تركيا تخفف من لهجتها.. أردوغان: نهدف لبناء مستقبل مع أوروبا

إسطنبول – نورث برس

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في بيان، أمس السبت، إننا “نرى أنفسنا في أوروبا وليس في مكان آخر، ونهدف لبناء مستقبل معها، ونريد أن نكون في حالة تعاون أقوى مع أصدقائنا وحلفائنا.”

ويأتي كلام أردوغان بالتزامن مع التصريحات التي أطلقها قادة الاتحاد الأوروبي عقب اجتماع عقدوه، الخميس الماضي، قالوا فيه إنهم “سيبحثون مسألة تركيا في اجتماعهم القادم نهاية العام الجاري.”

وقال متحدث الرئاسة التركية إبراهيم كالن، خلال زيارة أجراها إلى بروكسل، الجمعة الماضي، إن “تركيا تعتبر عضويتها في الاتحاد الأوروبي أولوية استراتيجية.”

ودعا زعماء أوروبا للنظر إلى العلاقات مع أنقرة “من منظور استراتيجي.”

وأضاف أن على الاتحاد الأوروبي “اتخاذ خطوات ملموسة في ملفات عديدة، مثل تحديث الاتحاد الجمركي، واتفاقية طالبي اللجوء، وإعفاء الأتراك من شرط التأشيرة، والحوار السياسي.”

ودعا كالن إلى ابتكار أفكار جديدة من أجل حل عادل ودائم في قبرص، وأشار إلى استعداد تركيا “لبدء لقاءات استكشافية مع اليونان.”

وقال جواد غول وهو صحفي مختص بالشأن التركي لنورث برس: إن “التوجه التركي اليوم وبعد الأوضاع الاقتصادية، ونزيف الليرة الحاد هو تصفير المشاكل.”

و”تخشى” تركيا بحسب “غول” من “أي ضغط جديد أوروبي أو غربي على اقتصادها من خلال نية الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات قادمة عليها.”

وأضاف أن “أردوغان ومنذ فترة طويلة يحاول أن يكون لتركيا موطئ قدم في الاتحاد الأوروبي، وفي كل مرة تتعثر تلك المحاولات.”

ويسعى أردوغان اليوم لإعادة حساباته بشكل واضح، “وربما نشهد تقديم تنازلات تركية في العديد من الملفات لأن هذه الفترة ليست كما قبلها”، بحسب “غول”.

وأشار إلى أن “العقوبات ستزيد من الضغط على تركيا، بينما سياسة تصفير المشاكل ستخفف كثيراً عن كاهل تركيا.”

ويرى الصحفي أنه من هذا المنطلق “أرسل أردوغان، المتحدث باسم الرئاسة التركية إلى بروكسل حاملا معه العديد من الرسائل والمقترحات.”

وبدأ في الفترة الأخيرة الاتحاد الأوروبي يعرب عن سخطه من التحركات الأحادية الجانب من الطرف التركي، خاصة في منطقة شرقي المتوسط وإرسال السفن العسكرية بحجة التنقيب.

وزاد هذا الأمر من حدة التوتر بين تركيا والاتحاد الأوروبي من جهة، وبين تركيا واليونان من جهة أخرى.

وقال رجب مندريس المختص بالعلاقات الدولية لنورث برس، إن “تركيا بدأت تستشعر خطورة الموقف وقرب عزلها دولياً.”

وتحاول تركيا “فتح قنوات جديدة ومد يدها للمصالحة سواء مع دول الاتحاد الأوروبي، أو حتى مع أميركا والسعودية.”

وأشار “مندريس” إلى أن “لهجة الرئيس أردوغان بدت مختلفة تماماً عما كانت عليها سابقاً، وكل المؤشرات تدل على أن الإصلاحات الاقتصادية التي دعا إليها أردوغان تبدأ من سياسة تصفير المشاكل.”

ويرى المختص بالعلاقات الدولية، أن الأيام القادمة “سنصل إلى ملفات أخرى ومنها الملف الليبي وملف منطقة إدلب السورية، وحتى ملف شرقي العراق وأيضاً ملف أذربيجان.”

ويعتمد نجاح المساعي التركية في “تصفير المشاكل”، على “حجم التنازلات التي ستقدمها تركيا، وهي شديدة التعقيد على اعتبار الملفات المرتبطة بها”، بحسب رجب مندريس المختص بالعلاقات الدولية

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي