تدريبات عسكرية إسرائيلية لمواجهة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة

رام الله ـ نورث برس

أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، عن بدء تدريبات عسكرية لتحسين “قدراته واستعداداته” لمواجهة الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وقال الجيش في بيان نشره بحسابه الرسمي على موقع تويتر: “بدأ اليوم تمرينٌ قيادي لتحسين قدرة واستعداد القيادة الجنوبية، لسيناريوهات القتال في قطاع غزة بمشاركة القوات النظامية والاحتياط.”

ومن المقرر أن يستمر التدريب حتى الأربعاء المقبل، وتم التخطيط له بشكل مسبق كجزء من التدريبات المقررة لعام 2020، بحسب البيان.

ويأتي التدريب “المفاجئ”، الذي بدأ بإشراف هيئة الأركان العامة، بحسب البيان، لفحص جاهزية “فرقة غزة” على الدفاع متعدد الجبهات في مواجهة سيناريوهات متنوعة.

و”فرقة غزة” هي فرقة عسكرية تابعة للقيادة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، تعمل في نطاق قطاع غزة والمنطقة المحيطة به.

وسيتابع رئيس الأركان أفيف كوخافي، الذي يخضع للحجر الصحي، التدريب عن بعد من خلال وسائل اتصالات عسكرية “سرية”.

وهذا هو التمرين الخامس في سلسلة اختبارات الجهوزية برئاسة رئيس أركان الجيش للعام، بحسب البيان.

تصعيد بين القطاع وإسرائيل

وفي السياق العسكري، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد، أنه فتح تحقيقاً في إطلاق قذيفة من دبابة دون تصريح، باتجاه موقع داخل قطاع غزة.

وجاء ذلك رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع أمس السبت، وفق ما أوردته هيئة البث الرسمية.

وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، في ساعة مبكرة من فجر الأحد، غارات على مواقع متفرقة في قطاع غزة.

وأغارت طائرات إسرائيلية على عدة أهداف تابعة لحماس في قطاع غزة، رداً على إطلاق قذيفة صاروخية من القطاع، بحسب ما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان.

وقالت هيئة البثّ الإسرائيلية، إن الصاروخ سقط فوق مصنع بمدينة عسقلان (جنوب) وألحق أضراراً بأحد المخازن، دون وقوع إصابات بشرية.

ويأتي التصعيد بين إسرائيل وقطاع غزة، بعد أن أعادت السلطة الفلسطينية علاقاتها مع إسرائيل بعد ستة أشهر من تجميدها رداً على مخطط “الضم” الإسرائيلي لمناطق في الضفة الغربية.

وبموازاة ذلك، أعادت السلطة في رام الله سفيريها إلى الامارات والبحرين بعد سحبهما في وقت سابق، احتجاجاً على تطبيعهما مع إسرائيل.

وقال سياسي فلسطيني من أراضي 48، إنه قد بعث “رسالة نُصح” إلى رئيس السلطة محمود عباس، “يحذره فيها من الردود العاطفية التي توتر العلاقة مع الدول العربية مثل الإمارات والبحرين حتى لو أخطأت الأخيرتان.”

وقال السياسي لنورث برس: “دعوت أبو مازن قبل فترة إلى عدم القطيعة مع أي دولة عربية، وأن يوقف خطواتٍ من شأنها أن تضر بالشعب الفلسطيني.”

وتحدث عن دور بارز لرئيس الحكومة الفلسطينية محمد شتية ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج في عودة العلاقة مع إسرائيل وإعادة سفيري فلسطين إلى الإمارات والبحرين.

والأسبوع الماضي، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، إن صفقة القرن ستغادر البيت الأبيض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وجاء ذلك خلال جلسة حوارية مع مجلس العلاقات الخارجية الأميركي، الثلاثاء الماضي، عبر تقنية الاتصال المرئي،‏ وفق بيان صادر عن مكتب أشتية.

وقال رئيس الوزراء الفلسطيني إن “صفقة القرن التي قدمها ترامب، والتي لا تلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، ستغادر البيت الأبيض معه.”

وأطلق ترامب خطته “صفقة القرن”، في كانون الثاني/ يناير الماضي، ويقول الفلسطينيون إنها “تشطب أي أفق لقيام دولة فلسطينية مستقبلية وتبقي القدس تحت سيطرة الاحتلال.”

وأضاف اشتية: “نأمل من الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة جو بايدن أن تدعم حل الدولتين.”

وأشار إلى أن المطلوب من إسرائيل “الموافقة على عقد مؤتمر سلام برعاية دولية، أو استئناف المفاوضات من حيث توقفت، أو احترام الاتفاقيات الموقعة والالتزام بها.”

وتوقفت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ نيسان/ أبريل 2014. لعدة أسباب بينها رفض إسرائيل إطلاق سراح معتقلين قدامى، ووقف الاستيطان.

وقال اشتية: “السلام مع الفلسطينيين هو الذي ينهي الصراع وليس التطبيع مع العرب.”

واعتبر تطبيع عدد من الدول العربية “انتهاكاً لمبادرة السلام العربية وعدم احترامها.”

ووقعت الإمارات والبحرين مع إسرائيل، منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، اتفاقيتين لتطبيع العلاقات، بالبيت الأبيض، فيما أعلن السودان موافقة مبدئية على المضي في خطوة مماثلة مع تل أبيب.

“صفقة القرن نوقشت سراً”

وقالت مصادر سياسية من داخل فلسطين لنورث برس، الأحد، إن صفقة القرن التي أعلنها ترامب “لم تكن فعلياً صنيعة إدارته.”

وأشارت المصادر المطلعة إلى أن ترامب تبنى نتاج ما كان يدور في غرف مغلقة من نقاشات سرية بشأن تقييم أطراف دولية في السنوات الأخيرة لمبدأ حل الدولتين (المبني على الشرعية الدولية).

وبرزت أصوات دولية سراً، قبل مجيء ترامب، تدعو إلى آلية جديدة للحل.

لكن الذي حصل، بحسب المصادر، هو أن ترامب بطريقته وأسلوب شخصيته قد طرح نفسه “الأجرأ” على تبني الطريقة الجديدة، بل وعجّل إعلان خطة كان يُقدر لها أن تُسوَّق بعد سبع سنوات من الآن.

وترى المصادر أن “تركة” ترامب المتعلقة بصفقة القرن “ستبقى حتى بانتهاء ولايته ومجيء الرئيس المنتخب جو بايدن، لكن الأخير ستختلف طريقته في التسويق، وربما يلجأ إلى التأجيل لا أكثر.”

إعداد: أحمد اسماعيل ـ تحرير: معاذ الحمد