بائعو أعشاب طبية في ريف ديرك: الإقبال يزيد مع الشتاء ومخاطر كورونا

ديرك – نورث برس

يلبي آماس حاجي (٢٠ عاماً)، وهو بائع توابل وأعشاب في بلدة كركي لكي (معبدة) بريف ديرك، شمال شرقي سوريا، بخفة طلبات زبائنه من الزهورات والأعشاب الطبية التي ازداد الإقبال على شرائها هذه الأيام.

ويقول أصحاب محال لبيع الأعشاب الطبية إن حركة البيع نشطت في محالهم مع تصاعد إجراءات الحد من تفشي فيروس كوفيد-19.

حاجات صحية

ويتوجه آخرون إلى هذه المحال مع قدوم الشتاء لشراء الزهورات وأصناف من الشاي والأعشاب للوقاية من أمراض الشتاء، ولأغراض صحية أخرى.

وتقصد هدى غانم (٣٥عاماً)، وهي من سكان ريف بلدة معبدة، محال الأعشاب رغم شكواها من غلاء أسعارها.

وتضيف: “نصحوني بالحلبة لأنها تدر الحليب، فلدي طفل رضيع.”

ولفت البائع “حاجي” إلى أن “أقدام الزبائن لم تنقطع عن محلات العطارة أبداً بل زادت مع انتشار الجائحة، فقد يجد الناس طلبهم من النباتات التي تساهم في رفع مناعة الجسم وتلك الغنية بالفيتامين-C

“بدورنا كعطارين ننصح الناس بالزهورات والبابونج والميرمية والزنجبيل، فهي منتجات طبيعية مفيدة”، على حد قوله.

مهنة متوارثة

ويلقب السكان البائع “حاجي” بـ “ابن شيخ الكار” في إشارة إلى دخوله عالم العطارة منذ طفولته وتعلمها على يد والده.

وقال البائع لنورث برس: ” المهنة متوارثة في عائلتي منذ 30 عاماً وتحتاج اطلاعاً وخبرة كبيرين في عالم النباتات والأعشاب.”

وتمتلك العائلة مخزنين لبيع الأعشاب، أحدهما في كركي لكي والآخر في مدينة تربسبي (القحطانية) بريف قامشلي.

وكان الناس في عقود سابقة يقصدون جد آماس فيصفون له حالتهم المرضية وأعراضها، ليقوم وفق خبرته بإعداد خلطة تناسب حالتهم.

وكانت تلك الحالات تتوزع على الإسهال والإمساك والسعال والزكام وآلام الأطراف والضغط، حسب ما يروي الحفيد الشاب.

ويحب الشاب مهنته التي تثبت أن “الطبيعة صديقة الانسان مهما عصفت به رياح التطور الطبي والعلاجي”، على حد تعبيره.

ويتابع “حاجي” ممارسة مهنته التي يقول إنها “تطورت مع التقدم ولم تنقرض.”

كما ولمهنة العطارة أسرار متوارثة لتركيبة الخلطات العشبية للتنحيف والتسمين وغيرها، فهناك خطوط عامة يعرفها جميع الناس، وهناك خلطات يحتفظ بها العطارون “كسر للمهنة”، بحسب بائعي أعشاب في كركي لكي.

عقبات

ويواجه العطارون عقبات في أعمالهم مثل ارتفاع سعر صرف الدولار، فبعض الأصناف المستوردة تُشترى بالدولار.

كما أن لفقدان بعض المواد في السوق تأثير على المهنة، ففي ظل انتشار الجائحة العالمية أصبح من الصعب استيراد الأصناف من مصادرها.

 “نشتري غالبية موادنا من الشام وإقليم كردستان العراق مع وجود صعوبات جراء إغلاق المعابر”، بحسب “حاجي.”

وأشار إلى أعشاب نادرة تُطلب ويصعب تأمينها في ظل هذه الظروف كوردة الخزامى والزيتون الاسرائيلي والقسط الهندي الذي يدخل بتركيبات وخلطات خاصة وقد يتجاوز سعر الكيلو منه 50 ألف ليرة.

يتعامل “حاجي” بلطف مع زبائنه ويتبادل أطراف الحديث معهم حول هموم الغلاء وكورونا التي باتت جماعية.

ويضيف أن العطارة لا تقتصر على الأعشاب وفوائدها فقط، وإنما للتوابل حصة في محله.

“نعتمد على الزراعات المحلية كالكمون والكزبرة أما غير ذلك نستورده.”

وإلى جانب التوابل التي تستخدم لتطييب الأطعمة، تتوفر هنا القهوة والبزورات والموالح والمكسرات والزيوت والعسل، والتي اكتسب معظمها أهمية إضافية مع ازدياد الاهتمام بتقوية المناعة.

أسعار غالية

ويعتقد بائعون أن لغلاء أسعار الأدوية دوراً بارزاً في تفضيل الناس للعلاج والتداوي بالأعشاب وتوجههم لمحال العطارة.

وقال محمد أمين علي (55 عاماً)، وهو من سكان بلدة كركي لكي إنه يقصد محال العطارة منذ سنين ويجد فيه كل احتياجاته.

ويهتم “علي”  بالنباتات العطرية التي توسع القصبات وتريح الصدر، إلى جانب مواد تحتوي الفيتامين C.

لكنه يعاني من غلاء أسعار ما يلزمه من أعشاب وتوابل.

ويتفق إبراهيم حاج أمين (٤٢ عاماً)، والذي ورث مهنة بيع الأعشاب من والده، في أن الأسعار غالية، ولا سيما للأصناف المستوردة.

 لكنه يضيف أن إقبال الناس يزداد بسبب الحاجات الصحية والوقاية من بعض الأمراض التنفسية ونزلات البرد في فصل الشتاء

إعداد: سلام الأحمد – تحرير: حكيم أحمد