سري كانيه.. غلاء مستلزمات التدفئة واقتصار توزيع المازوت على محطة وقود واحدة
تل تمر – نورث برس
تشهد مدينة سري كانيه (رأس العين) الخاضعة لسيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها ارتفاعاً في أسعار مستلزمات التدفئة ومادة المازوت وسط اقتصار توزيعها على محطة واحدة في المدينة.
وقال سكان من سري كانيه، لنورث برس، إن سعر برميل المازوت يتجاوز 175 ألف ليرة سورية (ما يعادل 65 دولاراً)، إلى جانب عدم توفرها في كل الأيام.
ويتراوح سعر المدافئ بين 50 و250 ألف ليرة سورية، حسب ما ذكر سكان لنورث برس.
وقال عزو الجاسم (63 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان المدينة طلب عدم نشر اسمه خوفاً من الاعتقال، إنه يواجه صعوبة في تأمين مستلزمات التدفئة مع حلول فصل الشتاء بسبب ارتفاع أسعارها وتردي الوضع المعيشي.
وسيطرت تركيا وفصائل المعارضة المسلّحة على منطقة سري كانيه أواخر العام الماضي في هجوم تسبب بنزوح عشرات الآلاف من المدنيين.
وأشار “الجاسم” إلى أن سعر مادة المازوت ارتفع أضعاف ما كان عليه قبل سيطرة تركيا وفصائل المعارضة على المدينة.
وكان سعر برميل المازوت في مدينة سري كانيه قبل سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها يتراوح ما بين 15 و20 ألف ليرة سورية.
وأضاف الرجل الستيني الذي يعاني من عدة أمراض مزمنة، “كلنا خائفون، فحتى أسماؤنا لا نستطيع البوح بها، لأننا نرى بأعيننا ماذا يفعلون بعباد الله عندما يعصون أوامرهم.”
وأقدمت القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة على سرقة حوالي 350 ألف ليتر من احتياطي محطات الوقود في سري كانيه وريفها بعد سيطرتها على المنطقة العام الفائت، بحسب مصدر من لجنة محروقات الحسكة التابعة للإدارة الذاتية.
وتفيد الأنباء الواردة من داخل المدينة بواقع مأساوي للسكان وتدهور للظروف المعيشية والأمنية والخدمية، إلى جانب اعتقالات تعسفية وفرض إتاوات على السكان.
وقال يوسف أحمد (30 عاماً)، وهو اسم مستعار لعامل في مجال البناء، إن جميع محطات الوقود في المنطقة مغلقة باستثناء واحدة فقط وهي تعمل لصالح الفصائل المسلحة.
وتضم منطقة سري كانيه 13 محطة وقود، كانت جميعها تعمل قبل سيطرة القوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة، بحسب سكان من المنطقة.
وأشار “أحمد” إلى أن مادة المازوت متوفرة على بعض البسطات بأسعار تبلغ800 ليرة لكل ليتر، وهو ما يفوق الإمكانات المادية لمعظم السكان.
ويحتاج “أحمد” إلى برميلي مازوت على الأقل لهذا الشتاء، رغم أنه عاطل عن العمل حالياً.