أهالي ضحايا تنظيم الدولة الإسلامية يطالبون بمحاكمة مسلحيه في كوباني

كوباني – NPA
بدأت “مؤسسة عوائل الشهداء” في مدينة كوباني/عين العرب، يوم الاثنين الماضي، /22/ نيسان/أبريل، بحملة لجمع تواقيع عوائل الذين فقدوا أبناءهم وذويهم خلال المعارك التي شنها تنظيم “الدولة الإسلامية” في مدن شمالي وشرقي سوريا، بهدف طلب محاكمة عناصر التنظيم الموجودين لدى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في كوباني.
وتعرضت مدينة كوباني منتصف أيلول/سبتمبر 2014 لهجمات عناصر التنظيم، مما أدى لفقدان المئات من أبناءها لحياتهم خلال الدفاع عن المدينة، إضافة إلى نزوح مئات الآلاف من أبناء المنطقة إلى خارج سوريا، حيث استمرت المعارك مع مسلحي التنظيم حتى إعلان “وحدات حماية الشعب” استعادة المدينة في /26/ كانون الثاني/يناير 2015.
وأفادت الرئيسة المشاركة لـ”مؤسسة عوائل الشهداء” أمينة دابان لوكالة “نورث بريس” أن الهدف من حملة جمع تواقيع عوائل الشهداء هو “إجراء محاكمة دولية لمسلحي التنظيم في كوباني، لأن الحرب ضد داعش بدأت من كوباني”.
وأوضحت الرئيسة المشاركة أن الحملة ستستمر حتى الحصول على تواقيع جميع عوائل الشهداء، بهدف تقديمها للأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان، كي يتم محاكمة  “مجرمي الحرب”، حسب وصفها، في محكمة دولية بكوباني. 
وقضى أكثر من ألفي شخص من مدينة كوباني وريفها، خلال المعارك التي اندلعت بين “وحدات حماية الشعب والمرأة” و”قوات سوريا الديمقراطية” من جهة وعناصر “الدولة الإسلامية” من جهة أخرى، بدءاً من مدينة كوباني خلال عامي 2014 و2015 ومروراً بمدن كري سبي/تل أبيض خلال عام 2015، ومدينة منبج 2016، ومدينتي الطبقة والرقة 2017 وانتهاءً بريف دير الزور الشرقي 2019.
وكانت “قوات سوريا الديمقراطية”، أعلنت أن //11 ألف مقاتل قد “استشهدوا” في الحرب ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، وجُرح 21// ألف مقاتل آخر.
زهيدة فارس، أم فقدت اثنين من أولادها في الحرب ضد التنظيم، حيث فقدت ابنتها بيمان ،حياتها في ريف كوباني الجنوبي بالسادس والعشرين من شهر أيلول/سبتمبر 2014، فيما فقد ابنها جودي ،حياته في السادس عشر من شهر كانون الثاني/يناير الماضي، في التفجير الذي استهدف قوات التحالف في مدينة منبج، تقول لوكالة “نورث بريس”: “من حقنا أن تتم محاكمة عناصر داعش أمام أعيننا في كوباني، كونهم كانوا سبباً في استشهاد أبناءنا، وبما أن الحرب ضد ‘داعش’ بدأت في كوباني فيجب محاكمتهم هنا”.
وتضيف فارس أن “داعش هاجمت مدينتهم بدون مبرر، وأن شبان وشابات كوباني “استشهدوا” دفاعاً عن مدينتهم خلال المعارك ضد التنظيم، وتيتّم المئات من الأطفال، والعشرات من النساء فقدن أزواجهن، وتم ممارسة أشد أنواع الظلم على أبناء المدينة الذين دمرت منازلهم، ونهبت أملاكهم، ونزحوا من ديارهم”.
وكشف مصدر مسؤول رفيع المستوى بوزارة الدفاع الأمريكية، في تصريحات إعلامية أن عدد مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” الذين تحتجزهم “قوات سوريا الديمقراطية”، يبلغ /5/ آلاف مقاتل، بينهم ألف مقاتل من جنسيات أجنبية.
