دجلة خليل – تحرير: سوزدار محمد