مبادرة تطوعية في دمشق لمساعدة طلاب مكفوفين عبر تحويل كتب مقررة إلى صوتيات

دمشق – نورث برس

قال قائمون على مبادرة لتسجيل الكتب صوتياً للمكفوفين وضعاف البصر إن عدد المستفيدين من المبادرة من طلاب مدارس وجامعين تجاوز بعد أربعة أعوام على انطلاقتها 500 شخص على مستوى سوريا.

وكانت مبادرة “من القلب للقلب” قد انطلقت في أيلول/ سبتمبر عام 2016، معتمدة على جهود متطوعين بشكل مجاني.

وأنهى فريق المبادرة حتى الآن تسجيل 70 بالمئة من المناهج الدراسية السورية لكافة الصفوف، وخلال أقل من شهر سينتهي تسجيل كافة مناهج الصفوف الدراسية، بحسب مطلقي المبادرة.

وتقوم فكرة المبادرة على  تسجيل الكتب المدرسية والمحاضرات الجامعية المقررة صوتياً، وإرسالها لطلاب مكفوفين وضعاف بصر كي يتمكنوا من مُتابعة تحصيلهم العلمي، بحسب القائمين على المبادرة.

توفير جهد

وقال إبراهيم الغولان، وهو طالب  قسم علم اجتماع في جامعة دمشق ويقيم في المدينة الجامعية، إنه يتواصل منذ عامين مع القائمين على المبادرة للحصول على المحاضرات الخاصة بقسمه.

وأشار إلى أنه تمكن من الترفع إلى سنة ثانية، “فالمبادرة اختصرت علي الوقت والجهد، كنت سابقاً أطلب من الآخرين أن يقرؤوا لي بعض الكتب والمحاضرات حتى أتمكن دراستها.”

ويعمل ضمن المبادرة أكثر من 200 متطوع من مختلف المناطق السورية الخاضعة للسيطرة الحكومية، بالإضافة إلى متطوعين سوريين مغتربين وآخرين من الأردن ومصر وفلسطين، بحسب القائمين على المبادرة.

ومعظم هؤلاء المتطوعين هم مدرسون وإعلاميون ومحامون ومهندسون وآخرون غيرهم.

وقالت ندى الربيعي، وهي طالبة جامعية من مدينة دمشق، إنها تعتمد على المبادرة منذ أن كانت في الصف العاشر، “وها قد أصبحت اليوم في العام الأول من دراستي الجامعية بعد أن استفدت من المبادرة.”

وأشارت الطالبة إلى الجهود التي يقوم بها المتطوعون وتعاونهم المرن في كل مراحل العمل، “رغم أن العمل تطوعي وبدون مقابل فهم متعاونون ومرنون في عملهم على تسجيل الكتب وإيصالها.”

من جانبها، قالت والدة الطالبة ندى إن المبادرة وفرت عليها الوقت والجهد حيث كانت في السابق تقوم بتسجيل الكتب لابنتها، “وكان هذا يتطلب وقتاً طويلاً على حساب واجباتي العائلية الأخرى.”

بدورها، قالت نور قاسم، وهي صحفية ومؤسسة المبادرة التي تقيم في دمشق،  لنورث برس، إن المُبادرة لاقت إقبالاً واسعاً، حيث يتم تسجيل الكتاب حسب طلب الطالب المستفيد، إلى جانب تسجيل المناهج الدراسية لكافة الصفوف.

“هنالك آليّة مُحدّدة للتسجيل الصوتي، إضافة لوجود تقييم من مكفوفين مختصين بشأن التسجيلات.”

ويخضع المتطوع لتقييم صوتي، بحيث تكون الألفاظ واضحة وجيدة وصوت مقبول للمستمع الكفيف، وذلك من خلال إشراف مدرسين مكفوفين ويتم مراقبة المتطوعين فترة قصيرة للتأكد من حسن أدائهم، بحسب قول “قاسم”.

ويقسم فريق المبادرة إلى قسمين؛ يقوم أولهما بتسجيل الكتب والمحاضرات بينما يعمل القسم الثاني على تسليمها للمكفوفين بالطريقة التي يجدونها مناسبة، إما عن طريق تطبيق واتس آب أو روابط درايف.

كما يقوم القائمون على المبادرة بالتواصل مع جمعيات المكفوفين في سوريا لإرسال التسجيلات إليهم للاستفادة منها.

“سعادة وإنجاز”

وانضمت المتطوعة منال حميدان، وهي مهندسة في مشروع تطوير الثروة الحيوانية بمحافظة السويداء، للمبادرة منذ ثلاثة أعوام ونصف.

وبدأت “حميدان” أولاً كمتطوعة لتسجيل الكتب، ثم انتقلت إلى قسم التوزيع، أي استلام الكتب وإيصالها  للتسجيل لتقوم بعدها بإيصالها للمستفيدين.

وأشارت إلى أنهم يعانون من مشكلات في ضعف الاتصال بالإنترنت وانقطاعه، إضافة إلى مشكلات انقطاع الكهرباء.

وعبرت المتطوعة عن سعادتها في العمل ضمن فريق المبادرة، “عندما يخبرنا الكفيف إنه نجح في الامتحانات نشعر بسعادة ونعتبر هذا إنجازاً لنا، لأننا استطعنا أن نحقق هدفنا عبر تقديم  خدمة لأشخاص محتاجين.”

إعداد: اوس حمزة – تحرير: سوزدار محمد