ووفقاً لتصريحات المتحدث باسم مكتب العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية في شمالي وشرقي سوريا،كمال عاكف، فإن مسلحي التنظيم “معتقلون في مخيمات تحت حراسة مشددة في شمالي سوريا، بينهم  /1000/ معتقل من مسلحي داعش يحملون /55/ جنسية من الجنسيات الأمريكية والفرنسية والبريطانية والبلجيكية والشيشانية ومن دول الاتحاد الروسي وجنسيات عربية ومزدوجي الجنسية، وبينهم /10/ معتقلين نفذوا جرائم في عدد من الدول وهم مطلوبون دوليون”.
ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منتصف شهر شباط/فبراير الماضي، الدول الأوروبية، إلى استعادة مسلحي التنظيم الأوروبيين المقبوض عليهم في سوريا ومحاكمتهم.
وقال ترامب في تغريدة على حسابه بموقع تويتر:  “نريد من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وباقي حلفائنا الأوروبيين استعادة أكثر من /800/ من مسلحي داعش المقبوض عليهم بسوريا ومحاكمتهم”.
وقال المحامي فرهاد باقر، من مدينة كوباني، لـ “نورث بريس” إن الحرب ضد تنظيم داعش في سوريا تم تدويلها بشكل كبير، مشيراً أنه لا يمكن لجوء “مؤسسة عوائل الشهداء” إلى بعض المحافل الدولية، مثل محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة لمطالبتهم بإجراء محكمة دولية في كوباني، لمحاكمة عناصر تنظيم “الدولة الإسلامية” بسبب الإجراءات القانونية التي تتبعها.
ويوضح باقر أن مطلب أهالي كوباني المتضررين من مسلحي داعش وخاصة ذوي الشهداء حول إنشاء محكمة دولية خاصة في مدينتهم لمقاضاة “المجرمين” هو مطلب حق، مشيراً أنه بإمكان “قوات سوريا الديمقراطية” أو “مجلس سوريا الديمقراطية” تقديم طلب إلى الأمم المتحدة للحصول على قرار بإنشاء هذه المحكمة الدولية الخاصة بمقاضاة مسلحي وقيادي “داعش”.
ويضيف باقر، بإمكان الأمم المتحدة أن تنشئ هذه المحكمة وتحدد آليات المحاكمة وتسمية القضاة وخاصة أن جرائم حرب ارتكبت في هذه المناطق من قبل مسلحي “داعش” وتم توثيقها من قبل منظمات وهيئات قانونية.
وكان مسلحو داعش اقتحموا مدينة كوباني وعدداً من القرى التابعة لها في /25/ حزيران/ يونيو  2015، وارتكبوا مجازر مروعة أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا (أكثر من 300 قتيل وأكثر من 300 جريح من المدنيين الأبرياء العزل) بحسب “المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان”.
ويؤكد الحقوقي الكردي فرهاد باقر، أن “إجراء محاكمة دولية لمسلحي داعش بإشراف دولي سيعود بالفائدة على العالم بأسره، ويمنع انتشار أفكار هذا التنظيم في دول أخرى مشيراً إلى ما حدث في سيرلانكا مؤخراً من عمليات وصفها بالإرهابية”.   
يذكر أن مدينة كوباني/عين العرب، تعتبر عنوان بداية نهاية تنظيم “الدولة الإسلامية” إذ شنت الأخيرة هجوماً كبيراً على المدينة في /13/ أيلول/سبتمبر 2014 وارتكبت المجازر بحق المدنيين، وتمت استعادة المدينة نهاية شهر كانون الثاني/يناير 2015، فيما تم إعلان استعادة آخر معاقل “داعش” في مدينة الباغوز من قبل “قوات سوريا الديمقراطية” في الثالث والعشرين من شهر أذار/مارس 2019.