حلب: تجار في سوق الهال يتكبدون مصاريف إضافية بسبب التنقل المتكرر ونقص الخدمات

حلب – نورث برس

تسبب نقل سوق الهال من حي الحمدانية بمدينة حلب، شمالي سوريا، إلى حي العامرية غربي المدينة بحالة من الاستياء بين تجاره في ظل افتقار السوق الجديد للخدمات.

ويفتقر السوق الجديد للكهرباء مع نقص توفر المياه وعدم ترحيل القمامة من السوق.

وكان مجلس محافظة حلب قد نقل سوق الهال المركزي من حي الحمدانية إلى حي العامرية في الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي للتخفيف من الازدحام، وفقاً لما أفاد به كميت الشيخ عضو المكتب التنفيذي المختص بمجلس محافظة حلب لوسائل إعلام محلية.

“نقص خدمات”

وقال جلال سكر (45عاماً) وهو تاجر في سوق الهال، إن السوق الجديد في حي العامرية يعاني من نقص في الخدمات “فحتى الآن لم يتم إيصال الكهرباء النظامية للسوق.”

وأضاف التاجر أن  مياه الشرب لم تصل للسوق، “فنقوم نحن التجار بتعبئته المياه للمحال التجارية بواسطة الصهاريج.”

وكان رياض اللافي، مدير الأملاك بمجلس مدينة حلب، قد قال في وقت سابق لوسائل إعلام محلية أنه تم منح رخص مولدتين لتغذية السوق بالإنارة ريثما يتم تأمين الكهرباء للمنطقة.

لكن تجار من سوق الهال قالوا لنورث برس إنهم سابقاً في حي الحمدانية ولتوفر الكهرباء النظامية لم يتكبدوا مصاريف لدفع اشتراكات كهرباء الأمبيرات كما هي الحال الآن في سوق العامرية.

وأشار “سكر” إلى  أنه رغم مرور أكثر من شهرين على نقل السوق إلى حي العامرية فإنه لم يتم ترحيل القمامة من السوق من قبل عمال النظافة.

ويحيط بسوق الهال في حي العامرية أكوام من الركام نتيجة البنايات المدمرة بسبب العمليات الحربية التي دارت في حلب قبل 2016.

وذكر تجار من سوق الهال بحي العامرية أنهم يضطرون لتنظيف السوق وإزالة القمامة من خلال عمال يدفعون أجرتهم،  كما أن إدارة السوق تقوم في بعض الأحيان بإزالة الأوساخ من خلال عمال وتفرض رسوم ذلك التجار.

“تنقلات دائمة”

وقال نور جابر(40 عاماً)، وهو تاجر في سوق الهال، إنهم تكلفوا مصاريف النقل عدة مرات.

وأشار، في حديثه لنورث برس، إلى نقل السوق لأكثر من ست مرات، فمن حي المشارقة بمدينة حلب إلى خان طومان  ومنه إلى دوار الموات إلى منطقة العنبرجي قرب سوق الجبس ثم إلى حي الحمدانية ليتم نقله مؤخراً إلى  حي العامرية.

وذكر مصدر في  المكتب التنفيذي في مجلس محافظة حلب، لنورث برس، أن السوق سيُنقل من حي العامرية إلى حي خان طومان جنوب غربي حلب عند الانتهاء من إزالة الألغام وتأهيل مكان السوق وتأمين الخدمات هناك.

مزاد علني”

من جانبه، قال عمر صابر (38 عاماً) وهو تاجر في سوق الهال بحلب، إن “مجلس مدينة حلب سلّم المحال التجارية للتجار الذين كانوا يمتلكون محلات في سوق الهال الأساسي في حي المشارقة فقط، أما التجار الجدد فلا محال لهم.”

وتقدر مساحة السوق في حي العامرية بـ 50 ألف متر مربع ويضم حالياً 306 محال تجارية بمساحة 20 متراً مربعاً لكل منها.

وأضاف “صابر” أنهم  ” كتجار جدد لم نحصل على أي محال، يُقام مزاد علني كل أسبوع للاستثمار على عكس التجار القدماء الذين حصلوا على محلات ضمن السوق بشكل مجاني.”

ودفع “صابر” مقابل استثمار محل في سوق الهال بحي العامرية مليوني ليرة سورية، مع تعهد تخطي بأنه لا يمتلك أي شيء في السوق وسيلتزم في حال طُلب منه الانتقال لمكان آخر مستقبلاً، إضافة لتعهده بعدم أخذ أي شيء من السوق في حين انتقاله.

ويتساءل: “دفعت مليونين لاستثمار محل تجاري، وفي حال نقلنا لخان طومان لن يسمح لي فك قطعة حديد واحدة من محلي فلماذا دفعت مليونين إذاً؟”

وقال عضو في المكتب التنفيذي في مجلس محافظة حلب، لنورث برس، طلب عدم نشر اسمه، إن  سبب غياب الخدمات عن سوق الهال في حي العامرية هو أن السوق مؤقت.

وأشار إلى أن إقامة سوق مؤقت بحي العامرية كان “حالة اضطرارية ملحة بسبب شكاوي سكان حيي الثالث والرابع في الحمدانية طيلة خمس سنوات”.

وأضاف المسؤول في مجلس المحافظة أن قرار عدم منح سند تمليك لأصحاب  المحال في سوق العامرية رغم دفعهم لمبالغ مالية، “كان لأجل عدم تثبيت السوق هناك.”

إعداد: زين العابدين حسين – تحرير: سوزدار محمد