متطوعون في مجال رعاية الحيوان بدمشق: لا دعم لرعاية الحيوانات الشاردة

دمشق – نورث برس

يرى مهتمون بمصير الحيوانات الشاردة أن جمعيات رعاية الحيوان في العاصمة دمشق وريفها لا تتمكن من إنقاذها من المخاطر التي تتهددها هذه الأعوام، رغم ترخيص عملها لدى الحكومة السورية.

وقالت سارة أورفلي (40 عاماً)، وهي رئيسة “الجمعية السورية لإنقاذ الحيوانات” وصاحبة ملجأ للحيوانات الشاردة في ريف دمشق، إنها قدمت طلباً للجهات الرسمية للعزوف عن قرار إغلاق الملجأ بسبب مخالفة معمل في العقار نفسه.

وأضافت “أورفلي” لنورث برس أنها قامت باستئجار قسم من العقار من شخص آخر استأجرها من وزارة الزراعة لغاية الاستثمار الزراعي.

وأضافت أن الذي خالف العقد هو من أقام معمل سكاكر في القسم الآخر من العقار، “لكن المخالفة استدعت استرجاع الأرض وعليه فسيغلقون كل المنشآت المقامة عليه بالشمع الأحمر.”

وانطلقت، منذ مطلع هذا الشهر، حملة على صفحات التواصل الاجتماعي لناشطين بعنوان “أنقذوا حيوانات ملجأ سارة”،  وذلك بعد أن تداولت مواقع محلية خبر إغلاق الملجأ بالشمع الأحمر.

ويقع الملجأ الذي عُرف باسم صاحبته سارة بالقرب من الجسر الرابع على طريق مطار دمشق الدولي.

ويأوي الملجأ 3500 كلب و400 قطة وثلاثة حمير، أغلبها شاردة وبعضها منزلية استغنى عنها أصحابها.

وذكرت “أورفلي” أنها تحملت مبلغاً كبيراً لإقامة الملجأ، وحصلت على ترخيص به من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في العام 2018.

وأضافت أنها لا تمتلك القدرة على بناء ملجأ آخر في حال أغلق الملجأ الحالي، “لا أملك المال الكافي وبصعوبة أستطيع إطعام هذه الحيوانات كل يومين مرة.”

وعن الطريقة التي تتدبر بها إطعام هذا العدد الكبير من الحيوانات، أشارت إلى أنها تعتمد على التبرعات من الأصدقاء والمهتمين في مجال رعاية الحيوان، “لا توجد أي منظمة بالعالم قبلت دعمنا.”

وتصف صاحبة الملجأ واقع رعاية الحيوان في سوريا بـ”السيء،  فمفهوم الرأفة بالحيوان غير موجود بمجتمعنا، وفي مرات كثيرة تعرضت بعض الحيوانات في الملجأ لإطلاق نار من قبل من برروا ذلك بانزعاجهم من أصواتها.”

وعن السبب الذي دفعها لإقامة الملجأ، قالت “أورفلي” إنها تعتني بالحيوانات منذ صغرها وكانت سابقاً تجمعها في المزارع وتعتني بها وعندما زاد عددها استأجرت الأرض وأقامت الملجأ.

“أنا صراحة أفضل أن أساعد الحيوان لأنه لا يستطيع التعبير عن جوعه وألمه، أما الأنسان فيستطيع في أسوأ حال الطلب والتسول.”

وترى “أورفلي” أنه يجب استصدار قانون يحمي الحيوانات الشاردة ويفرض على أصحاب المسالخ تقديم البقايا لملاجئ الحيوانات، “كما يجب على الدولة مساعدة الملاجئ في إخصاء هذه الحيوانات حتى لا يتزايد عددها.”

وانضمت كاتيا مكارم (20 عاماً)، وهي طالبة بجامعة دمشق ومتطوعة في الملجأ، إلى حملة “أنقذوا حيوانات ملجأ سارة”.

وقالت لنورث برس: “إذا كنا نتعرض للظلم والقهر والجوع، فيجب أن نتذكر أن الإنسانية لا تتجزأ ولا ذنب للحيوان بمأساة الإنسان.”

ومن جهته، رأى أنطون السيوفي (34 عاماً)، وهو طبيب بيطري في دمشق، أن إخصاء الحيوانات الشاردة هو حل لعدم ازدياد الأعداد ولكنه “ليس حلاً نهائياً للتخلص من ظاهرة الحيوانات الشاردة، لأنه يجب المحافظة على التوازن الطبيعي بين كل الأنواع.”

وعن مخاطر انتشار الحيوانات الشاردة أشار الطبيب البيطري إلى أن أهم المخاطر هي الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان وأهمها داء الكَلَب (وهو مرض فيروسي ينتقل من الكلب إلى الإنسان المتعرض لعضة كلب مريض).

وأضاف الطبيب البيطري أن هناك أمراضاً أخرى تنتقل من القطط الشاردة أيضاً للإنسان، ما يجعل رعاية هذه الحيوانات وحمايتها من الأمراض أمراً ذا أهمية.

وأشار “السيوفي” إلى عقبات تواجههم في تأمين الرعاية مثل ارتفاع أسعار المعدات الطبية وكميات الأدوية اللازمة وأجهزة التخدير الخاصة بالكلاب والقطط.

إعداد: أحمد كنعان – تحرير: سوزدار محمد