كورونا في محافظة السويداء بين إحصاءات الحكومة والواقع

السويداء – نورث برس

تزايدت أعداد الإصابات بفيروس كورونا في محافظة السويداء خلال الشهر الجاري، وسط شكوك تطال التصريحات الرسمية حول حقيقة انتشار الوباء، ونجاعة الإجراءات المتبعة لمواجهته.

وحذَّر رئيس قسم العزل في مستشفى صلخد بريف السويداء الطبيب عمر العيسمي، من تفشي وباء كورونا في المحافظة، معلناً أن عدد الإصابات اليومية أكبر بكثير مما تعلنه وزارة الصحة.

 وطالب العيسمي في تسجيل على صفحته الشخصية بموقع فيسبوك بضرورة التحرك بخطوات جدية لوقف انتشار الوباء.

وأضاف أن عدد الإصابات الحقيقية يصل إلى العشرات يومياً ولكن لا يتم تسجيل من لم تُجرَ له مسحة، وهم كثر، بالإضافة إلى وجود أعداد لا تراجع المستشفى.

وأشار ” العيسمي” إلى تسجيل حالة وفاة يومية جراء الإصابة بكورونا في منطقة صلخد وحدها، وهو أمر يثير الريبة ويتطلب التحرك من الجهات المعنية للحيلولة دون خروج الأمور عن السيطرة.

 وقال الطبيب إن هناك ضرورة لكسر “حلقة العدوى الأقوى وهي المدارس و إغلاقها لمدة أسبوعين لوقف تفشي المرض”، حسب تعبيره.

من جهتها بقيت مديرية الصحة في المحافظة تعلن يومياً عن تسجيل بضعة إصابات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة خلال الفترة الماضية.

لكن أرقامها باتت تشهد تزايداً خلال الشهر الجاري لتوثق وجود أكثر من عشرة إصابات يومياً. حيث سجل الأربعاء الفائت أعلى إحصائية رسمية وبلغت 19 إصابة.

وتقول سميرة معوض وهي مُدرِسة في إحدى ثانويات مدينة السويداء، إن عدد الإصابات أكثر مما يظهر نتيجة وجود حاملين للمرض لا تظهر عليهم أعراض شديدة بالضرورة.

وتشكك المُدرِسة في كفاية الإجراءات المتخذة في المدارس، “الكمامات غير إجبارية، وأنا لا أرى أن من يرتدونها يتعاملون معها كما يجب.”

وتنفي”معوض” وجود التزام بالتباعد الاجتماعي بين الطلبة سواء في الصف أم في الباحة، بالإضافة إلى غياب التعقيم وغياب الفحوصات الدورية، على حد قولها.

ويقول طلاب مدارس إن عمليات فحص المشتبه بإصابتهم تقتصر على سؤال المدرس أو المدير للطالب عن الإعراض التي يعانيها، بالرغم من أنهم ليسوا أطباء.

وبحسب مصادر من كوادر مستشفى صلخد فإن أكثر مراجعيه هم من مصابي فيروس كورونا خلال الفترة الأخيرة.

وأضافت المصادر أن الكوادر الطبية تكتفي بمنح الإرشادات الواجب اتباعها للمريض ووصف بعض الأدوية اللازمة، وإرجاع المصابين إلى منزلهم للبقاء في الحجر المنزلي.

وأشارت المصادر إلى أن المستشفى لا يستقبل إلا من يحتاجون لأجهزة التنفس الاصطناعي، أو  أصحاب الحالات الحرجة.

في مستشفى السويداء تقول مصادر من كوادره أيضا أن معظم الطاقم العامل فيه ممن يتعاملون مع قسم العزل قد أصيبوا بمرض كورونا.

وتضيف المصادر أن استقبال المستشفى لمصابي كورونا قد ازداد في الشهر الأخير، بعدما بات عدد المراجعين ممن يشتبه بإصابتهم بكورونا يصل إلى العشرات يومياً.

وتشير هذه المصادر إلى أن الفحوصات المخبرية لا تجرى إلا لأصحاب الحالات المتقدمة ممن يحتاجون إلى رعاية طبية مباشرة، في حين يطلب من الآخرين البقاء قيد الحجر المنزلي.

ويشكو مراجعون من افتقاد المستشفى لتقديم الرعاية والاهتمام بالمرضى المصابين.

فسهى سلمان التي رافقت أخيها المصاب إلى مستشفى السويداء تقول إن أخيها توفي في قسم العناية نتيجة الإهمال وتنصل جميع الكوادر من مسؤولياتهم.

 وتشير “سلمان” إلى أن الكوادر تخشى الإصابة بالفيروس لذا تكون عملية الإهمال متعمدة.

في المقابل لا تبدو المشافي الخاصة في المدينة تهتم بفرض إجراءات احترازية، التي يقول مراجعون إنها لا توجد إلا من باب رفع العتب.

  أما سارة معين والتي تعمل مُدرِسة بأحد مدارس بلدة شهباء بريف السويداء، فتتحدث عن تجربتها مع الفيروس التي لم تجر أي اختبار للتأكد من إصابتها به.

وتقول المُدرِسة إنها حصلت على إجازة صحية لمدة أسبوع من المدرسة بعدما قيمت هي إصابتها بحضور إدارة المدرسة ودون مراجعة أية مراكز طبية مختصة.

وتضيف أنها اكتفت بالحجر المنزلي الاحتياطي وعملت على تقوية مناعتها لعدم ثقتها بأن الذهاب للمستشفى سيخفف من حالتها.

و تقول إن عدداً  آخر من زملائها المدرسين أصيبوا بأعراض مشابهة واكتفوا أيضاً بالاهتمام بصحتهم بأنفسهم دون مراجعة طبيب أو مستشفى.

وتشير المُدرِسة إلى عدم إمكانية التمييز بين المصابين من غيرهم،  بعد بدأ موسم أمراض الشتاء المعروفة .

ففي مدرستهم  يمكن حالياً العثور على عشرات الطلبة ممن تظهر عليهم أعراض السعال و ارتفاع الحرارة أو التهاب البلعوم، وهي أعراض تجتمع بين كورونا وباقي أمراض الشتاء.

رسمياً وثقت مديرية الصحة في السويداء 289 إصابة في المحافظة منذ بداية ظهور المرض حتى الثامن عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، في حين تشير الواقع إلى غير ذلك.

 ويحذر أطباء من المدينة من انتشار الوباء بين الحين والآخر، وسط بقاء تعاطي الحكومة على حاله. فيما يستمر الإعلام الحكومي في ترداد أن “الأمور تحت السيطرة.”

إعداد: خالد معروف – تحرير: جان علي