نازحو تل أبيض وسكان عين عيسى يخشون من نزوح جديد على وقع القصف التركي
الرقة – نورث برس
يخشى سكان بلدة عين عيسى والقرى المحيطة بها مع نازحين مقيمين شمالي الرقة أن تتسبب الهجمات التركية على المنطقة في إجبارهم على النزوح مرة أخرى.
وتعرضت بلدة عين عيسى 30كم شمال الرقة، والقرى المحيطة بها.ابتداءً من الأحد الفائت لقصف، تسبب بسقوط جرحى مدنيين وإلحاق أضرار بممتلكات السكان.
“تركنا كل شيء خلفنا سرقوا مواشينا ونهبوا محاصيلنا” يقول محمد علي، وهو نازح ينحدر من ريف تل أبيض التي تسيطر عليها فصائل المعارضة التابعة لتركيا.
ويضيف النازح السبعيني، لنورث برس، أنه نزح العام الفائت مع أفراد عائلته من قرية الحجازية 15 كم غرب تل أبيض، إلى عين عيسى أثناء الاجتياح التركي للمنطقة.
ويقول: “حتى بعد نزوحنا إلى عين عيسى لم نسلم من هجماتهم… يقصفوننا بشكل شبه يومي.”
وأصيب ثلاثة مدنيين، بينهم طفل في الثالثة من العمر، الأحد نتيجة قصف للقوات التركية وفصائل المعارضة المسلحة على بلدة عين عيسى.
وتضم البلدة نقاطاً لقوات الحكومة السورية وقاعدة للقوات الروسية، التي تمركزت في البلدة عقب تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية العام الماضي إبان الهجوم التركي على شمال شرقي سوريا.
وبحسب “علي”، فإن النقاط العسكرية الروسية المتمركزة في عين عيسى لم تقدم الحماية للمدنيين .
“الروس لا يحموننا رغم أنهم يرون أن القصف يتسبب بنزوح المدنيين ويهدد حياة السكان”، على حد تعبيره.
ووقّعت تركيا مع كل من الجانبين الروسي والأميركي اتفاقيتين لوقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، إلا أن عين عيسى لا تزال تشهد قصفاً واستهدافاً متكرراً.
ويحمّل النازح الولايات المتحدة مسؤولية “احتلال تركيا” لتل أبيض وسري كانيه(رأس العين) كونها سحبت قواتها من هذه المناطق العام الماضي.
ويقول: “الأميركان فتحوا الطريق أمام تركيا التي احتلت مناطقنا وتسببت بنزوحنا.”
ويخشى النازح كغيره من سكان عين عيسى من القصف العشوائي، لأن المدفعية التركية كثيراً ما تبدأ بقصف البلدة ومحيطها ليلاً.
وينتقد”علي” موقف الدولة العظمى والمجتمع الدولي من الممارسات التركية، ويأمل في العودة مع سكان المنطقة إلى بيوتهم وقراهم.
ومساء الأربعاء الفائت عاودت القوات التركية، قصف قرى كور حسن وقزعلي وخربة بقر في ريف تل أبيض شمالي الرقة بالأسلحة الثقيلة، واقتصرت الأضرار على المادية فقط.
ويرى دينيس كوركودينوف، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي أن الصمت الروسي على التصعيد العسكري التركي ضد بلدة عين عيسى، “يأتي في إطار المصالح المتبادلة بين الطرفين.”
وقال في تصريح سابق لنورث برس إن الطرفان ربما توصلا لاتفاق يفيد بأن تركيا تلتزم بعدم خلق مشاكل لقوات حفظ السلام الروسية في قرة باغ، مقابل صمت روسيا على تحركاتها في شمال شرقي سوريا.”
من جهته يتحدث محمد داوود (40عاماً)، وهو صاحب محل خضار في عين عيسى بحُنقٍ عما يتسبب به القصف التركي من قلق وتوتر دائمين، ذلك أن القذائف تسقط بشكل عشوائي وكثيراً ما تصل شظاياها إلى وسط البلدة.
ويضيف “داوود”: “مللنا من هذا الحال، على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أن يجدوا حلا لمشكلتنا هذه، لا نعرف إلى أين سنذهب، نريد البقاء في منازلنا لكن القصف مستمر.”
ويقول: “يعيش أطفالنا ونساؤنا حالةً من الرعب حتى إن بعض الأطفال يمرضون نتيجةً الرعب المستمر خوفاً من سقوط القذائف التركية”، حسب قوله.
ويضيف “داوود” أن ليس للقوات الروسية المتمركزة في عين عيسى أي دور في حماية المدنيين، “بل على العكس، فكثيراً ما يبدأ القصف التركي بعد مرور الدوريات الروسية.”
وكانت القوات الروسية قد أعلنت توفير حراسة المركبات المدنية، على طريق الـ M4بين مدينتي عين عيسى وتل تمر منذ 25 أيار/ مايو الماضي، إلا أن سيارات وآليات مدنية تعرضت للاستهداف في عدة حوادث.