التيار الوطني الحرّ في لبنان يحشدُ أدواتهِ للضغطِ باتجاه عودة النازحين السوريين
بيروت – ليال خرّوبي – NPA
خصّص التيار الوطني الحرّ الذي يرأسه وزير الخارجية جبران باسيل مؤتمرَه السنوي للبلديات لملفّ النازحين السوريين، في إطار حملةٍ سياسية وإعلامية مكثّفة يقودها باسيل “لتنظيم” هذا الملف و”تسريع” عودة النازحين إلى سوريا.
والتأم المؤتمر اليوم السبت بحضور عشرات البلديات اللبنانية تحت عنوان “وطنكم بحاجة لعودتكم: أزمة النزوح ودور البلديات في حلها”، باعتبار أن السلطات المحلية هي أكثر السلطات تماساً مع النازحين السوريين.
باسيل وفي كلمته الإفتتاحية للمؤتمر حذّر من “مؤامرةٍ تحاكُ لتوطين النازحين السوريين في لبنان تدعمها منظومة إعلامية ومالية وسياسية تعمل على تشجيع النازحين على البقاء وتشن هجوماً علينا لمطالبتنا بعودة النازحين”.
وأعلن باسيل أنَّ “الصيف هو الوقت الأنسب لعودة النازحين الى سوريا ومقاربتنا لهذا الموضوع إنسانية وأخوية ومنطلقنا انساني ووطني وليس طائفياً لان كل الطوائف وكل الشعب اللبناني متضرّر”.
ودعا باسيل جميع البلديات المضيفة للاجئين إلى تطبيق القوانين المرعية الإجراء في هذا الملف.
مقاربة رسميّة
جلساتُ المؤتمر الحواريّة رسمت إطاراً حاسماً لملف النازحين بثلاثة مداميك، أولاً أن 80 % في المئة من الأراضي السورية باتت آمنة، ثانياً أنَّ النازحين السوريين ينطبق عليهم توصيف “النازح الاقتصادي” وليس “اللاجئ السياسي أو الأمني” وثالثاً أنّ هذا الملفّ باتَ يشكلُ خطراً على الأمن الاقتصادي والاجتماعي في لبنان، وهو ما حاول جميع المتحدثونَ من وزارء ونواب وقادة أمنيين تثبيتهُ بمداخلاتهم.
وفي الإطار تحدّثَ وزيرُ شؤون النازحين صالح الغريب عن الخطّة التي أعدّها للنقاش في مجلس الوزراء حول تنظيم عودة النازحين :” سنسحبُ بطاقة “النازح” من كل السوريين الذين يثبت دخولهم وخروجهم من وإلى سوريا بطريقة آمنة بناءً على الداتا التي سنجمعها من البلديات والأمن العام”.
ويضيف الغريب:” على المجتمع الدّولي أن يتفهّم إجراءاتنا كما يتفهم إجراءات بقية الدول” ضارباً المثل بقرار وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سالفيني قبل يومين القاضي بتغريم كل من ينقذ قارباً للمهاجرين في البحر.
كما صوّب الغريب سهامه باتجاه الجهات الدولية المانحة متهماً بعض البلديات بتقاضي “رشاوى إنمائية” منها للتغاضي عن المخالفات داعيا إلى تنظيم ملفّ الهبات حيث قال:” سنوياً يتدفق مليار ونصف المليار دولار إلى المنظمات الراعية للنازحين من دون أي دورٍ رقابيّ للدولة اللبنانية”.
خطّة ممنهجة
رئيس لجنة البلديات المركزية في التيار “الوطني الحر” روجيه باسيل أكّد لنورث برس أن “المؤتمر هو الخطوة الأولى ضمن خطة ممنهجة وضعها التيار للعمل على الأرض مع البلديات ورؤساء اتحاد البلديات من أجل اتخاذ كل الخطوات اللازمة لتنظيم ملف النازحين”.

كما أشار باسيل إلى أن “التيار شكل لجان أهلية في كثير من المناطق اللبنانية لتسهيل عودة النازحين السوريين، حيث تعمل اللجان على تسجيل أسماء من يرغبون بالعودة وتقدمها للأمن العام اللبناني”.
ولدى سؤال نورث برس عن التوقيت السياسي لهذه الحملة أوضح باسيل:” نحنُ لا نستثمر في هذا الملف سياسيا، ونمتلك ما يكفي من الملفات السياسية لاسثمارها، وانا أدعو منظمات المجتمع المدني إلى الكفّ عن طلب المنح والمساعدات الدولية للنازحين في لبنان، لأن هذه الأموال أجدى بأن تصرف على إعادة إعمار سوريا”.
تجربة حيّة
رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري الذي حضر المؤتمر يوضح لنورث برس كيف أن تطبيق القوانين قد يمسُّ الشقّ الانساني حيث قال:” كلام الوزير جبران باسيل حول تطبيق القوانين مرعية الإجراء لا يكفي في هذا المجال، فالإجراءات على الأرض لا بدَّ وأن تؤثر على النازحين وتحرمهم من حقوقهم”.

واستشهد الحجيري بما يجري حاليا في مخيمات عرسال حيثُ يُجْبَر السوريون على تهديم مساكنهم الاسمنتية بأيديهم تنفيذاً لقرار مجلس الدفاع الأعلى وقبل انتهاء المدة المحددة بأول تموز/يوليو المقبل، حيثُ يستبدلون المساكن بشوادر بلاستيكيّة تؤمنها مفوضية اللاجئين وقد اضطر بعضهم للمبيت في العراء خلال تسويته لوضع مسكنه.