مكابس التين المجفف في إدلب ..مهنة مستمرة في إدلب رغم الحرب
إدلب – نورث برس
في إحدى مكابس التين المجفف في مدينة أريحا شمالي إدلب، شمال غرب سوريا، تنهمك أكثر من 100 امرأة بتعبئة التين المجفف في قوالب متنوعة استعداداً لطرحها في الأسواق وتصديرها لخارج البلاد.
وتنتشر تجارة التين المجفف في مدينة إدلب وريفها، وتعتبر من المهن القديمة التي يعمل بها سكان المنطقة لغناها بأشجار التين.
ويعتبر التين المجفف من الحلويات الشعبية التي يتم تناولها في فصل الشتاء، وبديلاً لبعض الأصناف الغذائية وله العديد من الفوائد الصحية.
ويبلغ سعر الكيلو الواحد من التين المجفف في إدلب دولاراً ونصف الدولار.
وتوقفت خلال سنوات الأزمة السورية بعض ورشات تجفيف التين، لكن سعى آخرون للحفاظ على مهنتهم من الاندثار رغم ظروف الحرب.
وقالت حنان الشيخ (41 عاماً)، وهي عاملة في ورشة لتجفيف التين بمدينة أريحا، إن عمل الورشة يبدأ في فصل الصيف ويمتد حتى منتصف فصل الشتاء.
ويتضمن عمل “الشيخ” ضمن الورشة وزن الصحون والقلائد التي توضع بها ثمار التين المجفف، وتتقاضى ثلاثة آلاف ليرة سورية يومياً لقاء عملها .
وقال محمد الإبراهيم (55 عاماً)، وهو مزارع من بلدة إحسم الواقعة في جبل الزاوية ويملك 20 شجرة زيتون، إنه يعتمد على بيع التين الأخضر واليابس كمصدر دخل له وتوفير مصروفه السنوي.
وأشار المزارع إلى أنه يقوم بطرح كمية من التين الأخضر في الأسواق، “ولكننا نعتمد بشكل أكبر على بيع التين اليابس، نظراً لأسعاره الجيدة وإقبال التجار عليه بهدف تصديره إلى خارج البلاد.”
ويقوم “الإبراهيم” خلال فصل الصيف بجمع التين اليابس من خلال تحريك أغصان الأشجار لتتساقط على الأرض الثمار اليابسة، ويتم جمعها ونشرها على سطح المنزل تحت أشعة الشمس حتى تجف تماماً.
وفي نهاية موسم القطاف يقومون بتعبئة ما جمعوه في أكياس لبيعها للتجار.
ويقوم التجار بشراء التين من المزارعين وإعداده للتصدير ضمن ورشات خاصة بهذا العمل تتوزع في ريف إدلب.
وقال محمود أبو حمدو (30 عاماً)، من سكان بلدة كورين بريف إدلب وصاحب معمل لكبس التين، إنه يقوم خلال فصل الصيف بشراء المحصول من المزارعين والأسواق بكميات كبيرة.
وأضاف: “نبدأ بتخزينه وتعقيمه في مستودعات خاصة محمية من الرطوبة والحشرات حتى يحل فصل الشتاء.”
وتقوم النساء ضمن مكابس التين المجفف بفرز الثمار حسب الجودة والحجم والنوع، لتبدأ بعدها
مرحلة الغسيل والتبييض في أحواض الماء لإزالة الشوائب والأوساخ، ثم يعرض التين بعدها في الهواء الطلق لتجفيفه.
وتقوم النساء بعد انتهاء عملية الغسيل والتجفيف، بتغليف التين المجفف ضمن أكياس خاصة وبأحجام مختلفة في قوالب متنوعة.
ويصدر التين المجفف من مدينة إدلب عبر تركيا إلى العراق والسعودية، وفقاً لما ذكره أصحاب ورش التين المجفف.
وعن العوائق التي تواجه العمل في الورشة، أشار “أبو حمدو” إلى أن الظروف الأمنية الصعبة وانقطاع الطرق من أكثر الصعوبات التي تواجههم.
بالإضافة إلى قلة الإنتاج بسبب سيطرة القوات الحكومية على مناطق ريف إدلب الجنوبي، “الأمر الذي حرم مزارعين من جني محاصيلهم في تلك المناطق.”