عضو المجلس الرئاسي لمجلس سوريا الديمقراطية: نريد أن نتفاوض مع تركيا لمنع الحرب بيننا

كوباني- فتاح عيسى-NPA 
قال عضو المجلس الرئاسي  لمجلس سوريا الديمقراطية، حسن محمد علي، “نريد أن نتفاوض مع تركيا لمنع الحرب بيننا رغم قيامها بالهجوم علينا” مشيراً إلى أن تركيا بعد انتهاء مرحلة الوجود العسكري لتنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) تتحجج بخطر الكرد على الأمن التركي عبر استراتيجية بدأت بها في مدينة منبج وتحاول تطبيقها في كافة مناطق شرقي سوريا في محاولة منها لمنع  تنفيذ مشروعهم عبر التدخل في المنطقة وتهديدها.
حديث محمد علي جاء خلال اللقاء الحواري الذي نظمته منظمة برجاف للتنمية الديمقراطية، في مقر نقابة المحامين بكوباني/عين العرب, أول أمس, حول استحقاق المرحلة في شمال وشرقي سوريا مع العاملين في السياسة والإدارة، حضره نخبة من الفاعلين في الحقل السياسي والمدني والمجتمعي والثقافي.
 
العلاقات
وأشار محمد علي إلى أن العلاقات لم تنقطع مع الحكومة السورية، موضحاً أنهم يريدون تطوير علاقتهم  مع إقليم كردستان والعراق معاً باعتبار أن هناك تبادل تجاري يؤثر على العلاقات السياسية.
أضاف علي أنهم كمجلس سوريا الديمقراطية وضعوا استراتيجية سياسية لإقامة العلاقات مع المعارضة السورية من الائتلاف والمجموعات المعارضة الأخرى الموجودة في الخارج، عبر تنظيم مؤتمر ديمقراطي وطني في شمالي سوريا، كي يصبح شمالي سوريا مركزاً للمعارضة.
وأشار إلى أنهم بدؤوا بعدة ورشات في أوروبا وسيقومون بتنظيم ورشات في شمال وشرقي سوريا أيضاً بعد عقد ثلاثة حوارات اثنان منها في عين عيسى شمال غربي الرقة وأخرى في كوباني/عين العرب.
المنطقة الآمنة 
وفيما يتعلق بإنشاء المنطقة الآمنة, نوه علي إلى أنهم اقترحوا إنشاء منطقة آمنة بعرض 5// كم في المنطقة الحدودية،  ويتم سحب قوات سوريا الديمقراطية من المناطق الحدودية الموجودة في النقطة صفر، بالإضافة لسحب الأسلحة الثقيلة كي لا تصل مداها إلى تركيا، مضيفاً “على أن تكون دوريات التحالف الدولي موجودة في هذه المنطقة، لتراقب الجيش التركي وتراقبنا.”
وأردف علي قائلاً “اقترحنا إدخال قوات محلية إلى هذه المنطقة وأبلغنا أمريكا أن تختار تلك القوات بنفسها، وكان شرطنا أن لا تدخل تركيا إلى هذه المنطقة … والشعب يرى أن تركيا إذا دخلت هذه المنطقة فمن الممكن أن يحدث لهم ما حدث مع أهالي عفرين”.
وأوضح علي أن تركيا أصرت على أن تدخل إلى عمق /32/ كم في المنطقة، وأن تشارك في الدوريات ونقاط المراقبة، مشيراً إلى أنهم وافقوا على مشاركة تركيا في الدوريات ونقاط المراقبة بشرط أن تقوم بحل مشكلة عفرين وإعادة أهلها إلى مناطقهم، ولكن مع ظهور مشكلة إدلب توقفت هذه المفاوضات, حسب علي.
وفيما يتعلق بتواجد قوات الحكومة السورية في المنطقة الآمنة, أكد علي أن  التحالف الدولي يرفض دخول القوات الحكومية للمنطقة.
التحديات
وحول التحديات التي تواجه المنطقة أكد عضو المجلس الرئاسي  لمجلس سوريا الديمقراطية أنهم يواجهون عدة تحديات في هذه المرحلة, مبيناً أن هذه التحديات تتمثل في وجود تركيا في الجهة الشمالية، ووجود الحكومة السورية من جهة أخرى.
