تفاوت اهتمام فتيات ونساء في دمشق بالمكياج ومختصون يحذرون من مخاطر صحية

دمشق – نورث برس

تتباين مواقف نساء وفتيات في العاصمة دمشق في التركيز على ضرورة استخدام مستحضرات التجميل، بينما يحذر مختصون من أصناف غير آمنة في الأسواق.

ويرى البعض أن الاعتناء بالصحة أهم من الإفراط في استخدام مستحضرات التجميل لدرجة “الوسواس”.

“البشرة أولاً”

وترى الممثلة  صفاء سلطان، في حديث لنورث برس، إن “المكياج كلما كان بسيطاً برز جمال وجه المرأة وتفاصيله أكثر.”

وأضافت: “شخصياً، أجد من الجيد استخدام المكياج بعد المرور بحالة نفسية سيئة أو الخروج من وعكة صحية.”

وتشجع “سلطان” استخدام مستحضرات التجميل باعتدال واختيار المناسب والملائم منها.

وأشارت إلى أن الأهم من وضع المكياج هو الاهتمام بالبشرة، “فشرب كميات كافية من الماء وتناول غذاء صحي، هي أشياء مهمة لإشراق الوجه.”

وعن استخدام المكياج في الفن، قالت الممثلة: “مع تقنيات الإضاءة والتصوير، أصبح من الضروري وجود متخصص يعتني بمكياج الفنانين بما يتناسب مع الإضاءة والتصوير.

وتعتقد “سلطان” أنه “لا توجد أنثى بشعة، أنتِ جميلة لمجرد أنك أنثى، هذه قناعة لا تتغير بالنسبة لي.”

“أصناف غير آمنة”

وقال سامر السليمان، وهو صيدلاني في دمشق، إن غياب الرقابة عن إنتاج مستحضرات التجميل “أدى إلى انتشار منشآت غير مرخصة تقلد المنتجات العالمية وتصنّع أردأ الأنواع.”

وأضاف، في حديث لنورث برس، أن تلك المنشآت تعمد غالباً إلى استخدام سواغ (حامل للمادة اللونية في المستحضر يصنع من مواد زيتية ومائية) يتم إعداده من زيوت رخيصة غير آمنة.

وحذر “السليمان” من أن “تلك الزيوت قد تؤدي إلى سرطانات في الجلد وتصبغات في البشرة وأحيانا تتسبب بعضها بحروق في البشرة.”

وعن توفر مواد تجميلية “غير آمنة” في الصيدليات، قال إن الصيدلاني يتحمل مسؤولية بيع أي مادة لم تحصل على ترخيص صحي، “لكن إنتاج مواد التجميل تحتاج فقط لترخيص صناعي وتجاري.”  

“مكونات غير صحية”

بينما نبه صالح أبو عسلي، وهو صيدلاني يقيم في دمشق أيضاً، إلى مشكلات قد تتسبب بسرطانات وتأثير على الخصوبة بسبب احتواء بعض تلك المستحضرات على استرات وأملاح حمض الفثاليك، “وهي مواد ملدنة تزيد من مرونة ومتانة المواد المستخدمة في العطور والمكياج.”

وأضاف أن مادة الباربينات هي من المواد الحافظة التي تزيد من هرمون الاستروجين الذي قد يؤدي لسرطان الثدي ويؤثر على الإنجاب والوظائف الدماغية.

  ولفت “أبو عسلي” إلى مواد أخرى لم يثبت أنها آمنة الاستخدام كمادة الديوكسان المسرطنة في مواد التجميل والشامبو، ومادة الفورمالدهيد في مقويات الأظافر وبعض منتجات تنعيم الشعر.

ولا يمكن للمختصين كشف جميع مخاطر هذه المستحضرات، بسبب إخفاء بعض مكوناتها والتركيب الكيميائي لبعضها بسبب اعتبارها أسراراً للشركات المصنعة.

“الاهتمام الزائد وسواس”

وكانت منظمة “الباحثون السوريون”، وهي شبكة علمية تتوجه لتوعية المجتمع السوري خصوصاً والعربي عموماً،  قد أطلقت مطلع العام 2019 حملة لمقاطعة المكياج والتوعية بآثاره الصحية والنفسية.

لكن الشبكة واجهت عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي  ردود فعل متباينة من فتيات ونساء دعتهن الشبكة للانضمام للحملة.

وقالت راما شريف، وهي أخصائية بالصحة النفسية، إن “المكياج لا يعد مشكلة إن كان على سبيل التجديد واكتمال الأناقة، لكن المشكلة تظهر في فقدان الفتاة الثقة بنفسها دون استخدامه.”

وأضافت: “بالنسبة لي ليس لدي مشكلة في الخروج دون مكياج، علماً أنني أضع القليل منه من وقت إلى آخر عندما أمتلك وقتاً.”

وتعتقد “شريف” أن إيلاء الأهمية لاستخدام المكياج بطريقة وسواسية يمهد الطريق لمشكلات في ثقة الفتاة بنفسها.

إعداد: مرام العسلي – تحرير: حكيم أحمد