سكان في السويداء: الحكومة السورية تتبع تجاه منطقتنا “سياسة تجويع ممنهجة”
السويداء- نورث برس
يرى سكان من محافظة السويداء، جنوبي سوريا، أن الحكومة السورية تتبع ما أسموها بـ”سياسة تجويع ممنهجة” بحق السكان، بدأت ملامحها تبرز بتخفيض مخصصات الطحين والمواد الأساسية الأخرى الموردة من دمشق.
ورجح البعض منهم السبب إلى عدم التحاق الآلاف من شباب السويداء بالخدمة العسكرية، فيما قال آخرون إن السبب يكمن في محاولة الحكومة وأجهزتها الأمنية إعادة فرض قبضتها الأمنية كما كانت سابقاً.
وتعيش محافظة السويداء هذه الأيام حالة من الازدحام الشديد أمام أماكن تواجد معتمدي الخبز في جميع أحياء مدنها وبلداتها وقراها للحصول الخبز، إلى جانب وقوع مشاجرات وخلافات على الطوابير لتعود وتتكرر في اليوم التالي وتصبح جزءاً رئيسياً من المشهد العام.
وقال سليمان رسلان (55 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان ريف السويداء، إن “سياسة التجويع والتطويع المبرمجة بدأت حين استنفذت الحكومة وأجهزتها الأمنية كافة مكائدها وخططها الخبيثة من أجل إعادة قبضتها الأمنية إلى ما كانت عليه قبل العام 2011.”
وأشار إلى أن ملامح الحصار والتضييق على السكان بدأت تبرز أكثر بعد تخفيض كميات الطحين الموردة إلى المحافظة بنسبة 20٪ مع إيقاف عمل المطاحن.
ورغم أن أزمة الخبز عامة في البلاد، يرى سكان من السويداء أنها تتفاقم في مناطقهم أكثر من غيرها بسبب سياسات مقصودة وممنهجة.
وكانت المؤسسة السورية للحبوب قد قررت، الأسبوع الفائت، زيادة كميات الطحين المرسلة إلى عدد من المحافظات السورية، دون أن تشمل السويداء التي تعاني بدورها من نقص كميات الخبز المنتج في الأفران.
وقال يوسف قاسم، مدير عام المؤسسة السورية للحبوب، آنذاك إن المؤسسة تتجه “لزيادة مخصصات الطحين الأسبوعية لكل من دمشق بمقدار(75 طناً)، حلب(30 طناً)، درعا (20 طناً)، حمص (خمسة أطنان)، ريف دمشق (1،300 طن).”
وفي المقابل تم تخفيض كميات الطحين الواردة إلى فرع المخابز في السويداء، في التاسع من الشهر الجاري، من 175 طناً إلى 145 طناً، وفق ما أفاد به مدير فرع المخابز لوسائل إعلامية محلية.
وقال أحمد سميح (55عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد السكان من مدينة السويداء، إن خلق الأزمات المعيشية للسكان في المحافظة من قبل الحكومة ماهي إلا “سياسة ممنهجة متبعة منذ عقود من السلطة القائمة في سوريا.”
ورأى أن الحكومة القائمة تسير قدماً إلى الأمام في “تجويع وتركيع” أبناء محافظة السويداء على الخصوص من خلال إيغالها في خلق أزمات للمواد الأساسية التي لا يستطيع الإنسان الاستغناء عنها كمادة الخبز.
ويعتقد “سميح” إلى أن هدف تلك السياسة إشغال السكان المحليين بلقمة العيش وجعلهم ينغمسون في كيفية تأمين المتطلبات الأساسية للحياة، “كي لا يتمكنوا من الالتفاف إلى طبيعة الحكم القائم وبالتالي الحفاظ على ديمومته في الحكم.”
ويعيد السبب إلى عدم التحاق الآلاف من شباب السويداء بالخدمة العسكرية والمواقف التي تتبعها الفصائل المحلية والمناوئة للحكومة في عدم السماح لها باعتقال أشخاص مطلوبين للحكومة.
وذكر مصدر محلي من مدينة السويداء لنورث برس أن “فصائل محلية مناوئة للحكومة قامت بشراء كمية من محاصيل القمح تحسباً لمرحلة قادمة قد يشتد بها الحصار الاقتصادي على المحافظة.”
من جانبه، قال أحمد الحلاج (60 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان ريف السويداء، إن إيران تلعب الدور ذاته في التماهي مع الحكومة لإعادة “تعزيز وجود ميليشياتها وتقويتها داخل السويداء بعد أن استشعرت معارضة الغالبية العظمى من المجتمع الدرزي لها.”
وأشار إلى أن هناك صراعاً بين روسيا وإيران في المنطقة الجنوبية لأهميتها الجغرافية، ورغبة كل من الطرفين في توسيع رقعة السيطرة عليها.
ويرى “الحلاج” أن سكان السويداء هم من يدفعون ضريبة هذا التسابق المحموم بين روسيا وإيران والحكومة لتثبيت موطئ وترسيخ وجودها الأمني والعسكري.