دبلوماسي عراقي: سحب القوات الأميركية لا يعني التخلي عن الأهمية الاستراتيجية لبغداد

القاهرة – نورث برس

قال غازي فيصل حسين دبلوماسي عراقي، الثلاثاء، إن “سحب القوات الأميركية من بغداد لا يعني التخلي عن الأهمية الاستراتيجية لهذه العاصمة.”

وقال “حسين” والذي يشغل منصب مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية حالياً، إن “إعلان إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الاتجاه لسحب جانب من القوات الأميركية من العراق وأفغانستان، جاء ليثير جدلاً واسعاً بين الخبراء والمختصين.”

وتباينت الآراء، بين التأييد والاعتراض على القرار، “للاعتقاد بأن مغادرة القوات الأميركية ستؤدي لعودة المنظمات الإرهابية بقوة، خصوصاً دولة الخلافة الإسلامية والقاعدة وغيرها، وبما يهدد الأمن والاستقرار في العراق والشرق الأوسط.”

ولفت “حسين” في حديث لنورث برس إلى أن باراك أوباما كان قد أعلن في برنامجه الانتخابي، سحب الجنود الأميركيين من العراق، “وبالفعل انسحب الجيش الأميركي، وقوات التحالف الدولي من العراق عام 2011.”

وأضاف: “بعد فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة عام 2017، وجه انتقادات لاستراتيجية الحرب على أفغانستان والعراق، وحروب الشرق الأوسط، التي كلفت الميزانية الأميركية 7.5 ترليون دولار.”

وبسبب التكلفة المرتفعة لحروب الشرق الأوسط، بحسب الدبلوماسي العراقي، قرر ترامب “تبني استراتيجية للخروج من أفغانستان، وإبرام اتفاق مع طالبان، واعتمد خطة لخفض تدريجي للقوات الأميركية، في قاعدة عين الأسد وقاعدة حرير في العراق.”

أهداف التواجد الأميركي

قال الدبلوماسي العراقي إن “تواجدت القوات الأميركية في العراق في عام 2014، كان لتحقيق هدفين، الأول: للتدريب وتقديم المشورة والمساعدة على تطوير القدرات التسليحية والدعم اللوجستي والاستخباري للقوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي.”

واستمرت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي، في تدريب القوات العراقية وتنفيذ ضربات جوية، وعمليات مراقبة بطائرات من دون طيار لمنع عودة عناصر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

ويتمثل الهدف الثاني بحسب “حسين”، في “مواجهة التهديدات الإرهابية واستمرار الحرب على الخلايا والبؤر الإرهابية في العراق.”

واستدل “حسين” بتصريحات سابقة لجوناثان شرودن، الخبير في الشؤون العسكرية، الذي قال إن الولايات المتحدة “ستتخلى عن مهمة التدريب، وستركز فقط على مكافحة الإرهاب.”

ولفت الدبلوماسي العراقي إلى أن الولايات المتحدة لن تنسحب كلياً من العراق، بل ستبقي على قدرٍ من التواجد العسكري في العراق من خلال اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية.

بالإضافة إلى انتشار 45 قاعدة عسكرية أميركية و80 ألف جندي في منطقة الشرق الأوسط، خصوصاً في تركيا والكويت والبحرين وقطر ودولة الإمارات.

وقال “حسين” إن “سحب القوات الأميركية، لا يعني بالضرورة التخلي عن الأهمية الاستراتيجية للعراق، في الشرق الأوسط والخليج العربي.”

وأضاف: “هذا يعني أن الولايات المتحدة الأميركية، تستطيع العودة لإعادة نشرٍ للقوات وبشكل واسع، لضمان مواجهة التهديديات المحتملة لأمن الشرق الأوسط والخليج.”

وأصبح للقوات المسلحة الأميركية الخبرة الكافية للتعامل مع الأوضاع والتهديدات الأمنية في العراق، بحسب “حسين”.

سياسة جو بايدن

قال مدير المركز العراقي للدراسات الاستراتيجية إن “سياسات ترامب اتسمت بالراديكالية في الشرق الأوسط، خصوصاً الملف الباليستي والنووي الإيراني كما تعامل مع الملف العراقي بمواجهة الأحزاب والمليشيات الإيرانية.”

ومن المتوقع أن يذهب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن “لاعتماد استراتيجية أميركية تعتمد الخيار الدبلوماسي السياسي المتعدد الأطراف”، بحسب “حسين”.

كما يسعى بايدن للانفتاح على الاتحاد الأوروبي “للسعي لعودة طهران إلى طاولة المفاوضات، لإعادة رسم الخارطة السياسية في الشرق الأوسط والخليج العربي.”

وفي تقرير سابق لـ”حسين” قال إن “هذه منطقة يتوقع أن تعيد إدارة بايدن تركيز السياسة الأميركية فيها على قضايا، مثل إيران، وأن تدفع باتجاه احترام حقوق الإنسان في أنحاء المنطقة.”

ويتطلب هذا اعتماد الإدارة الأميركية الجديدة استراتيجية لبناء السلام والأمن والاستقرار، لمواجهة الأزمات والحروب في سوريا والعراق واليمن وشمال إفريقيا، بحسب “حسين”.

وينوي بايدن بحسب ما صرح في وقت سابق، إلى العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، والاتفاق مع طهران والانخراط معها دبلوماسياً بقضايا أخرى إذا عادت للامتثال الكامل.

وسيتعين على بايدن “التعامل مع مجموعة من القضايا المعقدة، والحروب المستمرة في مواجهة المنظمات الإرهابية، ومواجهة التهديدات التي تتعرض لها القوات الأميركية في العراق.”

وشدد “حسين” على أنه “من غير المحتمل العودة إلى الدبلوماسية الأحادية، والانفراد بالقرارات التي اعتمدت من قبل الرئيس دونالد ترامب، وهذا يعني ضرورة حماية المصالح الاستراتيجية الأميركية في العراق، ومنطقة الشرق الأوسط.”

إعداد: محمد أبوزيد – تحرير: محمد القاضي