مزارعون بريف قامشلي يسارعون لزراعة بذار محاصيلهم قبل اشتداد الأمطار

جل آغا- نورث برس

يشرف صالح العليج (56 عاماً)، وهو مزارع في ريف جل آغا (الجوادية)، شرق قامشلي، على زراعة قطعة من أرضه ببذار العدس بعد أن انتهى خلال أيام سابقة من زراعة الحنطة.

ووسط عدم رضاهم عن مردود أراضيهم هذه الأعوام، يسارع مزارعون في الجزيرة السورية لزراعة محاصيلهم لأن الزراعة تشكل المورد الرئيس لمعيشتهم.

ورغم أن تأخر هطول الأمطار لهذا العام منحت مزارعين ترددوا أو تأخروا في زراعتهم فرصة لإعادة النظر، لا يخفي “العليج” تخوفه من قلة الأمطار التي قد تودي لخسارة التكاليف التي تكبدها.

ولا يبدو المزارع راضياً عن مردود أرضه حين يقول إنه عزف عن رش الأسمدة بسبب غلائها، والأدوية بسبب نقص توفرها وارتفاع أسعارها أيضاً.

ويشتكي المزارع كما غيره من تدهور قيمة الليرة السورية، ولا سيما الانهيار الذي تزامن مع حصاد العام الفائت.

 وكانت الإدارة الذاتية قد حددت تسعيرة شراء محصول القمح للموسم الفائت بما يعادل 17 سنتاً بعد شكاوى مزارعين من تدني قيمة الليرة، لكن التذبذب المستمر لأسعار الصرف أدى لاستمرار تلك الشكاوى.

يقول “العليج”، لنورث برس، إنه اشترى طن بذار العدس هذا الخريف بمليون ونصف المليون، بينما يباع وقت الحصاد بأرخص من هذا بكثير.

ويبلغ سعر الطن الواحد من بذار الكمون في أسواق الجزيرة نحو سبعة ملايين ليرة، ويباع بذار القمح بحوالي 450 ألف ليرة في الأسواق، بحسب “العليج”.

لكن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تدعم زراعة بذار محصول القمح، وهو الأكثر شيوعاً في المنطقة، من خلال تأمين كمية منه بسعر مدعوم يبلغ 360 ليرة للكيلوغرام الواحد.

ويتوقف صبري المحمد(25 عاماً)، وهو صاحب الجرار الزراعي عند المزارع لتعبئة كمية جديدة من البذار، ويقول إن ارتفاع أجرة الحراثة ليس ذنبه، “فأصغر قطعة تصليح تكلف 50 ألفاً.”

ويضيف إلى ذلك حديثه عن معاناة أصحاب الجرارات في سبيل تأمين كمية كافية من وقود المازوت.

لكن “المحمد” سعيد ببدء عمله الموسمي الذي يؤمن له دخلاً من خلال أعمال الفلاحة “بالديسك” ثم باستخدام أداة “الهارو” لتنعيم التربة وتسهيل الحصاد فيما بعد.

من جانبه، قال المهندس أحمد عبدالله، وهو الرئيس المشارك للجنة الزراعة والثروة الحيوانية في جل آغا ، إنهم منحوا 185 رخصة لمزارعين في ريف البلدة.

 واستلم أولئك المزارعون حوالي 80 طناً من بذار القمح المحسن بمراكز بحوث الإدارة الذاتية لتغطية مساحة تقدر بـ 54383 دونماً، بحسب لجنة الزراعة.

وبحسب عبدالله، تقدم الإدارة الذاتية ما يكفي المزارع لزراعة نسبة 60 بالمئة من أرضه بالقمح، ” لذا يضطر أحياناً للوقوع ضحية استغلال التجار عندما تكون مساحته أكبر من ذلك.”

كما تقوم لجنة الزراعة في جل آغا بتزويد 46 جراراً زراعياً بوقود المازوت، وهو عدد الجرارات المرخصة في البلدة والتي تستوفي الإدارة رسوماً منها.

أما عن مشكلات أسعار السماد، فقال المهندس إن لجنة الزراعة تعاني صعوبات المزارعين نفسها، لأن المادة مستوردة ويخضع سعرها لأسعار صرف الدولار.

إعداد: سلام الأحمد- تحرير: حكيم أحمد