مربو الدواجن بريف ديرك يعانون من مشاكل خدمية وتذبذب سعر صرف الدولار “وتلاعب التجار”

جل آغا – نورث برس

يقول مربو دواجن في بلدة جل آغا (الجوادية) شرق قامشلي، شمال شرق سوريا، إن ما يعيق حصولهم على أرباح كافية هو عدم استقرار سعر صرف الدولار واحتكار السوق من قبل تجار، بالإضافة إلى أمور خدمية تتعلق بمشكلات في الكهرباء والطرقات الواصلة بين المداجن والمدن.

وتضم بلدة جل آغا وريفها ما يقارب 24 مدجنة، تبيع إنتاجها لتجار في الأسواق أو عبر شركة متعاقدة مع لجنة الاقتصاد.

وقال جاسم الجراح (31 عاماً)، وهو صاحب مدجنة في ريف جل آغا الغربي، إنهم يشترون كافة مستلزمات الإنتاج من شراء مواد علفية وأفواج الصيصان بالدولار وسط عدم استقرار أسعار الصرف ويبيعون بالليرة السورية، وهو ما يعرضهم لخسائر مادية.

وتفتقر غالبية المداجن في جل آغا للكهرباء بسبب بعد الشبكة عن المداجن، فيعتمد أصحابها على مولدات الكهرباء لتأمين إنارة وتدفئة المداجن، وهو ما يكلفهم مصاريف إضافية.

كما أن الطرق إلى المداجن غير سالكة، فجميعها ترابية متعرجة ويجد أصحابها صعوبة في وصول سياراتهم إليها وخاصة في فصل الشتاء.

وأشار “الجراح” إلى  أن التجار “يتلاعبون” بأسعار مستلزمات الإنتاج، الأمر الذي دفعه للانضمام إلى اتحاد مربي المداجن في جل آغا مؤخراً، للاستفادة من أسعار المواد العلفية وأفواج الصيصان.

وأسست لجنة الاقتصاد في جل آغا اتحاداً لمربي المداجن في الـ 26 من الشهر الفائت، بهدف تنظيم عملها في البلدة وريفها، وتقديم مستلزماتها بأسعار أقل من أسعار التجار.

وتقوم لجنة الاقتصاد في جل آغا ببيع الصوص الواحد لأصحاب المداجن المنضمة للاتحاد بـ 35 سنتاً أميركياً، بينما تقدم ثلاثة أصناف مختلفة من العلف وفق المراحل العمرية للفروج، بحسب أصحاب المداجن.

وتؤمن اللجنة العلف في المرحلة الأولى لأصحاب المداجن بـ445 دولار للطن الواحد، وفي المرحلة الثانية بـ 435 دولاراً وفي المرحلة الثالثة بـ 425 دولاراً للطن الواحد.

” وأسعار العلف في الاتحاد ولجنة الاقتصاد أرخص من السوق بمئة دولار تقريباً.”، بحسب “الجراح”.

وبحسب أصحاب مداجن في جل آغا، فإن السوق المحلية تستوعب كميات الإنتاج، حيث يقومون ببيع الإنتاج  للمحال التجارية بسعر 3300 ليرة للكيلوغرام الواحد، ليباع للمستهلك في السوق بـ 3500 ليرة.

لكن “الجراح” قال إن المداجن التي انضمت للاتحاد تقوم ببيع إنتاجها لشركة في مدينة قامشلي عن طريق لجنة الاقتصاد في جل آغا بسعر 3500 ليرة للكيلوغرام.

ومنذ تأسيس اتحاد مربي المداجن في بلدة جل آغا الشهر الفائت، انضم أصحاب أربعة مداجن فقط، بحسب لجنة الاقتصاد.

وقال خزيمة محمد (32 عاماً)، وهو صاحب مدجنة بريف جل آغا الغربي، إن الاستفادة من خدمات الاتحاد تستوجب التخلص من الديون السابقة.

 وأضاف: “أصحاب المداجن مكبلون بديون للتجار الممولين، ومن الصعب التعاقد عملياً مع اتحاد مربي الدواجن دون تبرئة ذمتهم والاستقلال بعملهم.”

وأشار “محمد” إلى أن فكرة تأسيس اتحاد يضم كافة أصحاب المداجن “خطوة جيدة وستحمينا من استغلال التجار، لكنها جديدة ونحن بحاجة إلى وقت لترتيب أمورنا.”

 وقالت نجود فارس، وهي إدارية  في لجنة الاقتصاد في جل آغا، إنهم يعملون لتنظيم عمل المداجن في جل آغا ضمن الاتحاد من خلال عقود “تصب في مصلحة الطرفين كمستثمر وجهة ممولة.”

وأشارت الإدارية إلى أنه يتم متابعة المداجن المنضمة للاتحاد من قبل طبيب بيطري “نتعاقد معه ويقوم بجولات دورية أو حسب طلب صاحب المدجنة عندما يكون هناك طارئ.”

وعن المشكلات التي تقف عائقاً أمام أصحاب المداجن للانضمام للاتحاد، قالت الإدارية  في لجنة الاقتصاد إن “التجار الكبار يحتكرون تحديد الأسعار ويستغلون الآخرين، فربما ينزلون الأسعار ولو بخسارة كي يبقوا مسيطرين على السوق.”

إعداد: سلام الأحمد – تحرير: سوزدار محمد