سياسي روسي: صمت موسكو على التصعيد التركي بعين عيسى شمال الرقة مصالح متبادلة

إسطنبول ـ نورث برس

أشار محلل سياسي روسي، الأربعاء، إلى أن الصمت الروسي على التصعيد العسكري التركي ضد بلدة عين عيسى شمال الرقة، يأتي في إطار المصالح المتبادلة بين الطرفين.

وشهدت بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي إضافةً لمناطق بريف تل أبيض، تطورات عسكرية متلاحقة خلال الفترة الماضية.

وتمثلت تلك التطورات بمحاولات عناصر من فصائل المعارضة المسلحة، التسلل إلى المحاور التي تتمركز فيها قوات سوريا الديمقراطية، وما رافقها من قصف تركي عنيف على المنطقة.

وتشهد بلدة عين عيسى والقرى المحيطة بها، منذ الأحد الماضي، زيادة في القصف المدفعي من القوات التركية، وفصائل المعارضة المسلحة التابعة لها.

وقال دينيس كوركودينوف، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، لنورث برس، إنه “في مطلع حزيران/ يونيو الماضي، ظهرت أولى المؤشرات على استعداد تركيا، لشن عملية عسكرية جديدة في شمال شرقي سوريا.”

وبدأ الجيش التركي حشد قواته، في محيط بعض المناطق إلى الغرب من مدينة عين عيسى، بالإضافة إلى ذلك عزز بشكل “كبير”، مواقعه في نقاط المراقبة الموجودة في رأس العين وما حولها.

وتقع عين عيسى على الطريق الدولي (M4)، والذي “يعتبر ذو أهمية استراتيجية للمصالح التركية، حيث يوفر سهولة الوصول إلى مدينتي الرقة ودير الزور”، بحسب المحلل السياسي الروسي.

وأضاف: “حجج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن تركيا لها الحق في مدينة عين عيسى، لا أساس لها من الصحة.”

ووفقًا للاتفاقيات الروسية ـ التركية “تعتبر عين عيسى منطقة خالية من السيطرة التركية”.

وتضم بلدة عين عيسى نقاطاً لقوات الحكومة السورية وقاعدة للقوات الروسية، أنشئت عقب تفاهمات مع قوات سوريا الديمقراطية العام الماضي إبان الغزو التركي لشمالي سوريا.

وتم توفير حراسة المركبات المدنية، على طريق الـ M4بين مدينتي عين عيسى وتل تمر من قبل عسكريين روس منذ 25 أيار/ مايو الماضي.

وقال المحلل الروسي إن “التزام روسيا الصمت، حتى الآن، في ظل القصف التركي يتلخص في أنها تعتبر أولويتها في سوريا هي منطقة إدلب فقط.”

وربط “كوركودينوف” ما يحصل في شمال شرقي سوريا بما تم الاتفاق عليه في قرة باغ.

ويرى أنه ربما توصل الطرفان الروسي والتركي لاتفاق يفيد بأن تركيا تلتزم بعدم خلق مشاكل لقوات حفظ السلام الروسية في قرة باغ، مقابل صمت روسيا على تحركات تركيا في شمال شرقي سوريا.”

ويضيف: “الاضطرابات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة الناجمة عن انتقال السلطة الرئاسية، من دونالد ترامب إلى جو بايدن، تخلق ظروفاً لتصعيد النزاعات حول العالم.”

وتحاول تركيا، بحسب “كوركودينوف”، استغلال الموقف لصالحها، من خلال شن هجوم عسكري في شمال شرقي سوريا، اعتقاداً منها أن الرئيس الأميركي الجديد لن يجرؤ على بدء فترة رئاسته، بحملة عسكرية في سوريا.”

وأشار إلى أنه “قد يتغير الوضع بشكل كبير بعد تنصيب جو بايدن في أوائل كانون الثاني/ يناير 2021، وسيتلقى رئيس البيت الأبيض تفويضاً مطلقاً لاستخدام القوة العسكرية.”

وسيضطر أردوغان إلى “إيقاف عمليته العسكرية مؤقتاً، ضد قوات سوريا الديمقراطية في بداية عام 2021 ، في انتظار رد فعل من واشنطن”.

وتوجد قاعدة عسكرية روسية تعمل الآن في عين عيسى، في حين يتمركز جنود أميركيون في دير الزور، “وقد يشكل الهجوم التركي تهديداً لمصالح روسيا والولايات المتحدة”، بحسب المحلل السياسي.

ويرى دينيس كوركودينوف، رئيس المركز الدولي للتحليل والتنبؤ السياسي، أنه “لم يُسمح لتركيا بشن حملة عسكرية واسعة النطاق، في محيط عين عيسى، وعلى الأرجح سيقتصر هجوم الأتراك، على مواقع ثانوية بعيداً عن الطريق”.

وقال مصدر من فصائل الجيش الوطني، ويدعى “أبو عبادة الإدلبي”، لنورث برس، إنه “يمكن لطرفي أستانا استغلال الانشغال الأميركي بالانتخابات الرئاسية، والتصعيد في عدة مواقع شمالي شرقي وغربي سوريا.”

ويأتي أي تحرك لأحد الطرفين (روسيا ـ تركيا) في سياق تنفيذ تفاهمات بينهما، حسبما يرى “الإدلبي”.

وأضاف: “ربما يكون هناك مقايضة ما في تعديل خرائط سيطرة الطرفين، أنقرة تريد توسيع نفوذها في عين عيسى، وعلى كامل الشريط الحدودي.”

وتعتبر موسكو “السيطرة على جبال الساحل، وجسر الشغور مهمةً جداً، لأنها ستؤمن لها منطقة كسب”، بحسب المصدر.

وقال “الإدلبي”: إنه “جرت العادة أن أي سيطرة جديدة لتركيا في شمال شرقي سوريا تؤثر سلباً على مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا.”

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي