الاتحاد الأوروبي يلمح بالعقوبات وسط استياء من التحركات التركية شرقي المتوسط

إسطنبول – نورث برس

أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، نهاية الأسبوع الماضي، عن عدم رضى الاتحاد الأوروبي على التطورات الأخيرة بين تركيا واليونان شرقي المتوسط.

وقالت في تصريحات صحفية إن “القادة الأوروبيين سيبحثون مستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي، في قمتهم المقرر عقدها نهاية العام الجاري.”

وأشارت إلى أن “الاتحاد الأوروبي يرغب في رؤية التطورات في الأسبوعين المقبلين قبل مناقشة أي عقوبات محتملة.”

وأضافت أنه “لا يمكن للمرء أن يقول أي شيء في هذه المرحلة، ومعظم التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن بالشكل الذي كنا نرغب في رؤيته.”

من جانبه، قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، في تصريح صحفي، إن “الوضع يتردّى فيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا.”

وأشار إلى أن التصرفات والتصريحات التركية الأخيرة بشأن قبرص “تخلّ بقرارات الأمم المتحدة وتثير التوتر، وتزيد الخلاف مع الاتحاد.”

ومن المقرر أن يتخذ المجلس الأوروبي قراراً حيال الاتجاه الذي سيسلكه الشهر القادم، حيال تركيا، “الوقت ينفذ، ونقترب من نقطة تحول في علاقاتنا مع تركيا”، بحسب بوريل.

وقال إبراهيم سيد أوغلو، المختص بالعلاقات السياسية التركية والدولية، ويقيم في إسطنبول: إن “تركيا ترى أن الاتحاد الأوروبي هو من يماطل ويتجاهل دعوتها لعقد مؤتمر دولي، لتقاسم وتوزيع الحقوق على أصحابها.”

وأضاف “سيد أوغلو” في حديث لنورث برس، أن تركيا “ترى أن الاتحاد الأوروبي يتعامل بسياسة منحازة لليونان أكثر منها إلى تركيا.”

ويرى أن الاتحاد الأوروبي يستخدم ورقة شرقي المتوسط “للضغط على تركيا وإخضاعها.”

ومهما قدمت تركيا من تنازلات أو فكرت بتهدئة الوضع، “فإن العقوبات عليها قادمة”، بحسب “سيد أوغلو”.

وتعمل تركيا بين الفترة والأخرى على إطلاق إخطار بحري يتعلق بتمديد عمل إحدى السفن الحربية بحجة أعمال التنقيب شرقي المتوسط.

وكان آخرها، التمديد الذي تم منحه لسفينة “أوروتش رئيس” منتصف هذا الشهر، حتى الـ23 من الشهر ذاته، الأمر الذي اعترضت عليه اليونان ونددت به.

وانتقدت وزارة الخارجية التركية تصريحات لنظيرتها اليونانية تستهدف أنشطة المسح السيزمي التي تقوم بها تركيا في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وقالت في بيان إن “الخارجية اليونانية نشرت بياناً آخر يكرر اعتراضاتها المعروفة على المسح السيزمي الذي تواصله سفينة أوروتش رئيس، في الجرف القاري لتركيا شرقي المتوسط.”

وأشارت إلى أن “هذه التصريحات تستند إلى مزاعم اليونان المتطرفة والمخالفة للقانون الدولي، والأعراف بشأن الحدود البحرية، وأنه لا حكم ولا قيمة لها بالنسبة إلى تركيا.”

وأضافت الوزارة أنه “إذا كانت اليونان صادقة في تصريحاتها بأنها تريد حلاً في المنطقة، فيجب عليها أن تستجيب بشكل إيجابي لدعوات أنقرة للحوار غير المشروط.”

وانتقدت الإدارة الأميركية التحركات التركية شرق المتوسط، وطالبت “بوقف هذا الاستفزاز المتعمد، من تركيا وأن تطلق فوراً محادثات تمهيدية مع اليونان.”

وقال فرانسيسكو جارنيكا، السفير الإسباني في أنقرة، بوقت سابق، إنه “يجب ألا تنعكس الخلافات بشأن منطقة شرق المتوسط سلبياً على العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي.”

وأشار إلى أن بلاده تمتلك علاقات وثيقة مع كل من تركيا واليونان، وتتفهم المواقف الخلافية بين الدولتين، لكن الشيء المهم هو إيجاد حل تفاوضي.

إعداد: سردار حديد – تحرير: محمد القاضي