ازمة مياه خانقة في حسكة نتيجة سرقة التيار الكهربائي المغذي لمحطة ابار علوك وخروجها عن الخدمة
حسكة – نورث برس
تتفاقم أزمة المياه مجدداً في مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، بسبب توقف محطة آبار علّوك الواقعة تحت سيطرة تركيا والفصائل الموالية لها عن الضخ مجدداً.
وانقطعت مياه الشرب عن الأحياء الشرقية لمدينة حسكة منذ الـ22 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إذ توقف ضخ المحطة.
ويبلغ عدد المتضررين من قطع المياه عن المنطقة أكثر من مليون إنسان من سكان مدن حسكة وتل تمر والشدادي وأريافها، في ظل عجز آبار محطة الحمة شمال غرب المدينة عن تلبية احتياجاتهم.
وأعلنت مديرية مياه حسكة التابعة للإدارة الذاتية، يوم أمس الاثنين، حالة الطوارئ بسبب انقطاع الوارد المائي من محطة علوك بريف سري كانيه (رأس العين).
ووجهت الرئاسة المشاركة لمديرية المياه نداءً إلى المنظمات الدولية لتلبية حاجة أكثر من مليون ومئتي ألف نسمة من المياه.
ويقول سكان في المدينة إنهم يتحملون تكلفة شراء المياه من الصهاريج، وإن حالات الإسهال تزداد بين أطفالهم لأن مياه الآبار المحلية غير صالحة للشرب.
وقال جاسم الحمدان (39 عاماً)، وهو من سكان حي العزيزية، إنه يشتري المياه منذ حوالي أسبوعين، وإن أصحاب الصاريج يستغلون الظروف لبيع كمية ألف لتر من مياه الشرب بأسعار تصل إلى عشرة آلاف ليرة سورية.
وأضاف أن أمورهم كانت “جيدة” قبل سيطرة الجيش التركي على محطة آبار علّوك بريف سري كانيه.
ويعتمد سكان مدينة حسكة، فيما يخص الغسيل والنظافة، على المياه المالحة والمرة للآبار التي حفروها في الأحياء.
“ويصاب الأطفال بحالات إسهال نتيجة شربهم من مياه هذه الآبار.”
وتكرر إيقاف الضخ من محطة علّوك بريف سري كانيه (رأس العين) منذ سيطرة تركيا عليها في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي.
وتقسم مدينة حسكة وفق نظام التقنين الخاص بتوزيع المياه الى خمسة أقسام، يحصل كل منها على حصته من الضخ مرة كل أسبوع في أفضل الحالات.
ويقتصر عمل الصهاريج التابعة لمديرية المياه في حسكة على توزيع المياه على الأفران والمطاحن والمشافي والنقاط الطبية.
وقال علي جابر (41 عاماً)، وهو من سكان حي غويران، إن المياه لم تصل لمنزله منذ نحو 25 يوماً نتيجة ضعف الضخ.
وأضاف: “نضطر لشراء المياه كل ثلاثة أيام، لكننا أحياناً لا نمتلك النقود لشرائها بمبالغ باهظة، فنضطر لشرب المياه المرة.”
وأشار “جابر” إلى أن المياه كانت تصل إلى منزله كل ثلاثة أيام “قبل سيطرة الاتراك عليها.”
ويقول مسؤولون في الإدارة الذاتية إن عناصر الفصائل السورية الموالية لتركيا يقومون باستجرار التيار الكهربائي المغذي لمحطة آبار علوك ما يؤدي لهبوط جهد التيار وتوقف المحطة عن العمل.
وقال إسماعيل محمد، الرئيس المشارك لمجلس كهرباء حسكة، إن تغذية محطة آبار علّوك قبل هجمات الجيش التركي والعناصر المسلحة التابعة له، كانت تتم من محطة تحويل مبروكة بسد تشرين.
“وكانت حمولة المحطة لا تتجاوز 3.5 ميغا عند العمل بكامل استطاعتها.”
وأضاف، في تصريح خاص لنورث برس: “بعد سيطرة الجيش التركي والمسلحين على سري كانيه، باتت تغذية المحطة تتم من محطة تحويل الدرباسية، لكن تجاوزات المسلحين المسيطرين على المنطقة على الخط المغذي لمحطة علوك أدى لاستجراراهم 9 ميغا بشكل غير مشروع.”
وأشار “محمد” إلى أن ذلك “أدى لارتفاع حمل كبير وهبوط جهد الخط ما تسبب بفصل الغطاسات ومحركات الضخ الأفقية، كما أدى لانفجار محولات الشدة في محطة الدرباسية خلال الأسبوع الماضي، وخروج محطة آبار علوك عن الخدمة.”
وبحسب مجلس كهرباء حسكة، “حتى لو تمت زيادة كمية الكهرباء المغذية للمحطة فلن نستفيد أي شيء، لانهم يقومون بتغذية قراهم والنقاط العسكرية التابعة للمسلحين وتبقى علوك خارج الخدمة”.
وقالت سوزدار أحمد، الرئيسة المشتركة للمديرية العامة لمياه الشرب في مقاطعة حسكة، إن المحطة خرجت عن الخدمة منذ 22 من تشرين الثاني/نوفمبر الفائت.
وأضافت: “نقوم حالياً بملء خزانات محطة آبار الحمة لتوزيعها على السكان.”
وأضافت “أحمد” أنهم تمكنوا خلال الأسبوع الماضي من ضخ المياه للأحياء الجنوبية لمدة تتراوح بين ست وسبع ساعات.
لكن النداء الإنساني لمديرية المياه أورد الاثنين أن: “آبار الحمة شمال غرب حسكة تعاني في هذه الفترة من انخفاض موسمي ولا تستطيع تلبية حاجة المنطقة.”