واشنطن – هديل عويس – NPA
تستضيف مدينة القدس اجتماعا أمنيا ثلاثيا يضم كلا من روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر، لبحث مواجهة التهديدات الإيرانية في سوريا.
وسيحضر القمة مسؤولو الأمن القومي في البلدان الثلاثة.
وفي مكالمة هاتفية أجراها مسؤول من البيت الأبيض مع الصحفيين في واشنطن قال إن هدف الاجتماع هو التأكيد على ضرورة عزل إيران وإخراج قواتها من سوريا وأن الولايات المتحدة ترغب بسماع مقترحات روسيا في هذا الصدد.
وبهذا الخصوص يقول نيكولاي جانديرسون، المحلل السياسي مؤسس معهد (تحليلات الشرق الأوسط) لـ”نورث برس” إن قرب روسيا من الأسد لا يعني أنها ستربط مصيرها بإيران، فرغم إدراك إسرائيل والولايات المتحدة تمسك روسيا بدعم الحكومة السورية لوجودها في سوريا، إلا أن روسيا جادة في وعودها لطرد إيران من سوريا كما أن الجديد هو أن القوة الجوية الروسية قد تدخل على خط المهاجمين لميليشيات إيران على الأرض السورية.
مضيفاً “من أهم أهداف روسيا في سوريا أيضاً هي أن تحقق الولايات المتحدة انسحابها وتترك سوريا ساحة منفردة لروسيا، و في هذا الإطار تسعى روسيا لإثبات نفسها لإسرائيل كلاعب صديق وضامن لأمنها في وجه القوات الإيرانية وهذا قد يتطور إلى ضربات روسية مركزة ضد إيران لإعاقة حركتها في سوريا.”
وعدا عن إرضاء إسرائيل والرغبة برؤية الولايات المتحدة تنسحب، يقول نيكولاي “إن روسيا متعطشة للحصول على صفقات الطاقة السورية من الحكومة السورية، بحيث تصبح سوريا نقطة عبور للطاقة الروسية إلى الشرق الأوسط وآسيا.”
تنسيق أمني
ويرى نيكولاي أن التعاون الأمني بين موسكو وواشنطن هو الأكثر حظوظاً في سوريا على المدى القصير والمتوسط على الأقل إذ يعتبر الطرفان إيران عدو مشترك وعلى الرغم من التوترات التقليدية إلا أن ترامب يثني باستمرار على دور بوتين.
مردفاً “روسيا وإيران من ألد الخصوم في سوريا، والولايات المتحدة وروسيا تدركان جيداً أنه الوقت لإخراجها، حيث يكشف عن توجه روسي للضغط على الأسد لإدخال شركات عسكرية روسية خاصة لتحل محل القوات الإيرانية على الأرض مثل مجموعة “وانغر” الروسية، التي استخدمتها روسيا في الماضي لتأمين الوضع في مناطق من أفريقيا.
أين تركيا؟
يقول نيكولاي جانيرسون، أن كلا من روسيا وتركيا طورتا العلاقة السابقة المهلهلة لإرسال رسائل سياسية إلى واشنطن وهذا يتضمن كل شيء حتى شراء منظومة اس-400 ليس لتفوق المنظومة ولكن لتهديد الولايات المتحدة وتقديم طلبات معينة من واشنطن.
ويضيف؛ تبقى تركيا بحاجة ماسة إلى روسيا في سوريا، لأن تركيا ترغب بالنفوذ في سوريا حتى وإن تطلب الأمر وساطة روسية للمصالحة مع الأسد.
إسرائيل والقمة
من الجانب الإسرائيلي؛ استخف الصحفي باراك رافيد المعارض لحكومة نتنياهو، في تغريدة له على تويتر، بأهمية هذه القمة الأمنية حيث رأى في الاجتماع الأمني الذي ستحضره واشنطن وموسكو، استعراضاً سياسياً لا غير ودعاية انتخابية مجانية لنتنياهو قبل إعادة الانتخابات التي فاز بها نتنياهو بفارق ضئيل جداً ولكن فشل في تشكيل الحكومة ما دعا إسرائيل لأول مرة في تاريخها إلى إعادة الانتخابات.
وأشار رافيد إلى استخدام نتنياهو هذا الاجتماع ونجاحه في جمع الروس والأمريكيين لبحث مخاطر إيران وحماية أمن إسرائيل كدعاية في حملته الانتخابية حيث وصف نتنياهو الاجتماع بـ”الغير مسبوق”.
من جانبها كتبت الكاتبة الروسية كاتيا زاشولي على حسابها في تويتر، “هذا هو التحالف الجديد في الشرق الأوسط، قد يفاجئكم ولكنه سيقوم بالإنجازات التي عجزت عنها التحالفات السابقة”.
وأشار مركز أبحاث الدراسات الأوروبية في بروكسل إلى أن روسيا تملك مصالح كبرى مع إسرائيل، وأن نتنياهو هو من حمى الإرث الروسي والإنجازات الروسية في سوريا وأقنع الولايات المتحدة بالاستمرار بضرورة عدم شن حملات مناهضة للحكومة السورية والنفوذ الروسي، كما أن روسيا ترى اليوم في الرضا الإسرائيلي عن وجودها في سوريا، والحاجة الإسرائيلية لموسكو عاملا أهم بكثير من حفاظها على الشراكة مع القوات الإيرانية المتواجدة على الأرض إذ انتهت تقريباً الصراعات العسكرية المحتدمة.