في جيرود بريف دمشق.. فرض التقنين على الآبار يفاقم نقص مياه الشرب

ريف دمشق – نورث برس

يعاني سكان مدينة جيرود، 60 كم شمال شرق العاصمة دمشق، منذ أعوام من شح مياه الشرب إذ يتم تزويدهم بها كل خمسة أيام ولمدة ست ساعات فقط.

ولا يتزامن ضخ المياه للمدينة في بعض الأحيان مع ساعات تزويدها بالكهرباء، ما يعيق ضخها للخزانات المنزلية، فيضطر السكان  لشراء المياه من الصهاريج وتحمل أعباء إضافية في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة.

وقال سكان من مدينة جيرود إن مشكلة نقص المياه قديمة منذ عشرات السنين وزادت وطأتها خلال الأزمة السورية، وإنها تشتد في فصل الصيف عندما يكون استهلاك المياه أكبر من باقي فصول السنة.

ويقوم سكان المدينة بشراء كل خمسة براميل مياه من الصهاريج بألفي ليرة سورية.

كما ويضطر من لا يمتلكون القدرة المالية على شراء الفلاتر إلى غلي المياه وتبريدها لاستخدامها للشرب في ظل ارتفاع نسبة الكلس في المياه.

وقال عمار سمور (58 عاماً)، وهو ناشط في الشأن الاجتماعي بمدينة جيرود، إن حفر آبار جديدة لم تحل المشكلة، “ومازال هناك نقص في المياه في ظل زيادة عدد السكان.”

ويعتقد “سمور” أن السبب يعود إلى اهتراء الشبكة نتيجة قدمها ما يؤدي إلى تسريب المياه، إلى جانب “التجاوزات على الشبكة واستخدام مياهها لري المزروعات.”

 وكانت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي بدمشق وريفها قد وضعت، في حزيران/ يونيو الماضي، بئرين جديدين في مدينة جيرود بالخدمة ليصبح عدد الآبار في المدينة 11 بئراً، بحسب ما صرح به مدير المؤسسة سامر الهاشمي لوكالة سانا الرسمية.

لكن مصدراً في وحدة المياه في جيرود قال لنورث برس إن البئرين الجديدين يتمتعان بغزارة مياه أفضل من الآبار القديمة “ولكن لم يتم إعفاؤهما من تقنين الكهرباء.”

ويرى سكان في المدينة أن حفر آبار جديدة لن تساهم في تحسين الواقع المائي في ظل تقنين الكهرباء.

وذكر “سمور” أن مدينة جيرود قديماً كانت تعتمد على آبار المياه السطحية، إضافة إلى الأقنية التي يتيح التباين في مستوى ارتفاعها بين منطقتين متجاورتين لجر المياه إلى المناطق المنخفضة واستعمالها في الري والشرب على حساب حرمان أخرى مرتفعة.

ويتجاوز عدد الأقنية في جيرود، التي يُعتقد أنها تعود للعهد الروماني، 15 قناة، بعضها كان لعامة السكان بينما تعود ملكية بعضها لأشخاص في المدينة.

 وفي مطلع الستينيات غارت المياه السطحية لعدة أسباب أبرزها النضح المستمر وازدياد عدد السكان وقلة الأمطار،  فقامت بلدية دمشق في عام 1963 بحفر بئر وإنشاء خزان مياه غرب جيرود.

وقال المهندس نبيل الطويل، وهو مدير وحدة المياه في جيرود، لنورث برس، إن هناك ثلاثة مشاريع تزود المدينة بالمياه وهي الزرزور والمعلقة والعين.

وأضاف: “ولكن منسوب المياه في الحوض المغذي لآبار وحدة المياه في انخفاض مستمر، كما أن هناك استهلاكاً جائراً لمياه الحوض من خلال آبار غير مرخصة يحفرها مزارعون لري مزروعاتهم.”

وأشار “الطويل” إلى أن الكمية التي يتم ضخها في الشبكة هي 150 متراً مكعباً “وهي لا تكفي قرية فما بالك بمدينة!”

وحصلت وحدة المياه في جيرود مؤخراً على موافقة لحفر بئرين إضافيين وتعزيل وتعميق ثلاثة آبار من مشروع الزرزور، “لكن المباشرة بتنفيذهما لم تبدأ حتى الآن لعدم توفر الميزانية المطلوبة.”

وعبر عن اعتقاده بأنه إذا توفرت جهة مانحة من المنظمات الإنسانية “فمن الممكن أن تنفذ مشاريع الآبار الجديدة بالسرعة المطلوبة، وتصبح الغزارة مقبولة بشرط أن تعفى هذه الآبار من التقنين.”

 وحول مشكلة الكلس قال “الطويل” إن بئراً واحداً يحتوي نسبة كلس عالية وإن الحل هو خلط مياهه مع مياه الآبار الأخرى للتخفيف من نسبته، “ويمكن الاستغناء عنه كلياً في حال حفر آبار جديدة.”

إعداد: أنور بكر- تحرير: سوزدار محمد