وأردف محمد علي قائلاً “علينا التفكير بعقلانية كي لا ننفعل ونخطئ مثل ما أخطأنا في عفرين والتي ترتب عليها نتائج نتحملها حالياً، حيث كان من الممكن حماية عفرين عبر ممارسة السياسة العقلانية، ونحن ندفع هذه الفاتورة حالياً”.
وأضاف محمد علي أن التحدي الآخر الذي يواجهونه داخل المنطقة هو تحدٍ أمني، قائلاً “بعد انتهاء داعش عسكرياً، حول نفسه لولاية أمنية ووزع خلاياه ليحاربنا من الداخل، وبعد تراجع أمريكا عن الانسحاب من المنطقة، وانهيار آمال روسيا وإيران والنظام وتركيا بالتحكم في المنطقة، قامت هذه الدول بوضع خطط جديدة تتضمن منع الاستقرار الأمني في المنطقة ومنع الثقة بالمشروع الذي يتم تطبيقه في المنطقة، لذلك يحاولون بث الفتنة بين العرب والكرد، والترويج أن الأكراد يسيطرون على المناطق العربية، وأن الأكراد يتوسعون في المنطقة”.
وأشار محمد علي أنه من جهة أخرى يقومون باغتيال وتصفية المقربين من هذا المشروع، كي يبتعد عنه الشعب ويزرعوا الخوف في قلوبهم وبالنتيجة إظهار أن الأمن غير موجود في المنطقة.
وأوضح أنهم وضعوا خارطة للقيام بحملة أمنية بالتعاون مع التحالف الدولي ضد خلايا تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) النائمة وتجفيف منابعه من المنطقة بدءاً من الباغوز شرقي ديرالزور وانتهاءاً بمنبج شمالي البلاد.
مستقبل المنطقة
وحول ما ستؤول إليه المنطقة بعد انتهاء الوجود العسكري لـ”الدولة الإسلامية” قال محمد علي  أنه “رغم الانتصارات العسكرية التي حققناها, إلا أن الاتفاقات الدولية أخرجتنا من المعادلة السياسية” منوهاً أن المخططات والمشاريع الجديدة تحتاج لعدة سنوات أخرى حتى تنفذ وأن الاقتتال والصراع وخاصة من الناحية السياسية ربما يستمر حتى عام 2025.
وأكد محمد علي أن عدم حضور جميع المكونات السورية في مفاوضات حل الأزمة السورية، لن يؤدي للوصول إلى حل حقيقي، إنما سيؤدي إلى المزيد من التأخير في الوصول إلى حل سياسي في المنطقة.
وأوضح أن الحرب هي بين الدول العظمى في الأساس، لكن بسبب المتغيرات الدولية أصبحت لديهم فرصة تاريخية لتأخذ الشعوب الديمقراطية مكانها في هذه المرحلة، مشيراً إلى أنه لا يجب تحليل السياسات وفق الأحداث الضيقة والصغيرة، فأمريكا وروسيا لا تظهر استراتيجيتها بشكل مباشر، وعليهم معرفة استراتيجيات الدول العظمى للاستفادة منها.
وقال علي أن “روسيا تريد في هذه المرحلة أن تصبح عبر سوريا بديل عن التحالف الدولي في الشرق الأوسط للتدخل في لبنان والعراق وتستفيد من الخلافات الجديدة” مضيفاً أن قرار ترامب بالانسحاب القريب من المنطقة، تم تحليله على أنه انسحاب غير استراتيجي “لأن الانسحاب من سوريا سيتسبب بترك الميدان لقوى أخرى”. 
وأكد محمد علي أنه في ظل هذه الأوضاع الراهنة, يجب وضع استراتيجية للمستقبل قائلاً “المنطق الجديد للسياسة يفرض علينا أن يكون هناك خلافات من جهة وعلاقات من جهة أخرى، لذلك قمنا في مسد بالاعتماد على إستراتيجية رؤية الخلافات في إطار العلاقات، وفي إطار الخلافات وتحويلها إلى علاقات والاستفادة من هذا الجدل مستقبلاً”.