18 ألف عائلة تسكن مجاناً في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب

 حلب- نورث برس

قالت الإدارة المدنية بأحياء الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب شمالي سوريا، إن عدد من يستفيدون من قرار منع تأجير ورهن المنازل الفارغة في تلك الأحياء وصل حتى الآن إلى  18ألف عائلة نازحة أو ذات دخل محدود من مناطق سورية مختلفة.

وتقوم الإدارة المدنية في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية بتأمين مساكن مجانية للنازحين، إضافة لبعض ذوي الدخل المحدود بهدف “تخفيف الأعباء الاقتصادية عنهم.”

وفي حال قدوم صاحب المنزل، فإن لجان الإدارة تتأكد من ملكيته للمنزل من خلال طلب بيان قيد عقاري للمناطق المنظمة، وشاهدين من سكان الحي الأصليين وعقد بيع وشراء بالنسبة للمناطق العشوائية، لتسليم أملاكه له.

ويعتبر حي الشيخ مقصود شرقي حياً منظماً ولجميع العقارات فيه وثائق ملكية رسمية، بينما يعتبر حي شيخ مقصود غربي منطقة مخالفة ليس لأصحاب المنازل فيها أي سندات تمليك رسمية.

“مأوى مجاني”

وقال نجيب رشو (35 عاماً)، وهو مهجر من منطقة عفرين، شمال غرب سوريا، إنه ترك منزله وجميع أغراضه في عفرين عندما فر من الهجمات التركية ونزح إلى حي الأشرفية بمدينة حلب حيث يسكن الآن في منزل قدم له كومين الحي مجاناً.

ورأى المهجر أن تقديم منازل مجانية للعائلات النازحة “خطوة جيدة، وخاصة أننا لا نمتلك إمكانات استئجار منزل.”

وتعيش 22 ألف عائلة (تضم ما يقارب 80 ألف شخص) في أحياء الشيخ مقصود والأشرفية، بحسب تصريح سابق لرئيس لجنة العلاقات في مجلس سوريا الديمقراطية في حلب بدران حمو.

وكانت هذه الأحياء الشعبية قد شهدت نزوحاً بأعداد كبيرة أثناء تصاعد الاشتباكات في مدينة حلب عام 2012، لتفرغ العديد من المنازل من سكانها.

وأصبحت تلك المنازل في مرحلة لاحقة ملجأً لسكانٍ من داخل المدينة وخارجها بعد توفّر أمان نسبي فيها عقب خروج فصائل المعارضة المسلّحة عام 2016 من الأحياء الشرقية بمدينة حلب.

وكانت معظم العائلات الوافدة تعتمد على علاقات القرابة والمعرفة مع أصحاب المنازل، قبل أن تقوم الإدارة المدنية بتنظيم العملية عن طريق إحصاء المنازل الفارغة وتوثيق مالكيها وما تحتاجه من ترميم لتصبح صالحة للسكن.

وتضم تلك الأحياء عائلات عربية ومسيحية، إلى جانب غالبية سكانها من الكرد الذين يتحدر معظمهم من منطقة عفرين بريف حلب الشمالي.

“حقوق المالك”

وقال خليل مندو، وهو الرئيس المشارك لكومين “الشهيد ريبر” في إحدى حارات الشيخ مقصود شرقي، لنورث برس، إنهم لا يعتمدون على أي عقود إيجار أو رهن، “فجميع العائلات تسكن مجاناً، وذلك لمساعدة النازحين وخاصة من تم احتلال مناطقهم.”

وأشار “مندو” إلى أن منح منازل مجانية للسكن يتم من خلال ضوابط وإجراءات معينة يقومون بها “بغية صَون حق المالك الحقيقي والساكن في الوقت نفسه.”

وتقوم كومينات أحياء الشيخ مقصود والأشرفية أثناء منحها سكن مجاني لأحد الأشخاص بتشكيل لجنة لجرد موجودات المنزل بغية تسليمها من قبل المقيم في المنزل لمالكه الأساسي في حال قدومه.

وذكر الرئيس المشارك لكومين “الشهيد ريبر” أنه في حال قدوم المالك الأساسي، فإنهم يمنحون المقيم في المنزل أسبوعين لإخلائه “وذلك بعد قيامنا بتأمين منزل بديل له.”

أما في حال قام المقيم في المنزل بإجراء إصلاحات في المنزل وقدم المالك الأساسي، فإن كومين الحي يقوم بتشكيل لجنة مؤلفة من ثلاثة إلى خمسة أشخاص، إضافة لأحد ذوي الخبرة لتقدير المصاريف.

ويقوم صاحب المنزل الأصلي بدفع مصاريف الترميم للعائلة المقيمة فيه بعد خروجها من المنزل.

“أقرباء المالك”

ويحق لأقرباء مالك العقار من الدرجة الأولى والثانية المطالبة بالمنزل، “ولكن بغية الإقامة فيه حصراً ويشترط عدم امتلاكهم لمنزل آخر سواء أكان في الحي أو خارجه وإحضار عقد الإيجار للمنزل الذي يقيمون فيه في حال سكنهم في أحياء خاضعة للسيطرة الحكومية،” بحسب “مندو”.

وأشار إلى أنهم كلجان كومينات قاموا بتنظيف جميع المنازل المهجورة في أحياء الشيخ مقصود شرقي “لتخفيف العبء عن الساكن.”

وكانت بلدية الشعب برفقة لجان كومينات أحياء الشيخ مقصود شرقي قد قامت خلال، شهر أيار/ مايو الماضي، بحملة تنظيف لجميع المنازل التي هاجر أهلها أو نزحوا إلى خارج الحي خلال سنوات الحرب ولم يعودوا إليها حتى الآن.

بدوره، قال مصطفى محمد علي، الرئيس المشارك للجنة عقود السكن لأحياء الشيخ مقصود والأشرفية إنهم يستقبلون العائلات من جميع المكونات والأعراق، “ولكن وفق آلية محددة.”

هذا ويتم منح عقود سكن بعد التأكد من استيفاء جميع الشروط كاعتباره نازح أو من ذوي الدخل المحدود ولا يملك منزلاً أو لديه أقرباء يقيمون في الحي، بحسب ما ذكره “محمد علي”.

وأشار إلى أنه يتم رفض طلب أي شخص لديه منزل في الأحياء الخاضعة للسيطرة الحكومية ويقوم بتأجيره، بالإضافة للأشخاص الذين يمكن أن يشكلوا “تهديداً للأمن والسلم الداخلي في هذه الأحياء.”

وأضاف “محمد علي” أن رفض طلبات البعض ماهي إلا لمنع استغلالهم لمجانية السكن في وقت يمتلكون فيه منازل يتم تأجيرها في أحياء أخرى، “لأن غايتنا هي مساعدة النازحين الذين تركوا كل شيء وراءهم أو ذوي الدخل المحدود الذين لديهم أعمال هنا ولا يملكون منزل.”

إعداد: زين العابدين حسين- تحرير: سوزدارمحمد