مصادر توضح سبب التحركات التركية المتسارعة في إدلب وريف حسكة

إسطنبول – نورس برس

قال مختص بالشأن التركي، الاثنين، إنه “لا يمكن لتركيا أن تفرّط بجبل الزاوية لأنها تعتبره خط دفاعها الأول، أما شرق الفرات فله أبعاد أخرى، تتداخل فيه قوى غير موجودة في إدلب.”

وقال المختص بالشأن التركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، لنورث برس، إن “جبل الزاوية هو جزء من تفاهم سوتشي، الذي أبقاه تحت رقابة تركيا، ولا يمكن لتركيا التفريط به لأنه خط دفاع متقدم عن حدودها التي أصبحت قريبة من مدى نيران النظام السوري”.

وتشهد منطقة جبل الزاوية اشتباكات وقصفاً متبادلاً شبه يومي بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة، وسط مواصلة القوات التركية إنشاء نقاط عسكرية في إدلب.

وتتزامن تلك التطورات مع الحديث عن إرسال القوات الحكومية تعزيزات عسكرية إلى محاور ريف حماة الشمالي وريف إدلب الجنوبي، بحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية.

واستقدمت هيئة تحرير الشام تعزيزات جديدة في المحاور التي عززت فيها القوات الحكومية حشودها، مثل قرية القاهرة المقابلة لقرية طنجرة، بحسب الوكالة الروسية.

وقال المختص بالشأن التركي إن “موضوع شرق الفرات له أبعاد أخرى حيث تتداخل فيه قوى غير موجودة في إدلب، فالشرق فيه الإيرانيون والروس والفرنسيون والإنكليز، ولذلك لا يمكن حصر أبعاد وخلفيات القصف على أنه نزاع روسي ـ تركي.”

وتشهد كل من بلدة تل تمر وناحية أبو راسين شمال حسكة قصفاً مستمراً من قبل القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها.

وأعرب المصدر عن توقعاته بأن “تتدخل أميركا لضبط الإيقاع بحيث لا تتدهور الأوضاع”.

من جانبه، يرى عبيدة أبو عمر، المهتم بالشأن التركي والدولي، لنورث برس، أن “سحب النقاط التركية وإعادة نشرها من جديد هو مؤشر على وجود استراتيجية عسكرية جديدة لدى الأتراك.”

وقال إن “سحب النقاط العشوائية أمر مهم، وتعويضها بنقاط استراتيجية هو الأفضل، لذلك تركيا تريد تقوية جبل الزاوية لأنه بوابة إدلب الجنوبية حالياً، ومصيرها سيؤثر على مصير طريق M4 الدولي.”

وأشار المصدر إلى أن “القرار شرقي الفرات ليس للروس والأتراك فقط، هناك الأميركي الذي يراقب، والقصف التركي هناك نتيجة معلومات عن تعزيزات لقسد في المنطقة.”

ويرى “أبو عمر” أن “الأتراك يقصفون عشوائياً في بعض الأحيان، معتمدين على معلومات كاذبة من مصادرهم.”

اقرأ ايضا: قصف تركي يستهدف ريف أبو راسين شمال حسكة وسط تحليق للطائرة المسيرة واستخدام القنابل الضوئية

وقال إن “مصير شرق الفرات وإدلب لن يكون واضحاً في القريب العاجل، والإدارة الأميركية الجديدة قد تقلب الطاولة على الجميع، وربما تحقق صلحاً تركياً كردياً، الخاسر الأكبر فيه هم الروس والنظام.”

وذكرت وسائل إعلام تركية رسمية، مطلع هذا الشهر، أن متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، بحث مع الممثل الأميركي الخاص لسوريا، جويل رايبورن، الأزمة السورية وقضايا المنطقة.


وكان الصحفي جواد غول، والمهتم بالشأن التركي، قال لنورث برس، إن اللقاء الذي جمع قالن ورايبورن، في العاصمة أنقرة، ربما سيحمل الكثير من التطورات للملف السوري.

وأشار سيرغي لافروف، وزير الخارجية الروسي، في وقت سابق، إلى أن “روسيا تتعاون مع تركيا في الميدان، وأن منطقة إدلب هي من أهم مجالات التعاون بين الطرفين، وأنه تم التوصل إلى اتفاقيات ملموسة.”

وأضاف لافروف أن “الدوريات المشتركة مع تركيا مستمرة على طريق الـ M، وأن النتائج ليست سيئة إن لم تكن 100%، لكن الأعمال متواصلة وتتقدم.”

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي