دمشق – نورث برس
تتزايد معطيات عن نشاط “جهات محلية” في السويداء تتحدث باسم شركات روسية، وتعمل لتجنيد رجال وشباب من السويداء لإرسالهم إلى فنزويلا، بموجب عقود هدفها المعلن هو تكليفهم بحماية المنشآت النفطية هناك.
“آلاف الأسماء”
وقالت “نيرمين مطرد”، وهو اسم مستعار لصحفية سورية تعمل في السويداء، إنها تمتلك معلومات عن أشخاص معروفين بالاسم للجميع، لديهم موافقات من روسيا بتجنيد الشباب من السويداء.
وأضافت “مطرد”: ” قبل شهرين تقريباً، سافر أكتر من 700 شاب إلى ليبيا، شهدت ذلك بعيني، كانوا يستقلون الباصات وكانت وجهتم مطار حميميم في اللاذقية.”
وبحسب الصحفية السورية، عاد البعض منهم ومعهم مبالغ تصل إلى ستة ملايين ليرة.
وتوقعت أن تكون إعادة هؤلاء “طُعماً لإغراء المزيد من الشباب.”
وكانت مصادر محلية و إعلامية من السويداء، قد تحدثت في تشرين الأول/أكتوبر الماضي عن قيام روسيا بعمليات تجنيد جديدة لشباب سوريين عن طريق شركة “فاغنر” الخاصة بتجنيد المرتزقة.
من جهتها، تتحدث أوساط إعلامية روسية عن أن من يقف وراء هذه المجموعات ويمول نشاطها هو رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين، المقرب من الكرملين ووزارة الدفاع.
وبلغ عدد شباب السويداء المسجلين من أجل الذهاب لفنزويلا حوالي ثمانية آلاف حتى اللحظة، بالإضافة إلى مئات آخرين تم إرسالهم سابقاً إلى ليبيا، بحسب رامي شهيب، وهو ناشط مدني في السويداء.
“موافقات أمنية”
وقال مؤيد الزين (30 عاماً)، وهو اسم مستعار لشاب من السويداء، إنه ينتظر الموافقات الأمنية بعد أن سجل اسمه لدى “شركة روسية خاصة ومن خلال وسطاء أمنيين للسفر إلى فنزويلا لحماية منشآت نفطية وبراتب جد مغرٍ.”
وأضاف لنورث برس: “قمت بتعبئة استمارة تشمل مدة العقد والراتب الذي يبلغ 3500 دولار أميركي، وما زلت حتى هذه اللحظة أنتظر الوسيط الأمني لإخباري بحصولي على الموافقة الأمنية.”
ويعلل “الزين” قبوله بالعرض، بعد معارضته سابقاً لتفريغ السويداء من شبابها وفق قوله، “بالظروف المعيشية الصعبة التي أوصلتنا إليها الحكومة وعدم إيجاد فرص عمل شريفة داخل البلاد.”
وأشار الشاب الحاصل على شهادة جامعية إلى اعتراض عائلته على السفر” بهذه الطريقة كمرتزق، فذلك مهين للعائلة ولسمعتها”، على حد تعبيره.
وقال رجى الحلاج (35 عاماً)، وهو اسم مستعار لشاب من مدينة صلخد مطلوب للخدمة العسكرية الاحتياطية، إن شركة التجنيد الروسية أعطت وعوداً عبر العقود بأنه يمكن للمطلوبين للخدمة العسكرية لدى الحكومة أن يتقدموا للسفر إلى فنزويلا.
وأضاف: “المئات من شباب السويداء تم تجنيدهم للقتال أو تنفيذ مهام خاصة في فنزويلا ومن قبلها ليبيا، وقد سافرت دفعات عبر مطار حميميم.”
وينتظر “الحلاج” دوره بعد أن حصل على الموافقة الأمنية كما أعلمه الوسيط في السويداء بذلك.
“أنا مقتنع أنهم يريدون تفريغ السويداء من الشباب، لكن أريد أن أعيل أسرتي المكونة من أربعة أشخاص.”
“تطويع الأقليات”
وقال واثق أبو عمر، وهو أكاديمي سوري يقيم في السويداء، إن هناك مساعٍ لتفريغ السويداء ممن تبقى من شبابها، “عقاباً لها ولتبقى مرتعاً للمستعمرين الجدد وأزلامهم من المرتزقة والعملاء والزعران.”
ويعتقد “أبو عمر” أن مساعي تفريغ السويداء تجتمع مع سعي “الروس للسيطرة على مناجم الماس و الذهب في فنزويلا و ليس فقط منابع النفط.”
ويرى علاء الجاسر، وهو ناشط سياسي يقيم في السويداء، إن “النظام السوري وبعد عجزه عن قطعنة البقية من أبناء الأقليات، لجأ بالاتفاق مع روسيا لتجنيد العملاء لإغراء الشباب مادياً وتجنيدهم للعمل كمرتزقة لصالح روسيا.”
واعتبر “الجاسر” أن “النظام وروسيا نجحوا بما خططوا له، فالآلاف يتهافتون للعمل معهم ، هؤلاء بالمحصلة أصبحوا ورقة رابحة بيد النظام الذي استطاع تحييدهم عن الحراك، وإدخال العملة الصعبة له.”