بدأ مشواره في خيمة بإقليم كردستان.. أستديو لتسجيل الأغاني يعمل منذ ثمانية أعوام
دهوك – نورث برس
يؤدي المغني غمكين قامشلو (43 عاماً) مقطعاً من أغنية له داخل غرفة التسجيل في الأستديو، بينما ينشغل الابن بتفقد أجهزة التسجيل وجودة الصوت.
ويقدم أستديو غمكين في مخيم دوميز للاجئين السوريين بإقليم كردستان العراق فرصاً لمغنين وفنانين كرد وسوريين، وخاصة الأصوات الشابة منهم، إذ تعلّم كثيرون منهم الغناء باحترافية، على حد قول “قامشلو”.
وقال صاحب الأستديو إن المدة التي يستغرقها المتعلم تتفاوت من مغنٍّ لآخر، “فثمة متدربون مكثوا لأشهر وآخرون عاماً بأكمله حتى تمكنوا من الغناء ومن ثم شقّو طريقهم.”
وأضاف، في حديث لنورث برس، أن الهدف الرئيس لافتتاح الأستديو هو “خفض تكاليف التسجيل لي ولزملائي الفنانين السوريين.”
ويعتبر تسجيل الأغاني في إقليم كردستان مكلفاً بالمقارنة مع دخل مغنين من اللاجئين السوريين هناك.
وكان غمكين قد افتتح بمساعدة أخيه الأستديو في مخيم دوميز بمحافظة دهوك قبل ثمانية أعوام.
ويتألف الأستديو من غرفة صغيرة عازلة للصوت يجري فيها تسجيل الأغاني رفقة موسيقى وإيقاع يناسبان الأغنية، يقابلها حيز لأجهزة ومعدات لا يكتمل بدونها العمل.
وتبدو مساحة 16 متراً مربعاً للأستديو الحالي “مقبولة” بالنسبة لصاحبه الذي اضطر لنقله ثلاث مرات بسبب ضيق المساحة.
وما يزال أستديو غمكين يقوم بتسجيل الأغاني في مخيم دوميز إلى جانب أستديو متين الذي يعمل هو الآخر في المخيم نفسه.
ويزخر أرشيف الأستديو بأسماء فنانين بارزين كالراحل سعيد كاباري، ومحمود عزيز شاكر، وبنكين عفريني، ورونيجان حسو واعتدال وآخرين كثر.
ويمتلك غمكين قامشلو في رصيده الفني الذي تراكم عبر عشرين عاماً، أكثر من مئة أغنية بصوته، “إضافة إلى العديد من الأغاني التي أداها فنانون آخرون.”
وعقب مأساة الإيزيديين في قضاء شنكال غرب الموصل، بعد هجمات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في تموز/ يونيو عام 2014، قام غمكين رفقة “دخيل اوصمان”، وهو فنان من سنجار، بتسجيل أغانٍ في الأستديو بهدف توثيق مأساة الإيزيديين.
“ومن أشهر تلك الأغاني أي هاوار (من ينجدنا) وإيزيديمه (أنا إيزيدي).”
ويدير الابن علي غمكين (23 عاماً)، الذي خبر العزف على آلات وترية بدءاً من الكمان مذ كان في التاسعة، أستديو والده خلال الأعوام الأربعة الأخيرة بعد هجرة عمه إلى أوروبا.
ولا يقتصر عمل علي على تسجيل الأغاني بل إنه يعزف ويضع التوزيع الموسيقي المناسب لها، على حد قوله.
ويضيف لنورث برس: “الفن ليس مجرد مهنة، إنه روح هائجة وحصان جامح لا يمكنه التوقف إلا بانتهاء الأغنية.”
من جانبه، يقول محمود عزيز شاكر فنان من سري كانيه ومقيم في أربيل إنه أعاد تسجيل إحدى أغانيه المسجلة سابقاً عام 1970 في أستديو غمكين، “كان التسجيل ناجحاً وإدارة الأستديو متعاونة جداً مع الفنانين.”
ويرى الفنان محمود أن افتتاح أستديو في المخيم واستمرار عمله “خطوة ناجحة وخاصة أن تكاليف التسجيل منخفضة.”