مدارس وجامعة حلب.. غياب تطبيق الإجراءات الوقائية من كورونا وسط غياب أي تدخل حكومي
حلب – نورث برس
يقول أولياء تلاميذ مدارس وطلاب جامعيون في مدينة حلب، شمالي سوريا، إن الجهات الحكومية لا تتدخل إزاء تزايد الإصابات بفيروس كورونا وسط عدم التزام سكان بقرارات احترازية سابقة.
وكانت الحكومة السورية قد أعلنت منذ أواخر أيار/مايو الماضي إنهاء حظر التجول الجزئي ورفع الحظر عن النقل الجماعي بين المحافظات.
وافتتحت المدارس في مناطق سيطرة الحكومة السورية في 13 أيلول/سبتمبر بعد تأجيل لمدة أسبوعين كإجراء وقائي من الفيروس..
وأصدرت الحكومة هذا العام “بروتوكولاً صحياً” تضمن منح صلاحيات إغلاق الصف المدرسي في حال تأكيد إصابة تلاميذ أو معلمين بالفيروس لمديريات التربية في المحافظات، وإخضاع التلاميذ ومعلميهم للحجر لمدة 14 يوماً إذا اشتُبه بإصابة أكثر من 5% من مجموع الطلاب والموظفين، إلى جانب إجراءات وقائية أخرى كتوفير المعقمات وإحصاء التلاميذ المرضى.
لكن أولياء أمور تلاميذ في حلب قالوا لنورث برس إن تلك الإجراءات لم تنفذ على أرض الواقع.
إصابات متزايدة
وقال سمير عتيق (37 عاماً)، وهو معلم مدرسة بحي قاضي عسكر في الجزء الشرقي من حلب، إن الإجراءات الاحترازية غائبة بشكل كلي في مدينة حلب، فرغم ازدياد أخبار الوفاة بفيروس كورونا ما زالت المدينة تشهد تجمعات في الأسواق إلى جانب الأطفال في المدارس.
وكانت الحكومة السورية قد أغلقت، في الثامن من هذا الشهر، ثلاث مدارس في مدينة حلب بسبب انتشار فيروس كورونا بين التلاميذ والكوادر التدريسية.
وقال مصدر حكومي في مديرية التربية بمدينة حلب لنورث برس آنذاك إن “المدارس الثلاثة سجّلت إصابة /140/ طالباً وطالبة وعشر مدرسات بين الكوادر التدريسية”
وليس الواقع في جامعة حلب بأفضل من مدارس المدينة، حسب ما يروي طلاب جامعيون، فنسبة الإصابات بالفيروس تزداد مؤخراً دون التزام الطلاب المصابين بالحجر المنزلي.
وكانت طالبة سنة رابعة في قسم اللغة العربية بجامعة حلب قد فقدت حياتها، قبل يومين، جراء إصابتها بفيروس كورونا.
وقال طلال لبابيدي (25 عاماً)، وهو طالب في جامعة حلب، إن مديرية صحة حلب ومجلس المحافظة لم تتابعا التزام الطلاب بالإجراءات الوقائية التي حددتها قرارات حكومية سابقة.
وأضاف: ” نسمع بإصابات جديدة بين أصدقائنا في الجامعة، ولم نر أي قرار ملزم للطلبة فيما يخص الإجراءات الوقائية أو ارتداء الكمامات ضمن الحرم الجامعي”.
وبحسب بيانات وزارة الصحة السورية ليوم أمس الأربعاء تم تسجيل 90 إصابة جديدة بفيروس كورونا وشفاء 58 حالة ووفاة ست من الإصابات المسجلة بالفيروس.
وأشارت الوزارة، وفق ما نقلته وكالة سانا الرسمية، إلى أن حصيلة الإصابات المسجلة في سورية بلغت حتى الآن 7459 شفيت منها 3271 وتوفيت 391 حالة.
وكان محمد العنان، مدير المكتب الصحفي بمجلس محافظة حلب، قد قال لنورث برس في وقت سابق، إن قرار مجلس المحافظة بارتداء الكمامة لم يلقَ تجاوباً.
وأضاف: “يحتاج الالتزام لوعي اجتماعي.”
“أزمات تمنع الحظر”
من جانبه، قال عضو في مجلس محافظة، رفض نشر اسمه لأنه يحتاج لموافقات رسمية حتى يتمكن من الإدلاء بتصريح، إنه لا توجد حتى الآن أية قرارات أو حديث عن إمكانية الرجوع للحظر.
وأعاد سبب عدم فرض الحظر من قبل الحكومة إلى مرور البلاد بأزمة اقتصادية انعكست على الأوضاع المعيشية للسكان.
وأضاف: “نحن نمر الآن بأزمات متعددة بسبب تداعيات الحرب، والحكومة لا تسطيع تطبيق أي قرار للحظر بسبب الظروف المعيشية المتدهورة”.
وأشار عضو مجلس المحافظة إلى أنه سيحتاج لساعة كاملة للوصول إلى منزله في حال توقف المواصلات، كما أن فرض أي حظر سيتسبب له وموظفين آخرين بتوقف أعمالهم الإضافية خارج الدوام الوظيفي.
ويعتمد معظم موظفي الحكومة السورية على أعمال أخرى لتأمين احتياجات عائلاتهم في ظل تدني قيمة الراتب الحكومي بعد انهيار قيمة الليرة السورية.
وذكر أن مجلس محافظة حلب إن المحافظة كانت قد أغلقت الحدائق العامة لمنع التجمعات منذ بداية تفشي الوباء في سوريا وعولت على الوعي العام للسكان في الأمور الأخرى.