من صدام و القذافي إلى ترامب.. وفاة محلل شخصيات المستبدين والطغاة بسبب كورونا

نورث برس

توفي المحلل النفسي لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جيرولد بوست، المعروف بتحليله لشخصيات الرؤساء المستبدين، نتيجة إصابته بكورونا.

وكان بوست يسبر أغوار عقول قادة العالم، من أمثال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، والرئيس الليبي السابق معمر القذافي.

وخلال سنواته الأخيرة صوب بوست تركيزه نحو بلاده، وألف كتاباً عن عقلية الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

درس بوست المولود عام 1934 في جامعة يل، قبل أن يتجه إلى كلية الطب. ثم حصل بعد تخرجه على تدريب في الطب النفسي في كلية هارفرد للطب والمعهد الوطني للصحة النفسية.

أسس بوست وحدة تحليل الشخصية والسلوك السياسي في الـ”سي أي إي” في أوائل السبعينيات.

صدام حسين

وقال بوست في العام 2002 إن صدام حسين عانى من “نشأة مؤلمة”، إذ فر من منزل والده الذي رفض تعليمه، وذهب ليعيش مع عمه الذي “ملأه بأحلام المجد التعويضية”.

وأضاف بوست أن زراعة هذا الخيال الضخم داخله حولته إلى “نرجسي خبيث”.

وقال إنه ليس شخصاً مصاباً بالهذيان “وإنما صاحب حسابات براغماتية منطقية، وقد أخطأ في بعض تقديراته. وهو ليس غير عقلاني أبداً وإنما هو خطر إلى أقصى حد”.

وأضاف أن نفسية صدام حسين كانت “هشة” مستدلاً على ذلك من شوارع العراق التي تحمل اسمه وصوره والنُصب التي تخلده.

وقال إن حرب الخليج والإعلام الغربي دفعاه إلى تشكيل صورته، واعتقاده بتحقيقه المجد من خلال تصويره كزعيم عالمي.

القذافي

أما عن الرئيس الليبي المخلوع معمر القذافي، فقد قال بوست في 2011، لشبكة “بي بي سي” إن ملامح شخصيته تتضح “من خلال كلامه.”

واعتبر أن “تصرفاته تتأرجح بين الدهاء ورجاحة العقل من ناحية، والجنون والشطط من ناحية أخرى، وإنه عندما يتعرض لضغوط شديدة يفقد صلته بالواقع، وتصبح تصرفاته انفعالية وغير متوقعة.”

ويتشارك القذافي، مع صدام حسين، بحسب بوست، في أنهما لا يمكن أن يقدما على الانتحار ولا يمكن أن يقبلا الرحيل من ليبيا أو العراق، ليعيشا حياة هانئة في المنفى.

كيم جونغ أون

أما الرئيس الكوري الشمالي، كيم جون أون، والذي صعد فجأة للسلطة، فيرى بوست أن سياساته الانعزالية تعود إلى اضطرابات في طفولته رغم أنه كان مدللاً.

وأضاف أنه رجل يحب ضرب النساء، ويحاول إثبات رجولته في تعامله القاسي مع الجيش، وفق تقرير سابق لصحيفة واشنطن بوست.

ويرى بوست، أن كيم شخص متهور، يمكن أن يصل بالأزمة النووية إلى حد الخطر.

وألف بوست 14 كتاباً في موضوعات عدة، تراوحت ما بين عقول الإرهابيين إلى الزيادة الحاصلة في أعداد السياسيين ذوي الشخصيات النرجسية.

ومن أشهر مؤلفاته “القادة وتابعوهم في عالم خطير.. سيكولوجيا السلوك السياسي”.

واعتمد بوست في تحليل أفكار وعقول القادة السياسيين على علم النفس، من خلال دراسة حياتهم ونشأتهم ودخولهم لعالم السياسة، وعلاقتهم بالتابعين والخصوم.

وفي عام 2019، شارك “بوست” ستيفاني دوسيت في تأليف كتاب بعنوان “كاريزما خطرة: التحليل النفسي السياسي لدونالد ترامب وأتباعه”.

ترامب

وفي لقاء مع موقع صالون الإخباري قبيل نشر كتابه، توقع بوست التصرفات التي قام بها ترامب بعد انتخابات 2020.

 وقال: “إذا نجح ترامب مثلما حدث عام 2016، فسيجعله انتصاراً أكبر ويتحدث عن التزوير الانتخابي من جانب الديمقراطيين.”

وأضاف “أما إذا خسر بفارق ضئيل، أعتقد أنه لن يتنازل مبكراً…قد لا يعترف ترامب حتى بشرعية الانتخابات”.

وفي أعقاب نشر كتابه، بدأت صحة بوست في التدهور وأصيب بجلطة في شهر تموز/ يوليو، وتوفي في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد أسبوع من تأكيد إصابته بفيروس كورونا.

المصدر: وكالات- تحرير جان علي