معامل منظفات في منبج تنافس أسعار مثيلاتها المستوردة وتعمل على رفع الجودة
منبج – نورث برس
بجهود فردية وآلات بدائية، تعمل غالبية معامل وورش صناعة مواد التنظيف في مدينة منبج، شمالي سوريا، حيث تنتج أصنافاً من الشامبو ومسحوق الغسيل وسائل الجلي وتطرح منتجاتها في الأسواق بأسعار أقل من المنتجات المستوردة.
وتعتمد بعض المعامل في صناعة المنظفات في منبج على التصنيع اليدوي، عن طريق خلط المواد الأولية إلى التصفية وانتهاءً بمرحلة التعبئة والتسويق.
وقال طارق الحنظل (33 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، إنه يلجأ لشراء احتياجات منزله من مواد التنظيف من معامل صناعة المنظفات بالمدينة لانخفاض أسعارها مقارنة مع أسعار المنتجات المستوردة في الأسواق.
وأشار إلى أنه يشتري الكيلو الواحد من سائل الجلي من المعامل في المدينة بـ 600 ليرة سورية، في حين تباع العبوة (ذات سعة لتر واحد) في الأسواق بألفي ليرة سورية.
ويبلغ سعر الكيلو الواحد من مسحوق الغسيل في المعامل حوالي 1800 ليرة، في حين تباع الكمية نفسها من أصناف مستوردة أو منتجة خارج مناطق الإدارة الذاتية بسعر ثلاثة آلاف ليرة، وفقاً لما ذكره “الحنظل”.
“المعامل الصغيرة وفرت علينا الكثير من المصاريف في ظل ظروف معيشية صعبة نواجهها كعمال، فأجري اليومي لا يتجاوز خمسة آلاف ليرة.”
وتضم مدينة منبج قرابة 15 معملاً وورشة تنتج مواد تنظيف تغطي ثلاثة أرباع حاجة السوق المحلية، بحسب أصحاب تلك المعامل.
ورغم انخفاض جودة بعض هذه المنتجات، يرى سكان في المدينة أن لا فرق كبير بين جودة المنظفات محلية الصنع وبين الواردة من خارج المنطقة، والتي تحتوي أيضاً أصنافاً مقلدة للماركات المعروفة.
وقال حسين اليوسف (45 عاماً)، وهو من سكان مدينة منبج، إن عائلته تحاول “قدر المستطاع” الاقتصاد في استخدام المنظفات بالرغم من انخفاض أسعارها في المعامل.
“عائلتي كبيرة ونحتاج إلى كميات كبيرة من مواد التنظيف وقد تصل تكلفتها إلى 50 ألف ليرة شهرياً، لذا نحاول الاقتصاد في الاستخدام لتتناسب مع دخلنا الشهري.”
من جانبه، وقال جعفر الأحمد (36 عاماً)، وهو صاحب معمل لصناعة مواد التنظيف في مدينة منبج، إنهم يعانون من مشكلة غلاء المواد الأولية التي تباع بالدولار، “لذا نضطر في بعض الفترات لبيع منتجاتنا بمرابح بسيطة لضمان استمرارنا عملنا.”
ويعمل في معمل “الأحمد” أربعة عمال بأجور يومية تصل إلى أربعة آلاف ليرة سورية، ويُفرض عليهم الالتزام بارتداء الكمامات والقفازات أثناء العمل لحماية أنفسهم من التفاعلات الكيميائية التي تنتج عن خلط مواد التنظيف.
وأشار صاحب المعمل إلى أنه كان يعتمد، في بداية افتتاح معمله، على قطعة من الخشب لتحريك المواد الأولية وخلطها، مستعيناً ببعض الفيديوهات التي تعرض على موقع يوتيوب.
لكن “الأحمد” قام مؤخراً بشراء آلة للخلط محلية الصنع وهي عبارة عن محرك كهربائي وأداة للخلط تربط به.
وبحسب حميد حمزة (35 عاماً)، وهو صاحب معمل آخر للمنظفات، فإن إقبال السكان على شراء المنظفات ازداد في الفترة الأخيرة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في المنطقة.
وقال إن السكان يفضلون المنظفات محلية الصنع على المستوردة، “لأن أسعارها منخفضة وجودتها مقبولة.”