تذبذب في تحسن كهرباء مدينة حسكة ومشاريع جديدة لدعم وتحسين الخطوط
حسكة – نورث برس
تشهد مدينة حسكة، شمال شرقي سوريا، ومناطق أخرى في الجزيرة السورية تراجعاً في واقع التيار الكهربائي بعد التحسن الملحوظ خلال الأشهر القليلة الفائتة.
ويقول سكان في حسكة إن التحسن كان قد بدأ بعد دخول محطة الجبسة ضمن الخدمة في تموز الماضي وتغذيتها للمنطقة الجنوبية، ما أدى لتخفيف العبء على الشبكة الرئيسة للمدينة وزيادة ساعات الكهرباء الواصلة إلى أحيائها.
وتتألف محطة الجبسة، التي خرجت عن الخدمة بسبب أعطال، من ثلاث عنفات بقدرة عشرة ميغاواط لكل منها.
تحسن مؤقت ثم تدهور
وقال محمد عبدالرحمن (21 عاماً)، وهو من سكان حي الصالحية بالمدينة، لنورث برس، إن واقع التيار الكهربائي كان قد تحسن منذ نحو ثلاثة أشهر وحتى بدايات تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت.
“كانت الكهرباء متوفرة معظم ساعات الليل إلى جانب عدة ساعات خلال النهار.”
لكن هذا الواقع تغير مع انخفاض درجات الحرارة منذ نحو شهر إذ زادت ساعات الانقطاع، بحسب “عبد الرحمن”.
وأشار الشاب إلى الحاجة المتزايدة “للكهرباء العامة” خلال فصل الشتاء، إلى جانب تخفيفها لمصاريف كهرباء المولدات الخاصة (الأمبير).
وكانت تكلفة الأمبير الواحد في مدينة حسكة قد بلغت 1500 ليرة حتى منتصف العام الحالي، لتصل تدريجياً إلى ألفي ليرة، وفي بعض الأحياء إلى أربعة آلاف ليرة سورية بعد الاتفاق بين صاحب المولدة وسكان الحي على تسعيرتها.
وكانت أكثر من /40/ مولدة اشتراك خاصة في أحياء حسكة قد توقفت عن العمل منذ حزيران/ يونيو الماضي بالتزامن مع خفض ساعات تغذية الكهرباء النظامية وارتفاع درجات الحرارة، ما أدى لتفاقم معاناة السكان وتكبدهم مصاريف إضافية وسط الأوضاع المعيشية المتدهورة.
ورغم رفع تسعيرة الأمبير الواحد إلى ألفي ليرة، منذ شهرين، يرى أصحاب المولدات أن “هذا السعر قليل بسبب انهيار قيمة الليرة”، بينما ترك مجلس مدينة الحسكة مسألة الأسعار لاتفاق يجري بين صاحب المولدة وسكان الحي برعاية مجلس الحي “الكومين”.
“حمولة زائدة وأعطال”
وتتم تغذية مناطق الجزيرة بالكهرباء من محطتي السويدية والجبسة للغاز، إلى جانب ما يرد من سدود الفرات وتشرين والحرية.
وبالإضافة لعدم كفاية الكميات الواردة من الطاقة الكهربائية، تساهم الحمولة الزائدة في ازدياد الأعطال في الشبكة والمحولات.
ورغم وجود مشاريع لتحسين الخطوط، نشر مكتب الطاقة في إقليم الجزيرة قبل يومين على حسابه في موقع فيسبوك صوراً ومقاطع فيديو لما قال إنها أعطال في مراكز التحويل بسبب “الاستجرار الزائد.”
وقال المهندس صلاح حسن، وهو رئيس لجنة الاشراف في مشروع تنفيذ خط كهربائي جديد، إنهم قاموا منذ أكثر من شهرين بالتخطيط لمشروع خط 20 كيلو فولط، والذي يمتد من محطة الغزل باتجاه سوق الهال في حي مشيرفة.
وأشار “حسن” إلى أن الغاية من المشروع هو “تخفيف الحمولة عن أحياء الناصرة والكلاسة وقسم من أحياء تل حجر والمعيشية والعمران، نتيجة وجود هبوط في التوتر الكهربائي لهذه الخطوط وكثرة الأعطال.”
ويبلغ طول الخط الجديد ستة كيلومترات ينتهي بكابل أرضي بطول 500 متر يجمعه ربط حلقي بمحولة في سوق الهال.
وتتراوح تكلفة المشروع بين 90 و 110 آلاف دولار أميركي، بحسب اللجنة المشرفة على تنفيذه.
“قطع غيار غير متوفرة”
ويعيد مسؤولون عن قطاع الكهرباء في الجزيرة قلة ساعات التغذية إلى الأعطال المتكررة وعدم توفر قطع الغيار للأعطال ونقص كميات المياه الواصلة إلى السدود.
وقال أكرم سليمان، المدير العام للكهرباء في إقليم الجزيرة، إن قلة ساعات التغذية الكهربائية في مناطق الجزيرة تعود للوضع الفني غير المستقر في منشأة توليد السويدية نتيجة خروج العنفات عن الخدمة بشكل متكرر.
وأضاف لنورث برس أن انخفاض الوارد المائي في السدود، وخروج منشأة الجبسة عن الخدمة نتيجة أعطال فنية، كانت أسباباً أخرى لتراجع التحسن في ساعات التغذية.
وأشار المدير العام للكهرباء في إقليم الجزيرة إلى أن “الحصار المفروض على مناطق شمال وشرق سوريا وامتناع العديد من الشركات عن بيع قطع الغيار الخاصة بمحطات توليد الطاقة الكهربائية يزيدان من معاناة المنطقة ويؤخران إصلاح الأعطال.”
ويتم توزيع الكميات الواردة من الطاقة الكهربائية “بشكل عادل” على مختلف مدن وبلدات الجزيرة، لتصل كهرباء السدود إلى مقاطعة حسكة وجزء من مقاطعة قامشلو، في حين يتم توزيع وارد محطة السويدية على المدن والبلدات شرق مدينة قامشلي، بحسب “سليمان”.
وترجح الإدارة العامة للكهرباء في إقليم الجزيرة أن تزداد حصة إقليم الجزيرة من الوارد المائي في حال ازدادت كميات المياه الواصلة إلى السدود، رغم أن كمية استهلاك التيار الكهربائي في فصل الشتاء تبقى أكبر من الوارد.